إعلان

صور صادمة| أسلاك مكشوفة في استراحات الأطباء.. ومخاوف من تكرار حادث المطرية

03:19 م الأحد 21 أكتوبر 2018

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- نانيس البيلي:

كان الهدوء الحذر يسود مستشفى المطرية التعليمي، عندما دخل عمال الصيانة -صباح الاثنين الماضي- وبدأوا ينزعون جميع السخانات الكهربائية من دورات المياه، وتحديداً الموجودة في استراحات الأطباء، بعد ساعات فقط من وفاة الدكتورة سارة أبوبكر صعقًا بالكهرباء، أثناء اغتسالها بحمام استراحة الطبيبات.

يقول "أحمد مصطفى"- اسم مستعار- وهو طبيب بمستشفى المطرية: أزالوا سخانات المياه من المكاتب الإدارية وغرف التمريض وعنابر المرضى، "أي مصدر حراري ممكن يسبب الصعق الكهربي شالوه، من غير ما يعالجوا المشكلة الأصلية بتأمين الوصلات الكهربائية".

1

تعليق الصورة : مصيدة فئران

قبل 3 أشهر من الواقعة التي هزت الرأي العام، تقدم أطباء المستشفى بشكوى إلى الإدارة من سوء أوضاع الاستراحات الخاصة بهم، على رأسها خطورة الوصلات الكهربائية خاصةً السخانات، من بينهم "مصطفى": "اشتكينا إن الأسلاك نفسها فيها مشكلة"، لكنها لم تلقَ استجابة "خدوا الشكاوى وحطوها في الدرج وخلاص".

على نفقته الخاصة، أرسل الطبيب الثلاثيني فني كهرباء ليفحص توصيلات الكهرباء بسكن الأطباء "الكهربائي نفسه اتكهرب من الأسلاك العريانة".

2

تعليق الصورة : السخانات تم إزالتها بعد مصرع طبيبة المطرية

لا تقتصر الأوضاع السيئة لاستراحات الأطباء على الأسلاك الكهربائية المكشوفة أو الوصلات الخطرة، يقول "مصطفى" الذي يعمل بالمستشفى، منذ 3 سنوات إنها لا تصلح للحياة الآدمية، فدورات المياه لا تنظف نهائيًا ولا يوجد عامل لتنظيف السكن "الحمامات مقرفة والريحة لا تطاق، الصرف الصحي زي الزفت حتى السيفون بتاعها بايظ من ساعة ما جيت".

يحتوي مستشفى المطرية على 3 استراحات للأطباء، 2 للذكور، وواحدة للطبيبات المغتربات، بحسب "مصطفى"، تتكون استراحات الأطباء من 10 غرف، كل غرفة مساحتها 4 في 5 أمتار، وتحتوي على 4 أسرّة بدورين.

أما القوارض، فتنتشر في جنبات الغرف، تزحف على الأرضيات والأسرة "وبتدخل الدواليب المكسرة"، ضج الأطباء المنتدبون من كثرة الشكاوى "بلغنا الصيانة والمديرين مفيش أي استجابة"، فأحضروا بأنفسهم مصيدة للفئران.

6

"قطع صدأ" كثيراً ما تطل على الأطباء من صنابير المياه بالاستراحات، بحسب "مصطفى" تنتج عن وجود صدأ داخل خزانات المياه بالمستشفى "بيطلع في الصفايات بتاعة الحمامات، وأنا بفك الصفاية كل أسبوع وأنضفها بتنزل قطع صدأ"، يضطر الأطباء إلى مغادرة المسكن في أي وقت والتوجه للشرب من كولديرات المستشفى البعيدة عنهم.

داخل أكياس بلاستيكية، يتسلم الأطباء وجبة الغداء "العاملة تقولي خد يا دكتور الكيس، باخده وأطلع عشان آكل، ده بيزود معدلات العدوى والتلوث في السكن، لأن بواقي الأكل بتجيب حشرات".

3

منذ عام ونصف العام، امتنع "مصطفى" عن المبيت في الاستراحة "عشان السكن قذر ومينفعش بني آدمين تعيش فيه"، يقول إنه برغم إجهاده الشديد وحاجته للراحة لمواصلة عمله "ببات في العنبر بتاع العيانين أو أفرش ع الأرض في المكتب الإداري أو أروح أنام في عربيتي".

أثارت وفاة الطبيبة سارة أبوبكر، الأحد الماضي، جدلًا واسعًا بشأن سبب الوفاة، ونشر أطباء يعملون بالمستشفى تدوينات على مواقع التواصل الاجتماعي خاصة بالحادث، وأرجعوا سبب الوفاة إلى "ماس كهربائي"، لكن مدير المستشفى الدكتور محمد صفي الدين رد بأن "الوفاة طبيعية"، وهذا ما أكدته وزارة الصحة في بيان لها، قائلة إن الوفاة نتيجة "هبوط حاد في الدورة الدموية أدى إلى توقف عضلة القلب".

من جانبها، طالبت نقابة الأطباء، وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، بإجراء تحقيق عاجل في حادث وفاة الطبيبة داخل استراحة سكن الطبيبات.

8

على بعد مئات الكيلو مترات، وتحديداً في مستشفى المبرة بأسيوط، كان "حسام عادل"- اسم مستعار- طبيب بالمستشفى، مصدوماً، وهو يشاهد صور السخان ودورة المياه التي لقيت الطبيبة سارة مصرعها بها، "فيه في استراحتنا سخان شبه بتاع واقعة الدكتورة سارة، هو بالظبط موجود جنب الدش في الحمام قريب من المياه".

السخان ذو الأسلاك المكشوفة "كان من فترة قريبة بيكهرب فعلا"، مل الأطباء من الشكوى للإدارة، هلعوا من دخول دورة المياه الموجود بها "فجبت عامل على حسابي صلحه".

"أهم حاجة المستشفيات تبقى شكلها حلو من بره، لكن الأماكن اللي جوه زي استراحات الأطباء قمة في الزبالة حاجة غير آدمية بالمرة" يصف "عادل" الأوضاع السيئة بسكن الأطباء، ويذكر أن أخطرها الوصلات الكهربائية "بتبقى فيه سلوك عريانة، مياه جنب سخان ممكن يفرقع في أي لحظة".

وتتعامل إدارة المستشفى مع سكن الأطباء كمخزن للمواد البالية "الحاجات اللي بتتكهن بيرموها عندنا في الاستراحة"، بخلاف الحشرات المنتشرة بالغرف "دود في الأرض، وديدان في الحمامات". لا تنظف دورات المياه نهائيًا فتنبعث منها روائح لا تحتمل "أبشع من حمام المحطة اللي مش بيتنضف، الدكاترة بتبقى مش عارفة تنام فين".

7

لا تصل المياه إلى استراحة الأطباء الموجودة بالطابق الثالث، في بادئ الأمر كانوا يشتكون للإدارة "مفيش أي صيانة نهائي، كله بيترمي في الدرج"، فأصبح الأطباء يعتمدون على جهودهم الذاتية "إحنا اللي بنلم من بعضنا عشان نشتري موتور أو نجيب عامل يصلح، ومش كله بيرضى يدفع".

تحتوي استراحة الأطباء بالمستشفى على 3 غرف، ودورة مياه موحدة بـ3 دورات داخلية و3 أحواض، وتختلف مساحة الغرف، فتضم من 3 إلى 7 أسرّة، كل سرير بدورين، بجانب دواليب مكسورة من الصفيح.

لم يندهش "علي إبراهيم" من صور الاستراحة التي شهدت واقعة طبيبة المطرية، فالطبيب الشاب الذي انتدب إلى عدة مستشفيات بنطاق المنصورة والقاهرة منها مستشفى طلخا المركزي والجلاء التعليمي والحسين الجامعي، يقول إنها "واقعية وموجود أكثر منها كمان".

كان الطبيب الثلاثيني غالبًا ما يهرب من السكن بتلك الاستراحات "قليل لما كنت ببات معاهم أو آكل من أكلهم"، يعدد الأوضاع السيئة بلا توقف "فيه حشرات وفئران ونمل وكل حاجة، السخان غالبا بايظ، مراتب قديمة ومهترئة، مفيش باسكيت إنت مع نفسك لو جبت حاجة". يجد المشكلة في عدم وجود نظام إداري مسؤول عن تلك الاستراحات "مفيش حد مسؤول عن مساكن الدكاترة ونضافتها".

5

تعليق الصورة : دود في أرضية الاستراحات

يصف "عادل" الاستراحة بأنها "شبه مهجورة"، يكون الطبيب النوبتجي مضطراً للنوم فيها، تزداد تلك الأوضاع المزرية رغم زيارات التفتيش الطبي للمستشفى التي لا تمر على تلك الاستراحات "لأن إدارة المستشفى بتاخدهم يشوفوا الأماكن اللي هما مظبطينها، نفسي يطلعوا الاستراحة يشوفوا الدكاترة عايشين إزاي".

يقول بمرارة إن واقعة الطبيبة الشابة قد تتكرر "اللي حصل للدكتورة سارة كان واردا جداً أن يحصل لأي منا، لكن هي نصيبها كده".

فيديو قد يعجبك: