إعلان

"جحيم خارج عن السيطرة".. لماذا تمتد عمليات إخماد حرائق الموسكي إلى ساعات؟

09:08 م الجمعة 28 يونيو 2019

حريق الموسكي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - مها صلاح الدين:

ماس كهربائي، عقب سيجارة، خلافات شخصية.. ، هكذا تبدأ عادة حرائق المثلث التجاري الملتهب "العتبة والموسكي وحارة اليهود"، تتصاعد النيران، تتناقلها البضائع على الفور، فيصعب معرفة مصدرها، تتحول المناطق الثلاث إلى كتلة نار، تستمر محاولات إخمادها إلى ساعات طويلة، وقد تمتد إلى أيام.

مشهد يتكرر كل عام، أو أكثر من مرة في العام، يدعو للتساؤل، لماذا تمتد حرائق لساعات وأيام دون إخماد؟

aads"الإجابة على هذا السؤال طويلة جدًا.. لكنني سأتحدث عن الأسباب الأساسية"، هكذا قال رئيس الحماية المدنية الأسبق بالقاهرة، اللواء ممدوح عبد القادر لـ "مصراوي" الذي يرى أن درجات الحرارة التي قد تصل إلى 50 درجة مئوية في هذه الشهور من كل عام تكون دائمًا السبب الأول في هذه الحرائق، وطول مدة السيطرة عليها.

أما السبب الثاني وفقًا له، فهو عدم وجود وسائل إنذار مبكر للحرائق، الأمر الذي يجعل اكتشاف الحريق متأخرًا جدًا "عادة الحرائق بتكون في مخازن أو أماكن مافيهاش ناس.. بيكتشفوها بعد ما تكون استوت وكبرت فبيكون صعب إخمادها"، وعادة ما يتم استدعاء المطافي بعد انتشار الحريق، بحسب عبد القادر.

السبب الثالث، وفق رئيس الحماية المدنية بالقاهرة الأسبق، يكمن في تلاصق الأنشطة التجارية في الموسكي والعتبة وحارة اليهود دون تنسيق، فترى محال أقمشة يجاور متجر بويات دون فواصل، ما يعزز من حجم الكارثة، ويساعد على انتشار الحريق في لمح البشر.

عدم صيانة التوصيلات الكهربائية، وتناسبها مع النشاط، هو السبب الرابع وفقًا لعبد القادر، الذي أشرف على عدد من عمليات السيطرة على الحرائق في هذا المثلث، الأمر الذي يساعد على اتساع دائرة الاشتعال على الفور.

السبب الخامس، لدى عبد القادر هو أن هذه المنطقة عبارة مجموعة من حارات ضيقة يصعب دخول سيارات الإطفاء إليها، الأمر الذي يجعل رجال الحماية المدنية يعمدون على مد خراطيم مياه طويلة للتعامل مع الحريق.

أما السبب السادس، بحسب قول رئيس الحماية المدنية الأسبق، يكمن في وضع مظلات أعلى أبواب المحال التجارية، والتي تكون معظمها من الأقمشة، أو مواد غير مضادة للحرية، الأمر الذي ينشر الحريق في دقائق، وبالتالي يجعل إخماده يستغرق مدة أطول.

وأخيرًا، السبب الرئيسي السابع لدى اللواء ممدوح عبد القادر، في استغراق ساعات طويلة لإخماد حرائق العتبة والموسكي وحارة اليهود، هو عدم توفر وسائل الإطفاء الأولية وطفايات الحريق في المنطقة، حيث أن التدخل السريع من قبل الأهالي عليه عامل كبير في الحد من انتشار الحرائق.

في عام 2018- 2019 خصصت مصر 12 مليون و239 ألف جنيه من الموازنة العامة، لمكافحة الحرائق في مختلف أنحاء الجمهورية.. وعلى مدار 5 سنوات، اندلع 15 حريقًا في المثلث العتبة والموسكي وحارة اليهود، أشرف على إطفاء عدد كبيرة منهم اللواء جمال حلاوة، رئيس الحماية المدنية في القاهرة السابق، والذي ينفي استغراق وقت طويل من قبل الحماية المدنية في إخماد الحرائق.

وأكد حلاوة لمصراوي أن عمليات إخماد الحرائق في هذه المنطقة لا تتعدى الثلاث ساعات، أما ما بعدها يطلق عليه عمليات التبريد، وهو ما يستمر إلى ساعات طويلة، وربما لأيام.

"مساحات التخزين الكبيرة، وكثرة المواد الكربونية والتعامل مع المباني بشكل غير احترافي بتقدير كم الماء المستخدم في إطفائه حتى لا ينهار وراء استغراق ساعات طويلة في عمليات الإطفاء والتبريد"، هكذا قال اللواء جمال حلاوة، في رده المقتضب.

وأضاف: "لا يمكن تحديد مدة لعمليات الإطفاء والتبريد، والتي قد تطول لكثافة وجود مواد قابلة للاشتعال مثل المطاط، وأماكن يتعذر على رجال الإطفاء الوصول لها".

فيديو قد يعجبك: