كيف اختلف تعامل الأمن بين جمعة الأرض وعيد تحرير سيناء؟

11:20 م الإثنين 25 أبريل 2016

كتبت - رنا الجميعي:

عشرة أيام هي الفارق بين جمعة الأرض في 15 إبريل الماضي وعيد تحرير سيناء، وفي اليومين حلّت الدعوات قبلها للاعتراض على التنازل عن جزيرتي تيران وصنافير، بين إعلان حركة ستة إبريل والاشتراكيين الثوريين للنزول في الفعالية السابقة، ثُم انضمام باقي القوى الثورية لها في فعالية اليوم، غير أن بين المرتين اختلاف كبير، حيث تفاجأ الجميع بالعدد المشارك في جمعة الأرض أمام نقابة الصحفيين، أمّا الحدث الحالي فانتهى بالقبض على كم كبير من المشاركين، وتصدّر المشهد تعامل الأمن الحاد، في هذا التقرير نُحاول رصد الفارق في التعامل بين المرتين.

إعلان

قبل يوم جمعة الأرض أصدرت الداخلية بيان "تُهيب بالمواطنين بعدم الانسياق وراء الدعوات المغرضة وتحذر من أي محاولات للخروج عن الشرعية"، كما تابعت أن الأجهزة الأمنية توافر لديها معلومات بإطلاق جماعة الإخوان الإرهابية دعوات تحريضية منظمة وتوزيع نشرات تدعو لتنظيم مسيرات تستهدف إثارة الفوضى، بدأت الفعاليات الداعية للتظاهر بعد صلاة الجمعة، كانت أبرز المشاهد فيه فض مسيرة بمحيط مسجد مصطفى محمود بالمهندسين، كما تم تفريق مسيرة محدودة بنطاق مسجد الاستقامة، حيث أطلق الأمن قنابل مسيلة للدموع.

بينما انتهت المسيرات المحدودة بغير رجعة، اختلف المشهد عند نقابة الصحفيين، بدأ المتظاهرين في التوافد، وعند العصر صارت الحشود آلاف، بدأ الأمن في تطويق المظاهرة الكبيرة، بدءًا من شارع رمسيس ثم شارع عبد الخالق ثروت، ومع حلول المساء أغلق شارع شامبليون أيضًا، غير أن الفضّ لم يجئ سوى بعد إعلان خالد على، المرشح الرئاسي السابق، عن انتهاء تظاهرة اليوم، والدعوة للعودة مجددًا في عيد تحرير سيناء، وبانتهاء الفعالية تم القبض على عدد من المشاركين، سموا اعلاميًا "معتقلي الأرض"، فيما ذكرت جبهة الدفاع عن متظاهري مصر أنه تم القبض على ما يزيد عن 130 شخص، أخلي سبيل معظمهم، وتم حبس 26 متظاهر.

في تلك الأثناء قرر أحد المصورين -رفض ذكر اسمه- أنه سينقل ما يحدث، وخلال تصويره لمسيرة مسجد الاستقامة، أصابه خرطوش بقدمه، اضطر على إثره العودة لمقر عمله، رغم ذلك لم يتوقف عن نقل الصورة، أخرج الخرطوش ثُم نزل مجددًا لمحيط نقابة الصحفيين، المشهد كان مختلف هناك، وبعدما التقط صور للفعالية، خرج من ناحية الأمن بسلام، ولم يعترضه أحد.

بدأت القوى الثورية بعد جمعة الأرض في الدعوة لفعالية اليوم، من بين تلك القوى كانت حركة 6 إبريل وحزب الدستور، لم يتم الإعلان عن أماكن التجمع سوى أمس، فعلى صفحة حركة ستة إبريل نشرت بيان بالمواقع، غير أن المشهد العام كان مُخيفًا، فمع وجود حملات أمنية استباقية للحدث، خلالها تم القبض على ما يقرب من 100 شخص، حسب ما أعلنت عنه الشبكة العربية لحقوق الإنسان، وفي بيانها استنكرت عودة "زوار الفجر".

قررت "داليا محمد"- اسم مستعار- المُشاركة في المظاهرات الاحتجاجية، اليوم، وفي الدقي تجمعت مع العديد ممن هتفوا ضد التنازل عن الجزيرتين، وهتافات أخرى تنشد رحيل السيسي، إلا أن التظاهرة لم تكتمل، مع تشديد الحملة الأمنية " كان فيه قوات تدخل خاص وفضت المظاهرة" وكما تحكي داليا شهادتها، فإن "أهالي" المنطقة أيضًا حاولوا تسيلمهم "كانوا بيكعبلونا ويشدوا في الناس"، تمكنت من الابتعاد واللحاق بميكروباص، برغم انتهاء التظاهرة سريعًا إلا أن داليا شعرت بالسعادة "كفاية بس إحساس الكرامة، كفاية أوي".

بالنسبة لنقابة الصحفيين، اليوم، فإن "محمود كامل"، عضو النقابة، أكّد لأحد البرامج التليفزيونية، أن 25 إبريل لهذا العام هو يوم أسود في تاريخ الصحافة، حيث ألقت قوات الشرطة القبض العشوائي على الصحفيين، وأغلق شارع عبد الخالق ثروت، وتم منع الصحفيين من دخول النقابة، وعلى رأسهم الصحفي "محمد عبد القدوس"، وكما أعلنت حركة الحرية الجدعان، حتى الآن، أنه تم القبض أو التوقيف على 168 شخص، بعضهم تم اطلاق سراحه، وبعضهم لا توجد معلومات عن أماكن احتجازهم.

نزل المصور أيضًا اليوم "أول ما كنت بشوف الأمن بلف من شارع تاني"، هكذا يقول، غير أنه برغم التشديد الأمني تمّكن من التقاط عدة صور بمحيط الدقي، مشهد يشير إلى القبض على أشخاص، يشير إلى أنه حتى يتمكن من التقاط الصور، استأذن من أحد القيادات الأمنية، فحص كارنيه عمله، وكما يؤكد المصور فإن ذلك الموقع "مرضي عنه من الأمن"، لذا تمّكن من التصوير، وبينما يلتقط إحدى الصور، تحديدًا، أشار عليه أحد القيادات بـ"امسح الصورة دي"، وحاول أمناء الشرطة، كما يقول، من توقيفه عن التصوير "لكن كنت بقولهم إني واخد الإذن".

في سؤال سامح سمير، المحامي بجبهة الدفاع عن متظاهري مصر، عن اختلاف تعامل الأمن بين الفعاليتين، يقول "مش عاوزين يكرروا اللي حصل المرة اللي فاتت"، فالقيادات الأمينة لم تُصدق الحشد بالمرة السابقة، على حد قوله.

إعلان