إعلان

"هنروح نشجّع المنتخب".. فرحة أول مرّة أمم أفريقيا بعيون جيل ما بعد 2006

03:03 م الأحد 13 يناير 2019

مازن احمد

كتب- أحمد شعبان:

كان "أحمد حمدي" في الرابعة من عمره؛ عندما شهدت القاهرة ومعها بقية مدن مصر أجواء احتفالية صاخبة عام 2006. دَوت الهتافات وارتفعت الأعلام من النوافذ والسيارات، احتفالًا بفوز المنتخب الوطني على ساحل العاج وحصوله على لقب بطولة أفريقيا لكرة القدم، التي احتضنتها مصر. وخرجت الصحف وقتها تشيد باللاعبين والجهاز الفنّي، وتتحدث عن "الليلة التي لم تَنَم فيها مصر".

ظلت هذه الليلة محفورة في ذهن أحمد، وبدأ بعدها في الاهتمام بكرة القدم، أدرك إخفاقات وغياب منتخب مصر أفريقيًا بعد عام 2010، كان يجلس يسترجع مشهدًا لم يفارق عقله "أكتر ماتش مأثّر فيا نهائي يوم 10 فبراير 2006، لما فُزنا بالبطولة على أرضنا". تمنّى لو كان بين المشجعين في ستاد القاهرة الدولي "الاستاد كان مقلوب والمشهد كان حلو قوي"، لذا حين علم بخبر فوز مصر باستضافة بطولة أمم أفريقيا، في يونيو المقبل، سيطرت عليه مشاعر الغبطة والسرور "حلمي هيتحقق إني أحضر حاجة مستنّيها من زمان"، يقولها بحماس.

قبل أيام، أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم فوز مصر بشرف تنظيم كأس الأمم الإفريقية 2019 على حساب نظيرتها جنوب إفريقيا، بعد أن سحب الاتحاد، في نوفمبر الماضي، التنظيم من الكاميرون، لتأخرها في إنجاز المنشآت الرياضية المتفق عليها في ملف الترشّح، لتصبح هذه هي المرة الخامسة التي تنظم فيها مصر خلالها بطولة كأس الأمم الإفريقية، بعدما نظمت نسخ 1959 و1974 و1986 و2006، وحصدت اللقب فيها جميعًا عدا نسخة 1974.

على المستويين الشخصي والعام؛ يرى "أحمد" مميزات عدّة في تنظيم مصر للبطولة. فقد اعتاد ورفاقه، منذ 4 سنوات، حضور مباريات فريقهم الزمالك في المدرجات، ولم يفتهم حضور مباريات المنتخب الوطني التي أقيمت على ملاعب مصرية، في التصفيات المؤهلة لأمم أفريقيا 2017، وتصفيات كأس العالم 2018، غير أن الشعور مختلف هذه المرة والحماس أكبر "أنا وأصحابي محضرناش حاجة للمنتخب في أفريقيا فده أكيد هيكون غير كل الماتشات اللي حضرناها"، واتفقوا على حضور جميع مباريات البطولة التي تحتضنها مصر "لازم نروح ونساند اللاعبين للفوز بالبطولة".

1

حضور جماهيري كثيف شهدته بطولة أمم أفريقيا 2006، مختلف الفئات والانتماءات، وأسر كثيرة حرصت على الذهاب والتشجيع، بينما تُقام النسخة المقبلة للبطولة وسط غياب للجمهور المصري عن مدرجات الدوري المحلّي. فيما أكّد مسؤولون باتحاد الكرة المصري على نجاح مصر في إقامة مباريات المنتخبات والأندية في التصفيات القارية بحضور جماهيري كبير، وهو ما سيحدث في أمم أفريقيا "مستوى التأمين والتنظيم هيكون كبير والملاعب هتكون كويسة فده أكيد هيدّينا ثقة إن الجمهور المصري يرجع تاني لمدرجات"، يشير أحمد.

مازن.. ينتظر الحلم

صغيرًا، بدأت علاقة "مازن أحمد" بالكرة، كان في التاسعة من عمره حين بدأ يتابع مباريات وأخبار المنتخب الوطني.

في عام 2015، شهد غياب مصر عن البطولة الأفريقية ذلك العام، مسّه حزن كبير، وبينما كان يتصفح هاتفه وجد منشورًا على مواقع التواصل الاجتماعي لمباراة مصر والبرازيل في كأس العالم للقارات 2009 بجنوب إفريقيا، كُتب أعلاه "ليت الزمان يعود يومًا". شاهد الصغير المباراة ومن وقتها "ده أكتر ماتش معلّم معايا للمنتخب رغم إننا خسرنا 4 مقابل 3 بس كنا قادرين نرفع راسنا إننا قدمنا ماتش عالمي والبرازيل كسبتنا بالعافية"، فيما يتمنى أن يتكرر المشهد ثانية ويعاصر مباراة مثلها، بعد أن تفوز مصر بالبطولة الأفريقية التي ستقام على أرضها.

كان مازن، 13 عامًا، واحدًا من المشجعين في المدرجات خلال عدّة مباريات للفراعنة "رحت ماتشات مصر مع أوغندا والكونغو في تصفيات كأس العالم، وناوي إني أحضر ماتشات المنتخب في بطولة أفريقيا الجاية". بالنسبة إليه الشعور مختلف والبهجة سيكون لها طعم آخر حين يجد الجماهير مرة أخرى تذهب إلى المدرجات للتشجيع ومساندة فريقهم، يتمنى أن يصبح ذلك تمهيدًا لعودتهم للمدرجات في الدوري المحلي، أيضًا "هنشوف ناس من كل حتة في أفريقيا ماليين الشوارع، مصر شكلها هيتغير الفترة دي".

2

علي.. فرحة أوّل مرّة

"فرحة أول مرّة" يتشوق إليها "علي شريف"، صاحب الـ12 عامًا، قبل أن يتجاوز الثامنة عشق كرة القدم. بدأ يتابع مباريات ناديه الأهلي، ومنتخب مصر، حاول كثيرًا التواجد بين صفوف المشجعين في المدرجات، لكن خاب آمله، لذا فرح كثيرًا حين علم بخبر استضافة مصر للبطولة الأفريقية 2019 "أخيرًا هروح الاستاد وأشجع المنتخب"، قالها الصغير بحماس بالغ.

في منزله وعلى المقاهي؛ شاهد الصغير مباريات المنتخب، أعجبه حماس المتفرجين، فكّر في شعور هؤلاء الجالسين في المدرجات "الموضوع مختلف أكيد ودي تجربة لازم أخوضها"، فيما يضيف أنه شاهد مباريات مصر في كأس العالم وتمنى لو كان موجودًا بروسيا يتابع الأجواء الحماسية، يمسك علمه ويشجع منتخبه في بطولة قارية أو دولية، بينما ينتظر بشوق كبير "لما ناخد البطولة هنحتفل احتفال رهيب وأكيد هيكون مختلف لأن البطولة هتكون عندنا".

3

مالك.. "هفرح وأنا بشجع مو"

لم يدرك "مالك أحمد"، الذي لم يتجاوز عامه السابع بعد، جيدًا ماذا يعني استضافة مصر لبطولة الأمم الأفريقية، وتأثير ذلك على الأجواء العامة في مصر وعاصمتها ومدنها المختلفة، كل ما يذكره أنه سيفرح كثيرًا حين يذهب إلى الاستاد لتشجيع الفراعنة ولاعبه المفضل "مو صلاح". ذهب الصغير إلى الاستاد مرتين لتشجيع المنتخب الوطني "أكتر ماتش بحبه لما مصر فازت على تونس في تصفيات أمم أفريقيا"، حضر الصغير المباراة التي فازت فيها مصر بثلاثة أهداف مقابل هدفين، في نوفمبر الماضي.

بالنسبة إلى الصغير فإن مصر ستصبح مثل روسيا، التي احتضنت مباريات كأس العالم العام الماضي "الفرَق هتيجي تلعب عندنا، هتبقى حاجة حلوة وهحضر ماتشات كتير، وإن شاء الله هنكسب"، قالها ببراءة تليق بعمره.

4 6

عبدالله.. "المسافات قرّبت"

لم يسبق لـ"عبدالله ماهر" حضور مباراة للفراعنة وسط حماس الجماهير في المدرجات، اكتفى بالذهاب إلى المقهى مع رفاقه، لفترة طويلة ظلت أمنيته "إني لازم أحضر ماتشات المنتخب في أي بطولة"، يتمنى لو تتحقق أمنيته فيما تهللت أساريره حين أخبره أحد رفقائه باحتضان مصر للبطولة الأفريقية، أول ما ذكره "المسافات قرّبت قوي وهنروح نشجع المنتخب".

يتذكر صاحب الـ16 عامًا شعوره حين تأهلت مصر، في نسخة 2017 من البطولة، إلى الدور النهائي للقاء الكاميرون "الأجواء على القهوة كانت حماسية، أكيد في الاستاد شعور لا يوصف"، كذا استضافة مصر لمشجعين من مختلف أنحاء أفريقيا "ده شيء في حد ذاته يخليني أكون حريص على إني أروح كل الماتشات، ثقافات مختلفة وطقوس احتفالية هنشوفها في كل حتة مش المدرجات بس".

5

أحمد.. الفرحة تكتمل بالتتويج

لا يغفل "أحمد حمدي" أهمية وضخامة الحدث، غير أنه يشير إلى أن الفرحة بتنظيم البطولة لا تكتمل إلا بالتتويج بها، يرى أن بمقدور الفراعنة تحقيق ذلك، في ظل المستوى الذي ظهر به المنتخب مع مدربه الجديد، خافيير أجيري، حتى إن كانت تلك هي المرة الأولى التي تقام خلالها البطولة، في الفترة من 15 يونيو حتى 13 يوليو، بمشاركة 24 منتخبًا "الماتشات هتكون على أرضنا ووسط الجمهور، إن شاء الله هناخد البطولة".

فيديو قد يعجبك: