إعلان

"صديق".. رحلة تطبيق عربي يساعد الأهالي في اختيار أصحاب لأبنائهم

02:58 م الإثنين 09 سبتمبر 2019

تطبيق صديق

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت-دعاء الفولي:

مع المراحل الأولى لنمو الأبناء، يعاني الآباء حيرة دائمة بحثا عن الأنشطة المشتركة، تلك التي تُطور خيال أطفالهم وتُحافظ على تلابيب العلاقة بينهم، يذهب بعضهم لمتخصصي التربية، فيما يعتمد آخرون على الإنترنت كوسيلة توفر لهم أنشطة مختلفة يُعلمونها للأولاد، غير أن معظمها لا يُتاح باللغة العربية، لذا وفي عام 2016، فكّر مجموعة من الشباب المهتمين بالتعليم في الأردن في إنشاء تطبيق رقمي، يدعم الأهالي ليتواصلوا مع أبنائهم.

"صديق" هو اسم التطبيق الذي يعتبره القائمون عليه رحلة تعليمية لهم قبل أن تكون للأهالي. "ما حدا الآن ما معه هاتف.. وفي نفس الوقت كنا مهتمين بجودة التعليم فبلشنا نُشرك الأهالي في مشروعنا لحد ما خرج التطبيق".. يحكي عبدالله محفوظ، الشريك المؤسس في المشروع.

بحث عميق أجراه القائمون على صديق قبل خروج شكله النهائي "ما بين هل ننطلق في شكل شيء مطبوع، موقع إلكتروني أم قناة على يوتيوب؟"، لم تكن تلك الحيرة الوحيدة التي صاحبتهم "شكل المناهج ياللي اعتمدنا عليها نفسها تم جمعه من مصادر علمية مختلفة وتم تطويره عدة مرات ليناسب الزمن".

يُركز التطبيق على الأطفال من لحظة الميلاد وحتى عُمر عشر سنوات، يضم التطبيق مجموعة فيديوهات لألعاب وأنشطة مختلفة، استمد أصحابه أفكارهم أحيانا من العائلات نفسها "اشتغلنا مع حوالي 400 أب وأم على تطوير المحتوى"، اعتمدوا على أبرز الأنشطة التي يُحبها الأطفال، والتي جرّبها الآباء بأنفسهم ولاقت نفعا عظيما.

تحديات عديدة يواجهها آل الفريق، أبرزها تلك المتعلقة بثقافة الآباء أنفسهم "في مجتمعاتنا لا يرى بعض الأهالي فائدة للعب الأطفال، أو لا يفترضون أن مجرد الجلوس أمام التلفاز مع طفلهم أو تناول الطعام معه هو أفضل شيء يمكنهم تقديمه له، وأن العائق المادي هو ما يمنعهم من توفير رفاهية"، فطن القائمون على "صديق" أن ذلك التغيير يحتاج وقتا، فيما ضاعف اعتماد بعض الأهالي على المصادر الأجنبية من تحدياتهم.

"يعتقد البعض أن المعلومات التربوية باللغة العربية ضعيفة بالضرورة"، صمم أصحاب الفكرة منذ اليوم الأول على اختيار اللغة الأم، فقلة المصادر العربية المُتاحة عبر الإنترنت أبعدت آخرين عن أنشطة هامة وطرق تربوية مُتاحة بلغات أخرى، يقول عبدالله إن ذلك ليس سهلا، فإنشاء فكرة من الصفر بلغة لا مكان ضخم لها عبر الإنترنت يحتاج جهدا استثنائيا.

مع الوقت، تزايدت ردود الفعل الجيدة التي تلقاها أصحاب التطبيق من الأهالي، فبشكل دوري يعقد القائمون على المشروع جلسات تصوير بين الآباء وأبنائهم "حتى نشوف المردود بشكل مباشر"، يحكي عبدالله أن جملة "صار بدي ألعب معك" التي يقولها الطفل لوالديه هي الأشهر "التطبيق بيساعدهم يقرّبوا أكثر مش لعب للعب فقط".

منذ اليوم الأول، فالهدف من التطبيق ليس الربح، أرسى الفريق قواعد للعمل في مجالات تعليمية مختلفة، وفّروا حوالي 20% من مواردهم لتنفيذ برامج مجتمعية في الأماكن المهمّشة، ضمنها مخيمات اللجوء على الحدود، والعمل داخل بعض المستشفيات المختلفة لدعم الأهالي والأطفال.

مازال القائمون على تطبيق، يطورونه بشكل يومي، يتابعون الجديد في التعليم ويدمجونه بأساليب بسيطة وبلغة عربية فصيحة يفهمها الجميع، يطمحون لأن يصبح التطبيق هو الأول عربيا، ويحصدون نتائج جهدهم من ثناء الأهالي تارة، وعديد من الجوائز تارة أخرى، إحداهم من مكتبة الإسكندرية.

فيديو قد يعجبك: