إعلان

قصة 5 مصريين من أوائل الثانوية الفنية في إيطاليا: سافروا بمنحة «مصر الخير»

04:11 م الإثنين 22 يوليو 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب ـمحمود عبدالرحمن:

قبل خمس سنوات، سافرت مها عبد الباسط، الفتاة صعيدية، إلى إيطاليا لاستكمال دراستها، بعدما حصلت على منحة دراسية مجانية من مؤسسة مصر الخير، لم يكن قرار الرحيل وترك أسرتها أمرا سهلًا بالنسبة لها، ولكن شغفها ورغبتها في تحقيق حلمها بالحصول على شهادة من الخارج، جعلها تفرض نفسها وتحفر لها مكانا ضمن أوائل الثانوية الفنية بإيطاليا.

مها صاحبة الـ21 عامًا، المقيمة بقرية أولاد نصير التابعة لمحافظة سوهاج، واحدة ضمن المئات من الطلاب المصريين الذين حصلوا على منح دراسية بإيطاليا من مؤسسة مصر الخير، ولكن ما يميزها وأربعة طلاب آخرين أنهم ضمن قائمة الأوائل في تخصصاتهم المختلفة هذا العام .

الصورة الاولى

منتصف 2014، قررت مها -عقب انتهائها من المرحلة الإعدادية- خوض اختبارات المنحة المقدمة من مؤسسة مصر الخير، لدراسة الثانوية الفنية نظام الخمس سنوات بإيطاليا، مثل أخيها محمد الذي حصل على نفس المنحة لدراسة الزراعة قبل سنوات. تقول الفتاة "أخويا اتبدل لشخص تاني من حيث الثقافة والفكر" لذا سعيت للحصول على هذه المنحة.

"أهلي كانوا فخورين بيا أني شرفتهم" قالتها مها الحاصلة على المركز الأول بقسم نظم المعلومات والاتصالات بمدرسة ITIS polistena، بمجموع دراجات 100% وتم تكريمها.

تتذكر السنوات الأولى لها بالدراسة، ومدى الصعوبة في تعلم اللغة الإيطالية والتعامل مع المدرسين والطلاب ونظرتهم لها كونها محجبة، الأمر الذي أصابها بالإحباط لبعض الوقت، ولكنها استلهمت تجربة أخيها الذي نصحها بالتعامل والتحدث بسلاسة لكونها الطريقة الأسرع لتعلم اللغة "كنت دايما في الأوضة وحسيت أني هفشل لو استمريت كدة بس الحمد لله تفوقت".

الصورة الثانية_1

عبر إعلان على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، علمت مريم هارون، بالمنحة، وتقدمت واستطاعت اجتياز اختبارات القبول، إلا أن إقناع أهلها بالسفر كان العائق "مكنتش حاجة سهلة إن أهلي يتقبلوا فكرة إن بنتهم اللي عندها ١٥ سنة تسافر دولة أوروبية، بس وافقوا لما عرفوا إننا عدد من مصر" وبعد قبولها بالمنحة "أول حاجة فكرت فيها أني أخد كورسات إيطالي علشان استعد للسفر".

"مكنتش متخيلة أني هكون من الأوائل" تستكمل مريم، التي تقيم بميدان الإسكندرية بمحافظة طنطا، قائلة إنه لم يخطر ببالها أن تكون ضمن أوائل قسمها Graphic designعلى الرغم من كثرة عدد الإيطاليين، وما كانت تعانيه من مذاكرة المنهج الدراسي ومتابعة كورسات تعلم اللغة ومضعفة المجهود لتصل إلى مستوى الطلاب الإيطاليين.

الصورة الثالثة

لا يزال مارك جرجس سعيد، الذي سافر إلى إيطاليا ضمن منحة مصر الخير، يقيم في قريةPolistena التابعة لإقليم Calabria، فبعد انتهائه من دراسة المرحلة الثانوية، قرر استكمال دراسته ودخول الجامعة "تقدمت للعديد من الجامعات للحصول على منحة لاستكمال الدراسة الجامعية"، بعدما حصلت على المركز الأول بقسم الإليكترونيات بمدرستي.

يقول مارك الذي ترك أسرته في محافظة المنيا "منحة المؤسسة لحد الثانوية فقط، لكن أنا هكمل دراسة بإيطاليا وهحاول أخد منحة في الجامعة بصفتي الأول".

على مدار خمس سنوات فترة الدراسة، يتلقى مارك تكريما لتفوقه المستمر، وحصل على مكافآت مالية، آخرها 250 يورو أخذها العام الماضي عندما حصل على المركز الأول بالمدرسة، "عملوا حفلة للمتفوقين، وقلت كلمة ممثلا عن المدرسة بتاعي في جنوب إيطاليا".

يتمنى صاحب الـ21 عامًا بأن يكون مهندس مشهور في قسم الإليكترونيات بإيطاليا ثم يعود إلى مصر.

الصورة الرابعة_3

قبل خمس سنوات، كانت أسرة لوقا أبوسخيرون، بإحدى القرى بمحافظة الأقصر، تتشاور حول مستقبل ابنهم بعدما انتهى من المرحلة الاعدادية، ليقترح عليهم أحد الأقارب التقديم في المنحة المجانية. ليقرر الأب الذي يعمل بإحدى مكاتب البريد إرسال ابنه للتقديم، لتفاجئ الأسرة بقبول الشاب والاستعداد للسفر بداية شهر أكتوبر "أهلي كانوا خايفين جدًا علي أني رايح دولة تانية وكمان لسه صغير"، بينما تقتصر علاقته بأسرته حاليا على التواصل عبر شبكة الانترنت يوميا.

"إحساس ممتع لما تكون الأول في دولة غير دولتك"، يصف الشاب الحاصل على المركز الأول، بقسم الإليكترونيات، تكريمه وتشجيع المدرسين الإيطاليين، ويتمنى الحصول على منحة أخرى مجانية للالتحاق بكلية الهندسة "صعب أني أكمل دراسة من غير منحة علشان المصاريف".

"المنحة مقتصرة على فترة الثانوية فقط" تقولها مروة سليمان، المشرف الأكاديمي والاجتماعي بالمؤسسة والمسؤولة عن السفر بالخارج، موضحة أن المؤسسة توفر الإقامة للطلاب في أحد الفنادق وثلاث وجبات يومية، وتعطيهم مصروفا شهريا 100 يورو. وبعد انتهاء فترة الثانوية يعود الطالب إلى مصر ليعمل معادلة بالمجموع والالتحاق بإحدى الكليات بمصر، كما أن المنح الدراسية متوقفة منذ ثلاث سنوات، نظرًا لقلة التبرعات المادية، حتى تتخرج الدفعة الأخيرة بإيطاليا والمتبقى لها سنتين حتى الأن.

الصورة الخامسة_2

" كنت عاوز أهرب من الثانوية العامة" قالها مصطفى عبد الله، الحاصل على المركز الأول بقسم ميكانيكا/ميكاترونكس، بالمجموع النهائي 100%، مضيفا: كنت بسمع عن قلة المجاميع وحالات الانتحار، فبادرت بالتقديم في المنحة وعمل الاختبارات، بعد موافقة أهلي.

"نظام التعليم في إيطاليا حلو جدًا" يرى الشاب أن الدراسة في إيطاليا أسهل بكثير من مصر لكونها تعتمد على العملي أكثر من النظري والحفظ، كما أن مرحلة الثانوية ليست مرحلة مصيرية بالنسبة للطالب" في إيطاليا ممكن تدرس حاجة وبعدين تغيرها لحاجة تانية" وليس هناك رهبة في مرحلة الثانوية لدى الطلاب.

"تقسيم المواد حاجة كويسة" يستكمل بأن الطالب في أول سنتين يقوم بدراسة كل المواد، ثم التخصص في آخر سنتين، وهناك ثلاث امتحانات.

"الطالب بيكلف المؤسسة 200 ألف جنيه في السنة"، تقولها مروة سليمان المشرف الأكاديمي التي ترافق الطلاب أثناء فترة الدراسة منذ عملها بالمؤسسة قبل سبع سنوات.

وأوضحت أن المنحة مقسمة بين مصاريف الإقامة والأكل ورسوم التعليم، ويكون دورها تسهيل أي عقبات أمام الطلاب في الخارج، وتقديم الدعم النفسي لهم، "بيكون سنهم صغير وبيكونوا محبطين من اختلاف الثقافات وعندهم إحساس بالفشل". وتسعى المشرفة إلى دمجهم في المجتمع الإيطالي.

فيديو قد يعجبك: