في مدينة سانت كاترين.. الثلج يحمل الخير لأهل المدينة والسائحين

05:35 م السبت 11 يناير 2020

كتب- محمد زكريا:

صور، مقاطع فيديو، تعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، فرحة بتساقط الثلوج على مدينة سانت كاترين جنوب سيناء، والتي تقل حرارتها عن الصفر في ساعات الليل تلك الأيام، حاملة الخير لأهالي المدينة السياحية الجبلية، ومشجعة الآلاف من مختلف المحافظات المصرية للسفر، وقضاء ليلة شتوية أوروبية.

إعلان

محمية سانت كاترين، تقع على هضبة ترتفع حوالي 1600 متر فوق سطح البحر، وتبلغ مساحتها حوالي 4300 كم مربع، وتحيط بها مجموعة جبال هي الأعلى في مصر، وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة.

هذا الارتفاع، وهبها مناخا معتدلا في الصيف، شديد البرودة في الشتاء، حيث تكسو الثلوج قمم الجبال وأرض المدينة، ما يمنحها جمالا خاصا، يعمّ أهلها بالخير، ويجذب إليها سائحين من كل محافظات مصر والعالم.

عبر وسائل التواصل الاجتماعي، شاهد أحمد فوزي صورا لجبال كاترين، حرك هذا شغفا بداخل الشاب، لطالما حلم بزيارة أجواء أوروبا، والاستمتاع بشتوية لا تعرفها محافظة القاهرة حيث يعيش.

في ديسمبر من العام 2015، زار فوزي مع أصدقائه مدينة سانت كاترين، صعد جبل موسى، الذي يرتفع عن سطح البحر حوالي 2285 متر، كانت رحلة شاقة على الشاب، وجوها شديد البرودة، أجهدته، لكن أسعدته كثيرا، فأراد لو أن يُعيد التجربة بصحبة الثلج.

الثلج، فأل خير على سكان كاترين. الشيخ صالح، واحد من قبيلة "الجبالية"، الأشهر والأقدم بالمدينة، يقول إن تساقط الثلوج ينفعهم كثيرا، يبين ذلك: "تعاني مدينة كاترين من ندرة المياه، لكن سقوط الثلوج يحد من آثار تلك الأزمة، حيث تذوب الثلوج وتدخل إلى الآبار تحت الأرض".

يتداخل محمد في الحديث، وهو شقيق صالح، ليبين تمايز الثلوج عن الأمطار بالنسبة لأهل كاترين، قائلًا: "الأمطار تجري مياهها إلى البحر سريعا، بسبب الارتفاع الشاهق للمدينة عن سطح البحر، أما الثلوج تطول قدرتها على البقاء في المدينة حتى تتشربها الأرض".

تلك فائدة كبيرة، ليس فقط من منظور توافر المياه، لكن أيضا للغذاء، حيث يعمل معظم سكان المدينة بأعمال الزراعة والرعي، ويكون توافر المياه فرصة لازدهار زراعتهم.

فصل الشتاء، هو أكثر مواسم السياحة ازدهارا بالنسبة لكاترين، فالمنطقة أعلنت محمية طبيعية منذ عام 1988، لما لها من أهمية طبيعية وتاريخية ودينية، وتشتهر بالسياحة الدينية وسياحة السفاري وتسلق الجبال، ويوجد بها دير سانت كاترين وجبل موسى وغيرها من الآثار الدينية.

محمد وصالح، يعملان في خدمة السياح منذ ولادتهما، أصبحا الآن في طور الشباب، ولم تخلف الطبيعة الفريدة وعودها، وبخاصة في شهري ديسمبر ويناير، تأتي الرحلات إلى كاترين سنويا، لزيارة آثارها وتسلق جبالها، هذا ما يدفع فوزي للسعي نحو السفر، عرض على أصدقائه الرحلة في تلك الأيام، ويتمنى لو أن تتساقط عليه الثلوج وهو يعلو الجبل.

إعلان