للقدسِ سلامٌ آتٍ (صور)

02:47 م السبت 22 يوليه 2017

كتب- أحمد الليثي:

تصوير- حسام دياب:

يظن الصهاينة أن التدليس بوسعه أن يمحو التاريخ؛ في غطرسة يبدلون الخرائط، يُقطعون الأرض إربا، يزرعون الكذب ويروجونه، غير أنهم لن يقدروا أن ينزعوا الحقائق من العقول، تُخرج لهم فلسطين جيلا تلو الآخر، لا يأبه بأصوات الرصاص واصطفاف المدافع، يقينه يثبته بأن "البيت لنا.. القدس لنا"، وأن النصر قادم طالما في العمر بقية، ترعرعوا على حكايات الجدات، خُبروا فيها أن ها هنا المسيح مر، صلى "محمد" في مضمار رحلته الإعجازية، تشهد الوثائق بأن الخليل إبراهيم عاش بينهم ولم تزل تكيته تستقبل ضيوفها حتى اليوم، وأن مدينته تحوي قبور 13 نبيا.

يبيع الفلسطيني بضاعته أسفل لوحة تشير لـ"طريق الآلام" يعلن من خلالها أن تلك البقعة ورثها قبل أن يأتي التأريخ، ينظر الوافدون في عيون المحتل باحتقار، يرتعد المجندون أمام أحجار الصبية، يرفع الأطفال رؤوسهم يوميا ليرسموا قبة الصخرة في القلوب، يدعو العريس في فرحه بنيل الشهادة، وتزغرد الأم حين ينادونها بأم الشهيد، شوارع القدس العتيقة تنطق بالحقيقة، تتنفس أحجارها "أمن حجر شحيح الضوء تندلع الحروب".

"على هذه الأرض سيدة الأرض، أم البدايات، أم النهايات.. كانت تُسمى فلسطين، صارت تسمى فلسطين".. ترددها أيقونات الأديرة، مآذن المساجد، أغطية الرؤوس، دفاتر العجائز، حتى سرب الطيور فوق الأقصى يعلنها دون كلل، أما الذين يزيفون التاريخ فلا عهد لهم.

إعلان