إعلان

لماذا انتخبت سيدة مصرية حمدين ومرسي ثم السيسي؟

07:21 م الأربعاء 28 مارس 2018

السيدة سناء شحاتة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- محمد مهدي:
لم تكن سناء شحاتة، تهتم في عهد الرئيس المخلوع محمد حسني مبارك، بالمشاركة في الانتخابات "لأنه كدا كدا ناجح" وفق تعبيرها. لكن الحال تغير بعد اندلاع ثورة 25 يناير 2011، باتت تشعر بأهمية صوتها وضرورة الإدلاء به، لذا لم تفوت أية انتخابات رئاسية، غير أنها صوتت لـ 3 مُرشحين من تيارات مختلفة "إديت صوتي في الأول لحمدين، وبعدين مرسي، ودلوقتي السيسي" من أجلهم جميعًا خاضت مناقشات حادة مع أسرتها والمقربين.

نحو 13 مرشحًا، تقدموا للانتخابات الرئاسية في انتخابات 2012، كانت البلاد على الجَمر، مخاوف عديدة من فَشل الثورة، لكن القلوب لم تخلُ من الحماس. وأمام لجان الاقتراع ازدحمت الشوارع، بهجة غير مصطنعة ملئت الأرجاء، شارك أكثر من 25 مليون مواطن، من بينهم "سناء": "كانت انتخابات زحمة جدًا، كان فيه إحساس بالسعادة إن لينا رأي وهيتأخد بيه وهيغير البلد".

صورة 1

أمام مدرسة القاهرة الفنية بالمنيل، ظلت شحاتة لساعات تنتظر دورها للإدلاء بصوتها "فاكرة إنهم مدوا عدد الساعات من الزحمة" أمام اللجان، نظرت إلى القائمة المقدمة إليها التي تشمل كافة المرشحين، بحثت عن حمدين صباحي ومنحته صوتها "كنت مقتنعة بالدولة المدنية وقتها وعندي مشكلة مع أي تيار تاني" لكن النتائج الأولية كانت غير مبُشرة.

حصل صباحي على المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية 2012، بفارق أكثر من 700 ألف صوت مع أحمد شفيق، فيما حصد محمد مرسي، مُرشح جماعة الإخوان المسلمين -والتي صارت محظورة فيما بَعد- نحو 5 مليون و764 ألف "مفضلش وقتها غير شفيق ومرسي. وكانت القنوات اللي فيها شيوخ بيقولوا مرسي الأصلح".

كانت السيدة المنتقبة حينذاك، تهتم بآراء الشيوخ في القنوات الدينية "كانوا بيدعونا لاختيار اللي هينصر الدين" اقتنعت شحاتة بأن مرشح جماعة الإخوان هو الأجدر، لم تكتفِ بذلك، حاولت التأثير على من حولها للتصويت له "لدرجة إني أثرت على جوزي، عشان ينتخبه" وأمام اللجان الانتخابية وقفت مع أنصار مرسي بحماس كبير.

لم يستمر هذا الشعور كثيرًا، خاصة بعد خطابه الأول عقب توليه رئاسة الجمهورية في 24 يونيو 2012، ثم خروجه إلى المواطنين في مناسبات أخرى للحديث بطريقة لم تعجبها "بالذات موضوع المزنوقين في حارة.. زمايلي استلموني تاني يوم، بيسألون فهمتي منه حاجة؟" ثم قراراته للاستحواذ على الحُكم حينها، وإعطاء صلاحيات أكبر لسلطته "والمظاهرات اللي كانت بتطلع كل شوية والشغب بتاع الإخوان، حست إني غلطت".

حينما ظهرت استمارة حركة تمرد، شعرت أن حُكم الإخوان ليس الأفضل لمصر "عاطفتي اتحركت مع الشباب اللي عايزة تغير، خاصة مع الضنك وسوء الأوضاع اللي عملها في البلد" كانت ماتزال مرتبكة، لذا لجأت إلى توجيه السؤال إلى شيوخ القنوات الدينية "كلهم يقولولي خليكي مع الشرعية" لكنها لم تُنصت لرأيهم.

من جديد، حينما تقتنع بشيء لا تهدأ، غيرت بوصلتها إلى ضرورة تدخل القوات المسلحة لإنهاء حُكم مُرسي "وطلبت من جوزي وولادي ينزلوا في 30 يونيو، وأنا نزلت التحرير في 2و3 يوليو" أحست أن الدولة تم إنقاذها من أزمة كبيرة، وأن عليها التفكير جيدًا في اختيار الرئيس القادم لمصر.

في 2014، تلقت شحاتة خبر ترشح الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الانتخابات الرئاسية بسعادة مشابة لتلك التي شعرت بها مع المُرشحين التي سبقت أن اختارتهم. وحينما بدأت العملية الانتخابية التي ترشح فيها أيضًا حمدين صباحي قررت منح صوتها للسيسي "عندًا في الإخوان وقتها" نزلت إلى الشارع بعلم كبير، انتظمت في الطابور أمام اللجنة الانتخابية "والأمن كان مستغرب إن واحدة منقبة جاية تنتخب السيسي".

لماذا يتغير رأيها في كل انتخابات رئاسية، رغم اختلاف خلفيات كل مُرشح؟ لم يخلُ محيطها من تلك الأسئلة "قرايبي وصحابي كانوا مستغربين، قولتلهم ربنا نورلي بصيرتي ووراني الحق" كما أنها في اختيار الأخير كانت قد فقدت ثقتها "في أي حد مدني، لإني حسيت إن البلد هينة عليهم وعاوزين مناصب وخلاص" هكذا فكرت.

صورة 2

مرت 4 سنوات على تولي السيسي منصبه، تعتقد شحاتة أن الدولة في المسار الصحيح، باتت واحدة من أشد الداعمين للرئيس وقراراته، حتى أنها حظيت بمقابلته في إفطار أقيم بحضوره في رمضان الفائت، طلبت الجلوس في كرسي قريب منه "وكلمته عن فساد المحليات، ولازم القضاء يبقى أسرع في قرارته".

قبل أيام من الانتخابات، أعادت شحاتة سيرتها الأولى والثانية حينما شجعت الآخريين على اختياراتها السابقة، لم تترك مساحة دون استخدامها في حث الأقارب والأصدقاء على المشاركة في الانتخابات ومنح صوتهم للسيسي "على الفيس بوك وفي بيتي وفي شغلي والمسجد" فيما تبنى أبنائها وجهات نظر تختلف معها.

خلال الساعات الأولى للانتخابات، وجدت شحاتة لنفسها مكان وسط الطابور، بيدها علم كبير، جاء دورها للإدلاء بصوتها "انتخب السيسي وبصمت ودعيت لمصر" تقولها سناء بسعادة.

فيديو قد يعجبك: