إعلان

حوار| بطلة تحدي القراءة العربي: سأخصص الجائزة لعمل مكتبة مجانية في الخرطوم

06:09 م الخميس 14 نوفمبر 2019

لحظة تتويج هديل أنور بطلة لتحدي القراءة العربي 201

حوار- أحمد الليثي وإشراق أحمد:

في العام الذي صعد فيه السودان إلى مسرح الأحداث؛ بداية من الحراك السياسي وتغيير نظام الحكم، مرورًا بالساحة الفنية بتكريم أول فيلم سوداني –منذ عشرين عاما- في مهرجانات دولية، كانت هناك فتاة ذات خمس عشرة أعوام، تبكي فرحًا بينما تلتحف بعلم بلادها، وهي تقف على منصة دار أوبرا دبي –أمس- بعدما حصدت "هديل أنور" ابنة مدينة الخرطوم لقب بطلة تحدي القراءة العربي لعام 2019.

مصراوي تواصل مع هديل، التي شاركت للمرة الأولى في الدورة الرابعة للمسابقة، وصعدت للتصفيات النهائية ضمن 16 طالب وطالبة من الوطن العربي، اختيروا من بين أكثر من 13 مليون شاركوا في التحدي، لتنال "بنت السودان" اللقب، وجائزة تقدر بنصف مليون درهم إماراتي.

كيف استقبلتِ لحظة تتويجك بطلة لتحدي القراءة العربي عام 2019؟

كنت سعيدة جدا، وفخورة بتمثيل بلادي، السودان، في أفضل صورة، وشعرت بالفخر لتحقيق مراد القائمين على التحدي وعلى رأسهم الشيخ محمد بن راشد؛ بإعلاء لغة الضاد ورفعة اللغة العربية، وجمع رايات الأوطان العربية تحت قبة واحدة.

من أول المهنئين لكِ عقب إعلان فوزك بالتحدي؟

الشيخ محمد بن راشد، أول من هنأني وقال لي: هذا نصر جديد للسودان، ثم تواصلت مع والدي ووالدتي وقلت لهم: أخيرا حققت ما جئت لأجله.

شاركت في التصفيات مع 16 طالبًا من أرجاء الوطن العربي.. حدثينا عن كواليس التصفيات وكيف تجاوزتِها؟

كنا أكثر من أصدقاء ولسنا متنافسين، واعتمدت التحديات على الإبداع، وكلنا كنا متميزون في اللغويات، وفي ظني أن سر تميزي أنه كان لدي قضية أتحدث عنها بكل حماسة وثقة، وكل حرف يخرج من فمي يكون من القلب أولا.

75266064_2882553795111378_8301087475724451840_o

وما القضية التي صاحبتك خلال رحلة التحدي؟

غرس اللغة العربية في نفوس الصغار، وتحقيق الوحدة والسلام للعالم العربي. لو كنا متوحدين وقادرين نعيش تحت طقس واحد "ما كان في حروب تحصل. ما كان في طفل يتشرد".

وما أكثر موقف لا تنسيه خلال التصفيات النهائية؟

في كل مرة قبيل الإعلان عن المغادرين لمضمار التحدي، تكون القلوب في قمة التأهب، كانت مزنة نجيب، ممثلة دولة الإمارات وأصغر المتسابقين، تعطينا طاقة إيجابية وتخبرنا بألا نحزن وأن وجودنا في التصفيات هو مكسب حقيقي بعيدا عن الترتيب والمراكز.

1

احكِ لنا عن قصتك مع تحدي القراءة خاصة أنها المرة الأولى للمشاركة؟

عرفت بالصدفة عن المسابقة في الدورة الثانية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ثم تابعتها وتتبعت أخبار أبطالها، وحينما تم الإعلان عن الدورة الرابعة، قررت المشاركة.

ما أكثر الكتب التي قرأتها ضمن الـ50 كتاب وأثرت بكِ؟

كتاب "عالم صوفي" للكاتب جوستاين جاردر، ويتحدث عن الفلسفة اليونانية القديمة بطريقة مبسطة جدا للمراهقين.

بعد حصدك للقب بطل التحدي داخل السودان.. كيف استعددت للمراحل النهائية على مستوى الوطن العربي؟

تصفيات السودان كانت تعتمد على تسليم جوازات التحدي وتلخيصها، أما التصفيات في الإمارات فكانت تعتمد على الإلهام والإبداع.. الاستعداد للمسابقة كان معنويا في الأساس؛ جهزت نفسي وأنا أقول لها: إذا أردت أن تقدمي شئ فلابد أن تقتنعي به وتؤمني فيه وتكوني راضية عنه.

أعطاكِ لقب بطلة التحدي تفوقا بين طلاب الوطن العربي.. كيف ستسثمرين ذلك على المستوى المعرفي؟

سأحاول توجيه ما حصدته للمكان الصحيح، أتواصل مع زملائي، وأحاول غرس القراءة في نفوس الأطفال؛ خاصة أن عمري قريب من أعمارهم، سأخبرهم إن أردتم المشاركة في التحدي لابد أن يكون لديكم غاية وقضية؛ لأن المشارك في التحدي من الطبيعي يكون جيد على المستوى اللغوي لكن الشيء الأهم هو التحلي بهدف ورؤية يسعى لإيصالها.

حدثينا عن حال أسرتك مع القراءة؟

القراءة عادة مكتسبة؛ وأنا الابنة الوحيدة لوالدي ووالدتي، والدي يعمل عقيد ركن في الجيش السوداني، ووالدتي ربة منزل. وهما الاثنين يقرءان بنهم، ويحفزاني دوما على حب العلم وصداقة الكتب، فصار التعلق بالقراءة جزءا أصيلا من يومي.

وما دور المدرسة في دعم مسيرتك بمسابقة التحدي؟

كان معلميني يدعموني لغويا ومعنويا. يحفزونني للمشاركة في التحدي أن أواصل وأحقق أحلامي وأهدافي، كانوا يقولون لي "هديل أنت قدها وتقدري تشرفي بلادك".

كيف أثرت مشاركتك في التحدي على زملائك في المدرسة؟

طلاب الصفوف الأصغر مني كانوا دائما ما يسألونني عن رغبتهم في المشاركة بالتحدي، وماذا عليهم أن يفعلوا من أجل ذلك.. وكنت سعيدة جدا بمتابعة زملائي في المدرسة لفوزي عبر "الفيديو كونفراس".. ولا أنسى دورهم في تشجيعي؛ فكانوا يرسلون لي رسائل صباحية، يقولون لي "شدي الحيل"، وبعد الحفل تواصلوا معي وهم يهتفون: "شرفتي المدرسة والسودان".

حدثينا عن طموحاتك المستقبلية.. ماذا تخططين وتتمنين تحقيقه؟

أتمنى أن أصبح طبيبة وكاتبة في آن واحد. تحديدا طبيبة مخ وأعصاب لأني أرغب في إجراء عمليات جراحية للتوأم الملتصق من الرأس لأنها حالات نادرة وأطبائها نادرين.

حصلتي على جائزة مهمة معنويا وماديا.. ماذا تنوين العمل بها؟

أرغب في عمل مكتبة مجانية في الخرطوم كي تحفز الطلاب على القراءة.

74693192_2882555495111208_2842904647826407424_o

لمعرفة المزيد عن تحدي القراءة العربي في مصر أقرأ أيضًا:
تحدي القراءة العربي.. كن أنت البطل (ملف خاص)

فيديو قد يعجبك: