رئيس تحرير السفير اللبنانية: هذا انتقادي الوحيد لمنتدى الشباب (حوار)

كتبت – نانيس البيلي

قال طلال سلمان، الكاتب الصحفي اللبناني، ورئيس تحرير جريدة السفير اللبنانية العريقة التي توقفت عن الصدور قبل نحو عام، إن منتدى شباب العالم المقام حاليًا بمصر "تظاهرة عالمية ممتازة"، وأشاد بجودة التنظيم، فيما أبدى انتقاداً وحيداً عليه.

وفي حوار أجراه "مصراوي" معه عبر الهاتف، تحدث الكاتب الصحفي عن المشهد اللبناني بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري التي وصفها بأنها "سابقة هي الأولى بالتاريخ" وجاءت مُفاجئة في المكان والزمان والأسباب.

وحلل "سلمان" الأحداث السعودية الأخيرة بعد توقيف أمراء ووزراء على خلفيات "فساد"، قائلاً إن الأمير محمد بن سلمان يُمسك أكثر فأكثر بمفاصل الحكم.

كما تطرق الحوار لأزمة استفتاء انفصال إقليم كردستان العراق. واعتبر الكاتب اللبناني أن خطوة الاستفتاء "تَصرف انفصالي غير مدروس"، وأن رئيس الإقليم مسعود برزاني تصرف بشيء من الرعونة والغرور، وقال إن دولة العراق أعطت الكُرد في إقليم كردستان العراق ما لم يعطه أي بلد آخر لأي أقلية.

انتقاد وحيد لمنتدى الشباب

"تظاهرة عالمية ممتازة".. بهذه الكلمات وصف "سلمان" منتدى شباب العالم المقام حاليًا في مصر، والذي أشاد بتنظيمه وعدد الدول والشباب المشاركين به. قبل أن يستدرك قائلا: الملاحظة الوحيدة السلبية أنه "كان فيه تَغليب لما هو دُولي على ما هو عربي".

وأعرب الكاتب اللبناني الكبير عن أمله في أن يستمر الدور القومي الذي تلعبه القاهرة، قائلًا "مصر دولة قائدة ورائدة وكبيرة بالمنطقة العربية، وصاحبة دور لا ينكره أحد، ونتمنى ألا يغيب هذا الدور وهذه الهوية إطلاقًا".

المشهد اللبناني.. استقالة مباغتة وملابسات غامضة

وعن المشهد اللبناني بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري، قال "سلمان" استقالة الحريري مُفاجئة في المكان والزمان والأسباب، وغير مفهوم دوافعها حتى لدى أقرب المقربين لرئيس الحكومة "الشعب اللبناني كله بُوغت بهذه الاستقالة غير المبررة".

وأضاف "سلمان"، الذي ينشر مقالاً أسبوعيًا بإحدى الصحف المصرية الخاصة، أنه لم يثبت حتى هذه اللحظة وجود محاولة لاغتيال "الحريري"، وأن هناك بيانات رسمية أصدرتها الدولة والحكومة اللبنانية تفيد بذلك، في إشارة لبيان مديرية قوى الأمن الداخلي اللبناني، نفى ما تردد عن إحباط محاولة لاغتيال الحريري.

 استقالة الحريري باغتت اللبنانيين ومست كرامتهم.. وكل ما يجري بالسعودية بعلم الملك

ورأى الكاتب الكبير أن انتقاد "الحريري" لتدخلات إيران في الشأن اللبناني هو "موقف حر فيه وليس لأحد أن يناقشه"، لكنه استدرك قائلاً إن الرابط بين الاستقالة وبين هذا الموقف من إيران شيء غير منطقي، فهناك مسؤولون إيرانيون يزورون لبنان بين وقت وآخر مثل أي ضيف آخر، كما أن علاقات لبنان مفتوحة مع كل الأطراف سواء مع الدول العربية أو مع إيران أو الغرب.

ولفت "سلمان" إلى استقبال "الحريري" مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي عندما كان في لبنان قبل يوم من استقالته، مضيفًا "فبالتالي حتى مع إيران لم تكن هناك مشكلة واضحة أو ظاهرة مع سعد الحريري".

"سابقة هي الأولى بالتاريخ" هكذا وصف عضو مجلس الصحافة اللبنانية إعلان الحريري استقالته من المملكة العربية السعودية، وأوضح أنه لم يحدث من قبل أن يستقيل رئيس حكومة بلد موجود في بلد آخر.

ولفت "سلمان" إلى أن استقبال الملك سلمان لرئيس الحكومة اللبنانية المستقيل بعد يوم واحد من استقالته "يعني أنه موافق عليها أو أنه هو صاحب الأمر في تلك الاستقالة".

ووصف رئيس تحرير جريدة السفير إعلان الحريري استقالته من محطة تليفزيون العربية ومن المملكة العربية السعودية بـ"غير المقبول". وأشار إلى أن رئيس الوزراء المستقيل كان في السعودية قبل أيام وعاد منها إلى لبنان ثم استدعي على عَجل مرة أخرى إلى المملكة ومن هناك أعلن استقالته بطريقة مفاجئة، قائلًا: "هذا أمر يثير الاستغراب أيضًا".

وأضاف: كل لبناني شعُر بأنه مُست كرامته بهذه الاستقالة التي تأتي من خارج البلد، وهذا مسيء إلى سيادة وكرامة لبنان، بغض النظر عن علاقة الحريري بالمملكة "هذا رئيس حكومة لبنان وليس موظف بالسعودية".

وأكد الكاتب الصحفي اللبناني أنه لم تكن هناك مشكلة طارئة في الأيام الأخيرة في لبنان، ولا يوجد حدث مُفاجئ يستدعي أي تصرف خارج التوقع، مشددا على أن الوضع في لبنان هو ذاته من فترة طويلة، فهو ليس مزدهراً أو ممتازاً ولكنه مستقر، فهناك رئيس جمهورية ورئيس حكومة ومجلس نيابي وحياة طبيعية تقريبًا "صحيح هناك أزمة اقتصادية في البلد ولكن لبنان معتاد عليها". وتابع: "كل ملابسات القضية غامضة ومريبة جداً وغير منطقية".

ووصف "سلمان" كلمة حسن نصر الله رئيس حزب الله اللبناني تعليقًا على استقالة الحريري بأنها "هادئة جداً ورائقة وكلام مسؤول من شخص قيادي حريص على البلد".

وأضاف أن رئيس حزب الله كان مُقدراً وضع رئيس الوزراء المستقيل، لكنه مثل كل الشعب اللبناني لم يفهم سر هذا التصرف غير المألوف وغير المنطقي، "السيد حسن كان عاقلاً وحريصاً حتى على سعد الحريري، وحكى عنه كلاماً جيداً ولم يمسه بكلمة".

السعودية.. كل ما يحدث بعلم الملك

وفيما يتعلق بالأحداث الأخيرة بالمملكة العربية السعودية وتوقيف 11 أميرا وعشرات الوزراء الحاليين والسابقين على خلفية اتهامات "فساد"، قال "سلمان": "دائمًا السعودية بلد مُقفل لا أحد يعرف ما يجري فيه إلا ما يَصدر عنه".

وتابع: "على أي حال كل تصرفات محمد بن سلمان توحي أنه يمسك أكثر فأكثر ويوميا بمفاصل الحكم في المملكة العربية السعودية"

وأكمل: "واضح أن كل ما يجري بعلم من الملك، ليس ضروريا أن يكون بأمره ولكنه بعلمه".

استفتاء كردستان العراق.. "تَصرف انفصالي غير مدروس"

وعلق "سلمان" على أزمة استفتاء انفصال كردستان العراق، وقال إن مسعود برزاني رئيس الإقليم تصرف بشيء من الرعونة والغرور، واعتَقد أن بغداد أضعف من أن تواجهه، فذهب بعيداً إلى خطوة انفصالية غير مرغوبة كرديًا ولا عراقيًا.

ووصف رئيس تحرير جريدة السفير خطوة استفتاء انفصال الاقليم بأنها "تَصرف انفصالي غير مدروس وغير محسوب"، وأضاف "برزاني اعتقد أنه سيد مطلق، أظن أنه تسرع، ولم يكن لهم حق في هذا".

ورأى الكاتب الصحفي، أن بغداد أعطت الكُرد في اقليم كردستان العراق ما لم يعطه أي بلد آخر للأكراد، وتعاملت معهم باعتبارهم من السكان الأصليين ومنحتهم نوعا من الاستقلال الذاتي، وأنهم كانوا يتولون أعلى المناصب، مشيرا إلى أن عددا منهم قيادات أمنية كما أن وزير الخارجية العراقي من الإقليم.

وأكد "سلمان أن الأكراد مكون أساسي في الشعب العراقي وجزء أساسي من التاريخ العربي فلا أحد ينسى دور القائد العربي الكُردي صلاح الدين الأيوبي".

ورأى "سلمان" أن مشكلة الأكراد ليست مع العراق، ربما تكون لديهم مشكلة كبرى مع تركيا التي تضطهدهم وتقتل منهم يوميًا، وربما مشكلتهم أقل حدة مع إيران، وربما أيام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين كانت هناك مشكلة، لكن حُكم صدام انتهى والحكم الحالي لبغداد يتعاطى معهم بشكل جيد كمواطنين من الدرجة الأولى.

وقال: "أنا مع الأخوة العربية الكُردية، هؤلاء جزء من هذه الأمة ونحن نحفظهم بعيوننا".