إعلان

في وجود إنشاءات "مترو الأنفاق".. كيف حال "شم النسيم" في حديقة "جامعة الدول"؟

11:35 م الإثنين 29 أبريل 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - محمد زكريا:

في شارع جامعة الدول العربية بالمهندسين؛ احتلت أعمال إنشاء الخط الثالث لمشروع مترو الانفاق، مساحة كبيرة كانت محجوزة لأرض خضراء، كأنها حدائق مفتوحة، رغم ذلك، لا يزال أناس يتوافدون على ما تبقى من مساحة خضراء صغيرة، ليحتفلوا بشمّ النسيم ويستعيدوا ذكريات وبهجة، لا تكلفهم مالا.

عيد شم النسيم، هو يوم إجازة رسمية، احتفالا ببداية فصل الربيع، ويأتي في اليوم التالي لعيد الفصح، ويعود تاريخ ميلاده إلى قدماء المصريين.

مستندًا على شجرة، إلى جانب زوجته وطفليه، يتحدث أيمن عبدالفتاح عن العيد بابتسامة، عن ذلك الذي يحمل لأسرته بهجة، رغم بساطة المكان الذي اختاره لهم مسرحًا للاحتفال، حديقة مفتوحة مُطلة على شارع جامعة الدول العربية.

صورة 1

منذ تزوج عبدالفتاح، وعمره الآن يتعدى الثلاثين؛ اعتاد اصطحاب أسرته إلى نفس المكان، الحديقة التي يفضلها في الإجازات والأعياد، حيث يجد فيها ما لا يجده في غيرها، بداية من مجانية تلك المساحة الخضراء، وهي ميزة لا تعوضها أخرى، في ظل ارتفاع الأسعار، وضعف مرتبه من العمل الخاص على تلبية حاجته المتزايدة، مرورًا بمزايا أخرى، لا تقل أهمية في نظره عن مجانية الفسحة، كالأمن الذي يشعره بالمكان، وتوافر بائعي الآيس كريم واللب على مدار اليوم، وليس نهاية بتوفير مسجد مصطفى محمود لدورة مياه مفتوحة، إذا اقتاضت حاجة أولاده لذلك.

ورغم التهام إنشاءات المترو لأغلب المساحات الخضراء بالمكان، إلا أنه يجد تلك المساحات الصغيرة المتبقية، كافية لتنفض عنه تعب العمل على مدار شهور، وتدخل السعادة على أطفاله، كتتويج لشهور من الجد المدرسي، وفسحة لزوجة تدير شؤونه وأولادها على مدار العام، دون أن تُعبر عن تعب.

صورة 2

على بعد أمتار من عبدالفتاح، كانت "أم أحمد" تنهمك في العمل وسط حاجتها، أمامها بومبة غاز صغيرة، وأكواب زجاجية وجردل مملوء بالماء، تبيع المرأة أكوابًا من الشاي لزبائن الحديقة، بينما تتحدث عن بدأ عملها في نفس المكان قبل عقود، والذي بفضله ربت أولادها، حتى صاروا شُبانًا يافعين.

أعمال إنشاء مترو الأنفاق، أثر على عمل بنت أرض اللواء، قلل من زبائنها، بعد أن تقلصت البقع الخضراء، التي كانت تتنقل بينهم لتبيع الشاي، لكنها تعتقد بأن انخفاض ما تحصده من ربح، يعود إلى قلة الأموال في أيدي زبائنها، الذين اعتادت أن ترى الواحد منهم في الإجازات والأعياد، يدخل إلى الحديقة المجانية، وفي يده "أكله وشربه"، حتى يضمن انتهاء يومه، دون أن يزيده ذلك أي أعباء، ولو كانت أقل من ثلاثة جنيهات، ثمنًا لكوب شاي.

بعد أن تناول ياسر وعلاء وسامح "أكلة رنجة وفسيخ"، مددوا على العشب الأخضر، في قطعة تقابل تلك التي تجلس عليها "أم أحمد".. الثلاثة أصدقاء منذ أكثر من 20 عامًا، اعتادوا طوال تلك السنوات، قضاء عيدهم في تلك الحديقة التي تطل على جامعة الدول العربية، لا ينظرون إلى الإنشاءات بقدر ما يستمتعون بنزهتهم المجانية والتي ترتبط بداخلهم بعظيم الذكريات.

صورة 3

أمام جامع مصطفى محمود، اعتاد الشباب قضاء الإجازات والأعياد، يستعيدون في كل مرة الذكريات، يتحدثون في كل شيء وعن كل شيء، حتى يأتي المغيب، يصلون المغرب في المسجد، ويعود كل واحد منهم إلى منزله، مُحملا بسعادة وحنين إلى يوم عيد آخر.

فيديو قد يعجبك: