"على الطريق".. شاب يُصوّر شوارع سوريا للـ"مشتاقين"

02:29 م الأربعاء 28 سبتمبر 2016

كتبت-رنا الجميعي:
ترك الملايين من السوريين بلادهم هربًا من وطأة الحرب، غادروا بيوتهم التي عاشوا فيها سنين، انمحت آثارهم من طُرقات مدنهم، لم تعد أصواتهم هناك، كذلك أجسادهم صارت بمكان آخر، يُحاولون العيش مرة أخرى بعيدًا عن دويّ الصواريخ والقنابل، ظلّت ذكرياتهم تحمل روائح وصور من حياتهم السابقة،لم ينسوا الشوارع التي داسوا فيها بأقدامهم، ولا الطرقات التي سافروا بها، غير أن الذكريات تظل قديمة لا مكان لتجددها مادامت هناك حرب، وهو ما حاول التمرد عليه "سيمون صفيه"، صانع أفلام، حين أهدى صديقته "رؤى" بعيد ميلادها فيديو مُصوّر للطريق بين دمشق والسويداء.
 
بتاريخ 29 فبراير 2016، قام سيمون بتصوير الطريق بين دمشق والسويداء، كان الشاب بطريقه لإحدى مهام العمل بالمدينة التي تبعد عن العاصمة 90 كيلو، وبين حواجز الجيش المتعددة على الطريق، أخرج سيمون جهاز "الآيباد"، وبدأ بتصوير الحقول الخضراء، والبيوت الصغيرة، السماء الصافية توحي أن لا حرب اليوم، وأن هذا الطريق لم يمسسه دمار.

إعلان










بيوم عيد ميلاد رؤى وضع سيمون الفيديو على صفحتها بالـ"فيس بوك"، "صارت تبكي"، ولم تكن وحدها التي تأثرت بالفيديو المصور، بل الكثير من أهل السويداء "كانوا مشتاقين".


 
بعد ذلك قام سيمون بتصوير العديد من طرق سوريا، رغم أن التصوير بسوريا أصبح أمر حساس، لكن عمل الشاب السوري بمجال الأفلام، جعله يعتاد التصوير دون خوف، يصطحب معه التصريحات اللازمة كصانع أفلام، رغم حواجز الجيش وخطورة الطرقات في الليل، والمناطق الممنوعة من التصوير.


"ع الطريق" هو الاسم الذي منحه سيمون للفيديو، صار ذلك الاسم "تيمة" كما يقول صانع الأفلام، حيث منحه عمله ضرورة السفر بين المدن السورية، ومنذ أيام قليلة رفع سيمون الفيديو الثاني، هذه المرة كان الطريق بخارج حلب وداخلها هو بطل الصورة، على أنغام أغنية "لحن بسيط" لفرقة "أيلول"، كانت حلب مُحاصرة لعام ونصف كما يذكر سيمون، وفي يوم 18 سبتمبر الحالي فُتح الطريق بحلب "حبيت أصور للعالم اللي إلهم سنين ما شافوا حلب".
 








إعلان