أصحاب معاشات بعد علاوة الـ15%: "أي حاجة تسند وخلاص"

كتب- أحمد شعبان:

في السابعة من صباح أمس الأول، تحرّك "شعبان محمد" من بيته بمصر القديمة صوب مقر بنك ناصر الاجتماعي، في شارع قصر النيل بوسط القاهرة، ليجد فور وصوله "طوابير" ممتدة أمام ماكينات الصرف الآلي التابعة للبنك، رجال ونساء يجلسون على الرصيف انتظارا لدورهم، وآخرون ابتعدوا عن الطابور بحثًا عن ظل شجرة صغيرة، تقيهم أشعة الشمس في يوم من أيام يوليو القائظ.

كانت غادة والي، وزيرة التضامن الاجتماعي، قد أعلنت عن صرف معاشات شهر يوليو في مواعيدها المقررة شاملة الزيادة التي تقررت بالقانون رقم 99 لسنة 2018 بنسبة 15% بحد أدنى 150 جنيها وحد أقصى 625.5 جنيه ورفع الحد الأدنى للمعاشات إلى 750 جنيها، وتحسب الزيادة المستحقة على المعاش الشامل وما أضيف إليه من زيادات حتى 30/6/2018.

وقف الرجل السبعيني مع أقرانه من أصحاب المعاشات ينتظر دوره، طالت وقفته لساعات قبل أن يفرغ من صرف معاشه عند الثانية بعد الظهر، كان يتقاضى معاشا لا يتعدى 800 جنيه، زاد عليها 135 جنيها، يراها شعبان الذي أصبح من "أصحاب المعاشات" قبل ما يقرب من 30 عاماً "مش هتفرق في حاجة"، خاصة بعد الزيادات الأخيرة في أسعار مختلف السلع.

لن يعود الرجل، الذي كان يعمل موظفا في الشركة العامة للتجارة والكيماويات، بمعاشه كاملا إلى بيته؛ فجانب كبير منه يذهب لسداد القرض الذي أخذه لزواج ابنته قبل سنوات.

في الداخل، أعداد كبيرة احتضنها مقر البنك بطابعه المعماري القديم، طوابير طويلة أمام شباك "الخزينة"، رجال ونساء يجلسون على مقاعد في انتظار دورهم، فيما كان "أحمد خلف" يبحث عن مقعد يراجع ما صرفه، ويقوم ببعض العمليات الحسابية ليعرف ماذا تبقى له من معاش هذا الشهر، يقلل الرجل الذي عمل في الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي من تأثير الزيادة الأخيرة على حالته الاقتصادية "لو ادوني 200 جنيه زيادة هم زودوا الأسعار الضعف".

وبدأت الوزارة في صرف معاشات شهر يوليو المحول صرفها على بنك ناصر الاجتماعي، ومكاتب البريد شاملة الزيادة المقررة، وعددها 3 ملايين و547 ألفًا و879 حالة بقيمة إجمالية 5.8 مليار جنيه اعتبارًا من أمس الأول ـ الخميس 5 يوليوـ وتستمر عملية صرف المعاشات على مدار الأسبوع الحالي.

يصرف الرجل الآتي من منطقة الزاوية الحمراء معاشاً يبلغ 1450 جنيها، يذهب جانب كبير منه على علاجه من أمراض القلب والضغط والسكر "علاج التأمين الصحي مش نافع خالص وعندي خشونة ومفيش أي مصدر دخل لأني مش قادر أشتغل".

ويبلغ إجمالي عدد أصحاب المعاشات والمستفيدين عنهم 9.5 مليون مواطن، فيما تتحمل تكلفة الزيادة الجديدة التي تطبق اعتبارا من 1/7/2018 الخزانة العامة بقيمة 24.2 مليار جنيه سنويا، حسب الموقع الرسمي لوزارة التضامن الاجتماعي.

من منطقة شبرا، جاءت "أم نسمة" برفقة أخيها لتصرف معاش زوجها المتوفى "أخدت 750 جنيها بعدما زاد المعاش 150 جنيه"، فيما تذكر أنها بعد وفاة زوجها، الذي كان يعمل في شركة اللؤلؤة للزجاج، عام 2013، كانت تصرف معاشًا يبلغ 175 جنيها فقط، زاد خلال السنوات الماضية، ورغم سعادة السيدة الأربعينية بهذه الزيادة إلا أنها لن تغير كثيرًا من حالتها هي وبناتها الأربع "العيشة بقت غالية قوي، وفي كل الأحوال الحمد لله هي نفحة بتسند وخلاص".