إعلان

ظلام أضيئ بالجحيم.. تفجير المنيل يرويه الناجي الوحيد بين أفراد أمن معهد الأورام

12:02 ص الثلاثاء 06 أغسطس 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـ محمود عبدالرحمن:

على باب المشرحة، حيث ترقد جثامين لشهداء فاجعة المعهد القومي للأورام، وقف محمد حافظ، مستندًا على حائط المبنى، الذي لامس كتفه مواسيًا إياه في رفيقيه.

"كنا أنا ومحمود عبدالظاهر ونبيل محمد على باب جراج السيارات الملحق بمعهد الأورام، في بداية ورديتنا بالخدمة الأمنية"؛ هكذا حاول محمد حافظ استحضار كيف أصبح الناجي الوحيد في حكاية أفراد الأمن الثلاثة وكارثة سيارة المنيل.

في قلب الانفجار

في تمام العاشر والنصف مساءً سأل محمود عبد الظاهر زميليه "هتتعشوا ايه يا أخوانا عشان أروح أجيب قبل ما المحلات تقفل؟" سؤال أجابته سيارة مسرعة أتية من الاتجاه المعاكس أسكتت الجميع بعد أن اعتلت رصيف الجراج.

هرول "محمود" و"نبيل" في اتجاه السيارة التي باغتتهم فجأة وعدلت مسارها هبوطًا من أعلى الرصيف ثم اصطدامًا بأخرى ميكروباص قبل أن يهز الانفجار أرجاء المكان وتطاير الشظايا إلى جسدي فردي الأمن.

"أول ما وصلوا العربية انفجرت" يقول محمد حافظ، ويضيف: "انتظاري أمام باب الجراج هو فقط ما أنقذني من مصيرهما".

ظلام أضيئ بالجحيم

مع تصاعد الدخان الكثيف واشتعال النيران، سقط "محمد" مغشيًا عليه، لم يشعر بأي شي بعدها، حتى إسعافه على يد العاملين بالمعهد "الدنيا كانت كلها نار وضلمة محدش شاف حد... فين محمود ونبيل؟ حد شافهم؟ هما فين؟".

التقى محمد حافظ زميليه "محمود" و"نبيل" قبل 8 سنوات، أثناء التقديم لوظيفة فرد أمن إداري بجمعية أصدقاء المبادرة القومية. استلم الثلاثة العمل معًا، واعتادوا الوقوف معًا في الوردية الليلة "أنا ونبيل كنا مع بعض على طول ومحمود كان يبقى أيام معانا وأيام مش معانا، كنا دايمًا مع بعض في كل مكان".

الحديث الأخير

يتذكر محمد آخر ما دار بينه وبين صديقيه: "قبل أسبوعين تقدم شاب لخطبة ابنة نبيل وكان فرحان جدًا وعزمنا أنا ومحمود على العشاء في الشغل... قال لي: هجيب خروف في العيد علشان خطوبة البنت وهعزمكم في البيت، وذلك رغم ظروفه المادية الصعبة".

"بيشتغل بالليل علشان الصبح شغال نقاش، بيحاول يكفي مصاريف أسرته"؛ يتذكر محمد حافظ ما وعده به صديقه "الله يرحمه كان واعدني يعملي الشقة ببلاش" مساهمة في زواجي "كانوا من أحسن الناس في المعهد ربنا يرحمهم".

"نبيل ومحمود" لديهم أطفالاً لم تتجاوز أعمارهم 10 سنوات، كما يقول محمد حافظ، قبل أن يُسمح له بدخول المشرحة للتعرف على جثتي رفيقيه وإلقاء نظرة الوداع عليهما.

فيديو قد يعجبك: