إعلان

من مديريات الأمن لمعهد الأورام.. المقاولون العرب تبني ما يدمره الإرهاب

06:24 م الخميس 08 أغسطس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمود عبدالرحمن:

لم تكد تمر 10 ساعات على انفجار سيارة مفخخة، مساء الأحد الماضي، أمام معهد الأورام بمنطقة المنيل، حتى وصل عمال ومعدات شركة المقاولون العرب إلى موقع الحادث بتكليف مباشر من رئيس الوزراء الدكتور مصطفي مدبولي لإعادة ترميم المعهد الذي يعالج مرضى الأورام في مصر منذ خمسين عامًا.
بشكل سريع تحركت شركة المقاولون لتنفيذ التكليف، وصدرت إشارة من الإدارة المركزية للشركة لمجموعات عمل بالتحرك، "سيارة نقل كبيرة نقلت الشدادات المعدنية وأحنا تحركنا وراها لحد هنا" يقول أحمد عزت، أحد المشرفين العاملين بالشركة.

صورة 1

عشرات العمال والمهندسين والفنيين من أصحاب السترات الفوسفورية والخوذ الصفراء، قسموا أنفسهم لفرق، وبمجرد وصولهم إلى الموقع بدأوا العمل في رفع المخلفات والحطام الذي خلفه التفجير لتيسير حركة المرور وإعادتها إلى طبيعتها.
بالتزامن مع رفع المخلفات، كان فريق آخر من العمال يعمل على شد وتركيب السقالات المعدنية على واجهة المبني، والتي صعد عليها خالد حسن مع مجموعة من زملائه لفك القطع المحطمة من الواجهة، تحسبًا لسقوطها بغته، وحتى لا تصبح خطراً يهدد حياة العاملين أو المرضي، الذين يتردون على العيادات الخارجية التي عادت إلى ممارسة عملها بعد مرور 8 ساعات من وقع الحادث.

صورة 2

"أول ناس وصلنا الموقع إحنا علشان إحنا بتوع التجهيزات، فلازم نكون أول ناس موجودين في الموقع، وشكل المكان كان يدل قد أيه الانفجار كان شديد". يصف خالد اللحظات الأولى لوصوله وعمال الشركة إلى المكان بـ"الأصعب على الإطلاق، وإحنا بنركب الشدة كان لسة فيه دم على الرصيف والسلالم، أول مرة أشوف خراب بالشكل دا".

أعمال الترميم والتجديد التي تتم بمعهد الأورام، تدور على محورين منفصلين، كما يقول مهندس مشرف على العمل: أولهما الأعمال الداخلية، والتي تتعلق بالترميم داخل المبني وغرف العمليات والكشف والممرات، وتأتي كمرحلة أولي نظرا لأهميتها، وبدأت هذه العملية برفع الأنقاض ورصد الأضرار التي لحقت بالجدران والحوائط والتعامل معها وكذلك الأسقف المعلقة، والمصاعد وشبكة المياه والصرف الصحي والتكييفات، لأن هذه الأعمال لها الأولية القصوة من أجل عودة العمل داخل المعهد بكامل قوته الاستيعابية للمرضى.

يعالج المعهد الذي أنشئ عام 1969بين 25 إلى 30 ألف مريض سنويا بالمجان، معظمهم من الفقراء ومحدودي الدخل، سواء من الكبار أو الأطفال الذين يتوافدون عليه من جميع محافظات الجمهورية، وفقا لتصريحات الدكتور حاتم أبو القاسم عميد المعهد.
بينما المحور الثاني لعملية الترميم، يقتصر على الوجهات الخارجية للمباني، وفقا للمهندس المسؤول، وستستغرق وقتا أكثر للانتهاء منها بأفضل جودة، خاصة أن تشغيل المعهد لن يتأثر بالعمل في الجدران الخارجية.

صورة 3

في الطابق الثاني للمبنى، انهمك إسماعيل مطاوع (نجار) في خلع الأبواب التي تضررت من الموجة التفجيرية، لتقييم كل باب وتحديد ما يصلح منها لإعادة التركيب أو الترميم وما يجب استبداله.
"إسماعيل" كان يعمل بأحد مشروعات الشركة بطريق الأوتوستراد، وتلقي اتصالاً، من رئيسه مساء الإثنين الماضي، يخبره بضرورة التوجه في الصباح إلى معهد الأورام للعمل هناك.

يعمل إسماعيل بالشركة منذ 10 سنوات، مرت عليه ظروف مشابه، فعندما تم الاستعانة بشركة المقاولون العرب عقب تفجيري مديري أمن القاهرة والدقهلية كان ضمن فريق عمال الشركة الذي رمم المبنيين، "طبيعة العمل في هذه الأماكن مختلفة عن الأعمال العادية، فنحن نعمل عمل تحت ضغط وفي ظروف طارئة وأماكن ذات أهمية".

وعلى مدار الأعوام الستة الأخيرة قامت شركة المقاولون العرب بترميم وتطوير العديد من المواقع والمنشأت التي استهدفتها التفجيرات والعمليات الإرهابية، كان أبرزها ترميم وتجديد القنصلية الإيطالية والعقارات المتضررة في محيطها، ومديريات الأمن في القاهرة والدقهلية وجنوب سيناء والعقار الملاصق لمبني متحف الفن الإسلامي
"أنا معايا 4 نجارين ولو عاوز تاني هجيب من الشركة"، يقول محسن عوض، المشرف على عمال النجارة، الذي يقرر بعد المعاينة الأولية لكل غرفة، الأعمال التي تحتاجها، ويكلف أحد العاملين معه بتنفيذها.

صورة 4

يضيف محسن: "العامل بيكون مرتبط بالشغل مش بالساعات وهو بيوافق على كده من نفسه، وممكن يساعد أي حد في تخصص تاني"، موضحا أن "ظروف العمل تختلف في هذه الأحداث عن الأيام العادية، ويمتد العمل خلال الأحداث لساعات إضافية ويتم تعويض العمال فيها ماديا أو يأخد أجازة إضافية بعد انتهاء العمل".
بالقرب من بوابة جراج السيارات، وقف صالح عبد الهادي، رئيس العمال، يشرف على العمال، يتنقل من مكان إلى آخر لإعطاء ملاحظاته، "الشغل في وقت الحوادث بيكون غير أي شغل تاني بنراعي عامل الوقت وإن الشغل يكون بجودة المطلوبة".

"كل الناس هنا شغالة في وقت واحد مفيش راحة لحد ما الأطفال المرضي ترجع تتعالج"، قالها محمود حسن المهندس المسؤول عن قطاع الأعمال الاعتيادية التي تضم إدارات متخصصة مثل النجارة والكهرباء والمحارة، "دي كارثة ولازم نتعامل معها بأسرع وقت ومش بيكون في مساحة للتأخير".

بجوار أحد المباني، ظل أسامة سيد، أخصائي السلامة والصحة المهنية بالشركة، يتابع ويلاحظ سير العمال والتزام العمال والفنيين بتعليمات الأمن الصناعي حرصًا على سلامتهم.
تتلخص مهمة الرجل الخمسيني، في توفير بيئة آمنة للعمل والحفاظ على سلامة ما يقرب من مائتي عامل داخل المعهد، ما بين عمال تشطيب وترميم ومحارة وكهرباء وسباكة.
ويعتمد المعهد القومي للأورام على التبرعات في علاج المرضي بتكلفة سنوية تصل إلى 300 مليون جنيه، لذلك كان قرار مجلس الوزراء بسرعة ترميم وإعادة تشغيل المعهد.
صورة 5

فيديو قد يعجبك: