إعلان

"قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ".. عبدالوهاب يصور "السديم" والنجوم في الفيوم

12:46 ص الثلاثاء 14 مايو 2019

السديم والنجوم في الفيوم

كتبت - شروق غنيم:

داخل نقطة عميقة في محمية وادي الحيتان بالفيوم؛ وقف الدكتور عمرو عبدالوهاب يتأمّل السماء كأنه يراها للمرة الأولى، يتفحص معالمها، يبحث عن علامة مُحددة تُهديه لما جاء من أجله حتى وجدها؛ نجمة قلب العقرب التي تدل على وجود سديم، أخرج المصور الفلكي معداته، استعد جيدًا للحظة، ثم انتظر أربع ساعات وحيدًا في الصحراء لالتقاط الصورة "لأن السما تستاهل".

1

استطاع عبدالوهاب أن يحبس كتل من الغبار في صورة واحدة، فكان "السديم"، والذي يعتبر سحابة من الغبار تتكون نتيجة انفجار النجوم. وثّق المصور الحدث في ثاني أيام شهر رمضان بينما نشر صورته أول أمس على صفحته الخاصة بموقع "فيسبوك"، فجاءته بدهشة تعليقات المتابعين "الناس مبتتخيلش إن ده في مصر، مع إننا أفضل بلد ممكن يطلع منها صور فلكية"، يقول رئيس جمعية دكتور مصطفى محمود الفلكية.

في التصوير الفلكي؛ تُلتقط الصورة على مهل؛ استغرق أربع ساعات للتصوير، فيما التقط 200 صورة "ولما خلصت رجعت على مكتبي عشان أعدّلها"، قضى 6 ساعات من أجل أن تخرج صورة "السديم" بهذا الشكل "بستخدم برامج علمية عشان أطلّع الصورة بالشكل ده بتقنية اسمها التكديس"، تُدمج اللقطات سويًا حتى تصبح صورة واحدة "كإنك بتبني بيت وبتحط طوبة فوق طوبة لحد ما يكمل".

2

أرفق المصور الفلكي تعليقًا لشرح معالم الصورة، ما تحتويه يُسمى "سحابة رو أوفيتشي"، وهي عبارة عن سديم مظلم، فيما تبعد عن الأرض بحوالي عن 480 سنة. من الواحدة صباحًا وحتى الرابعة مضى عبدالوهاب وقته مراقبًا عدسته بينما تلتقط ذلك السديم البعيد، فيما يغنيه هدفه عن الشعور بالبرد أو الخوف كونه وحيدًا "بمنطقة عميقة في الصحرا"، يتذكر لماذا دخل عالم التصوير الفلكي فيستغنى عن وجبة السحور من أجل التقاط تلك الصورة .

قبل عام بدأ عبدالوهاب التصوير الفلكي، أراد أن يشارك الناس ما يراه، الشعور الذي يغمره حينما يقف في الأرض بينما يحيطه نقاط مضيئة من كل جانب "بعينك المُجردة شايف 5 آلاف نقطة مضيئة، إنت متعرفش وراها إيه، لكن لما تصورها بتكتشف إن وراها مليارات النجوم، غازات وغبار بألوان خرافية، واقفة هي كمان في اللامكان واللا زمان بتبص علينا"، لحظتها يتدبر المصور قوله تعالى " قُلِ انظُرُواْ مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ"، فيزداد الشغف بداخله لالتقاط المزيد.

3

للتصوير الفلكي أصول؛ أولها أن تكون جاهزًا للحظة، اختيار التوقيت، المكان، والمُعدات. يُعدد عبدالوهاب المناطق التي بدت الأفضل في مصر لرصد النجوم وتصويرها على رأسها مثلث محمية الجلف الكبير بمحافظة الوادي الجديد، يليها سيناء، تجوّل في مناطق عدة داخل مصر وخارجها "لكن يبقى مصر الأفضل لرصد النجوم والتصوير الفلكي، لأن عدد أيام الصفاء في السما 302 يوم من أصل 365 يوم".

يتذكر عبدالوهاب لهفة المصورين الأجانب حين يأتون إلى مصر لرصد النجوم والتصوير الفلكي، يحكي عن طقسها الجاف والصحراء التي تكسو أغلب مساحتها "دي ميزة قوية إننا نعمل أرصاد بحثية وفلكية مبتتعملش في أغلب دول العالم"، لكن تكلفة معدات الرصد والتصوير الفلكي تعوق ذلك، ورغم صورته المذهلة "لكن لو معايا معدات حديثة شوية في الكاميرات والعدسات الموضوع هيختلف".

4

مع كل تعليق على صوره، يمتلأ المصور حماسًا، يشعر أنه قد وصل لمبتغاه "إن الناس تشوف السما بشكل مختلف"، ومع كل ذكر لكلمة "سبحان الله" على صوره يدق قلبه تأثرًا، فيخطط لمزيد من الرحلات نحو الصحراء لاستكمال توثيق حالة درب اللبانة "بتبدأ من شهر 5 لحد 8"، فيما يفكر بإقامة معرض يضم كل اللحظات التي التقطها علّها تصل لناس أكثر.

فيديو قد يعجبك: