إعلان

من أمام مستشفى الشيخ زايد.. مشاهد القلق في عيون أهالي مصابي "أتوبيس المنيا"

12:38 م السبت 03 نوفمبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب- أحمد شعبان

مساء أمس، وقف عدد من أهالي "مريم نسيم رزق"، 16 سنة، أمام مستشفى الشيخ زايد بمدينة السادس من أكتوبر، يحاولون الدخول للاطمئنان عليها، بعد إصابتها بطلق ناري في قدمها في حادث أتوبيس المنيا. شيء من الخوف سيطر عليهم بعد أن باءت محاولاتهم بالفشل، تتحرك عيونهم باتجاه الداخل علّهم يلتقطون أحدًا يهدئ من روعهم ويطمئنهم على صغيرتهم.

"مريم" واحدة من 28 قبطيًا، جاءوا من محافظة سوهاج، لزيارة دير الأنبا صموئيل المعترف، أقصى شمال غرب محافظة المنيا، وفي طريق عودتهم، ظهر أمس، الجمعة، أطلق عليهم مسلحون النار، وعلى حافلات أخرى تقل أقباطًا، ليفارق 8 أشخاص الحياة، وأصيب عشرات، بحسب بيانات رسمية، فيما أعلن تنظيم "داعش"، مسؤوليته عن الحادث الأليم.

دقائق تمرّ أمام ساحة مستشفي الشيخ زايد، تأتي سيدة تدعى عفاف، أرسلتها الكنيسة لمتابعة حالة المصابين وذويهم، توزع نظراتها على الواقفين خارج المستشفى، تبحث عن أقارب المصابين لطمئنتهم، يهرول إليها أقارب "مريم"، يزول قلقهم ويرفعون أكفهم شاكرين الله، بعد أن أخبرتهم أن حالة الصغيرة مستقرّة، "موجود 6 حالات بتوع أتوبيس المنيا، وفيه 8 جايين تاني"، يتدخل عم "مريم"، رجل ستيني يسأل السيدة: "محتاجين حاجة، طمنينا"، ترد: "كل حاجة تمام والمحافظ موجود والمستشفى موفّرة كل حاجة، ونشكر ربنا على كل حاجة"، يعقّب الرجل: "احنا بنتحرك لما يكون فيه مصيبة، الحمد لله على كل حاجة".

بعدها جاء إليهم "إبراهيم فرح"، واحد ممن كانوا في الحافلة رفقة "مريم" وعدد من أقاربه، أصيب بشظية في أحد أصابع يديه اليمنى، يقطع حديثه مع ذويه اتصالات هاتفية لا تنقطع للاطمئنان عليه ومن معه، يرسم الشاب العشريني صورة لما حدث: "في حدود الساعة 1 الظهر طلعنا من الدير، مشينا حوالي نص ساعة ولقينا عربية 2 كبينة دفع رباعي واقفة على الطريق ونزل منها اتنين، بتشاور للسواق، كنّا فاكرينها حكومة أو حد محتاج مساعدة، أول ما هدينا السرعة بدأوا ضرب النار في الجانب الأمامي من الأتوبيس، السواق قالنا وطّوا"، وتحرّك بالحافلة سريعًا تلاحقه طلقات الرصاص، وحالة من الهلع بين ركاب الحافلة "استمر ضرب النار في الأتوبيس من ورا، وحصلت دربكة كبيرة والناس كلها والاطفال اترمت على الأرض".

وفق "إبراهيم"، فإن إصابات من كانوا بالحافلة سطحية، بسبب بعض الشظايا أو قطع الزجاج المتناثرة، باستثناء حالتين هما: مريم رزق، وأحلام فهمي (18 عامًا)، يقبعان داخل مستشفى الشيخ زايد، والأخيرة أصيبت بطلق ناري في ظهرها. يواصل "إبراهيم" رواية ما حدث "طلعنا على الطريق بره وبعد 5 كيلو تقريبًا وصلنا لكمين، موجود عند المدق اللي بره قبل الدير، حصل قلق وبدأوا يتحركوا لكن محدش سأل فينا فاتحركنا ورحنا للإسعاف بالأتوبيس بعد حوالي 15 كيلو تقريبًا"، ثم توجهوا إلى مستشفى بني مزار ومغاغة، ثم حُولت الحالات الحرجة بعد ذلك إلى مستشفى الشيخ زايد.

كان "رأفت فخري"، 33 عامًا، في طريقه إلى عمله بالعاصمة الإدارية الجديدة، قبل أن يقطع طريقه ويتجه إلى مستشفى الشيخ زايد، فور أن أبلغه والده بالحادثة في الثالثة عصرًا. تحرك الشاب مساء أمس مستقلًا أتوبيسًا يتبع نفس الشركة، شركة المحبة، صاحبة الأتوبيس الذي تعرّض للحادث "والدي اتصل بيا واكان فاكر إن أتوبيسنا هو اللي اتضرب، هم اتحركوا بالليل من سوهاج بالأتوبيس واحنا اتحركنا قبلهم، فاتصلت بصاحب الشركة فقالي إن فيه مصابين جايين هنا فجيت"، اتصل الشاب بأحد من كانوا في الأتوبيس ليروي له ما حدث، وهو ما اتفق مع رواية "إبراهيم".

يقول "فخري": "قبل كده حصلت حادثة في نفس المكان وبنفس الطريقة، الواحد مصدوم ومحروق من جوه، ومفش حاجة في إيدك ممكن تعملها، والحمد لله إنها عدّت على خير".

من بين مصابي الحادث الأليم، الطفل "فادي باسم"، 12 عامًا، لم يستطع والده القدوم إلى المستشفى للاطمئنان عليه، لانشغاله بمصابه الأكبر، فزوجته فارقت الحياة، بينما يقبع صغيرهما في المستشفى.

من المنيا جاء "أحمد خلف" و"سامح أنيس"، يعملان في نفس الشركة التي يعمل بها والد الطفل "فادي"، وفق ما يرويان الصغير كان رفقة والدته وشقيقه الأصغر "سليم"، 9 سنوات، في حافلة أخرى تحركت من المنيا وتعرّضت للهجوم، غير أن "سليم" لم يصبه مكروه وحالته مستقرة.

في الحادث الذي وقع في مايو من العام الماضي، على نفس طريق حادث الأمس؛ فقد "ماجد حنا"، أربعة من أقاربه "راجل ومراته وعياله قرايبي ماتوا في الحادثة اللي فاتت"، وفي هذا الحادث فقد 3 من أقاربه فضلًا عن المصابين "المنطقة اللي بيحصل فيها الحوادث دي مفيهاش أي رقابة لأنها جبل، والحادث مؤلم والناس مصدومة واللي حصل ما يرضيش أي حد"، قالها الرجل بغضب، قبل أن يعود ليحاول الدخول إلى المستشفى للاطمئنان على ذويه.

فيديو قد يعجبك: