بالصور- طن ونصف مخلفات وخاتم.. مهمة لإنقاذ "النيل" في 4 ساعات

06:13 م الإثنين 17 ديسمبر 2018

كتبت- إشراق أحمد:

تصوير- محمد حسام الدين:

"مين اللي هيرضى ينزل عشان ينضف النيل؟" انطلقت الدعوة قبل شهرين، ولم يكن متوقعًا حضور عددًا كبيرًا، لكن ما حدث؛ أن 250 شابًا شاركوا يوم السبت الماضي في بدء حملة لتنظيف نهر النيل تحت اسم "Very Nile".

قبل أكثر من 60 يومًا اتفق منظمتان تهتم بالتوعية البيئية على تنفيذ مشروع يخص نهر النيل، هما "جرينش وبسيطة"، وبتمويل من سفارة نيوزيلاند والأمم المتحدة على بحث السبل الممكنة للتطوع وتجميع القمامة التي تملأ ضفاف ومياه النيل.

وإن كان النيل يمس نظافة مياه الشرب بشكل أساسي، لكن الحملة وجدت بعدًا إنسانياً "في ناس المكان ده بالنسبة لهم بيتهم ونضفافته بالنسبة لهم هتبقى حاجة سعيدة" تقول نورهان فرج، مسؤولة التواصل في الحملة، مشيرة إلى أن الصيادين والرياضيين أكثر من سعدوا بالفكرة.

استضاف نادي التجديف المتطوعين، وساعد أصحاب المراكب -سواء للرياضة أو "أكل العيش"- بالمجاديف في إخراج الأكياس البلاستيكية والمخلفات، كما تذكر نورهان.

2

في العاشرة صباحًا بدأ العمل، تحت منطقة كوبري الجلاء وبالقرب من نادي التجديف. انقسم المتطوعون ما بين البر والمياه. تولى أصحاب المجداف النزول إلى النيل بالمراكب، حاملين شباك التنظيف، وأما مَن بقي على الضفاف، فارتدوا القفازات وقبضت أيديهم على أدوات تنظيف وحقائب بلاستيكية قابلة للتحلل، حسب قول مسؤولة التواصل.

4 ساعات عكف فيها المشاركون على التقاط المخلفات، انتهت عند الثالثة عصرًا. "حصيلة اليوم طن ونص نقلتهم العربية على مرتين" تقول نورهان.

كانت كمية المخلفات كبيرة مقارنة بمساحة العمل، توضح نورهان أن حدود مسار الفريق البري انتهت عند المركز الثقافي البريطاني في العجوزة، أما المستقلين للمراكب فكان المخطط أن تكون نقطة نهايتهم عند كوبري قصر النيل، لكن الواقع حال دون ذلك "من كمية الزبالة أخدوا بس من عند كوبري الجلاء لغاية الجامعة.. الموضوع كان محتاج كذا يوم".

لا تهدف الحملة إلى التنظيف فقط، بل توعية الصيادين ومساعدتهم في الوقت ذاته؛ إذ تم الاتفاق على مواصلة النظافة "وعلى قد الوزن اللي هيطلعوه نقدر نوصلهم بشركات مهتمة بإعادة التدوير فياخدوا بدل القمامة فلوس أو منتجات تساعدهم وتبقى دخل ليهم" تقول نورهان.

لمس القائمون على الحملة حلم أهل النيل لرؤيته نظيفًا؛ فقبل الانطلاق تولوا زيارة المكان لمعرفة أبعاده، وقتها التقوا أحد الصيادين، كان رجلا يسكن وأسرته في مركب صغير على الضفاف، أخبرهم "أنا حاولت كتير انضف لكن ألاقي الزبالة ترجع تاني ومش قادر ألمها كلها ياريت فعلا تيجوا"، لهذا كانت فرحة الصياد كبيرة حينما عادوا إليه بعتاد وعدد أكبر.

صدمة أحاطت المتطوعين في الحملة جراء ما رأوه من المخلفات، فبم يقتصر الأمر عند حدود البلاستيك والورق "كان في علبة هدايا مرمية بنفتحها لاقينا فيها خاتم" تبتسم نورهان بينما تضيف أنهم عايشوا معاناة الكائنات الحية أيضًا، تذكر أنه أثناء جمعهم للقمامة وجدوا أحد الصدفيات "تعافر" للعودة إلى المياه فيما أقدامها معلقة بالأكياس البلاستيكية.

كذلك تلقى المتطوعون كلمات محبطة لعزيمتهم مثل "مش هتلحقوا تجمعوا حاجة دي الزبالة كتير"، بينما يؤمن القائمون على الحملة أنها مجرد بداية، ويدعمهم ما استقبلوه من تفاعل للمشاركة المستقبلية بأدوات وإمكانيات أكبر، مما تراه نورهان يعزز استمرار الحملة المخطط لها التواجد على الأرض بشكل شهري بداية من شهر مارس المقبل بعد انتهاء شهري الأمطار.

إعلان