في اليوم العالمي لهن.. رانيا رفعت بـ"خيوط وخشب" تحكي القصة

04:25 م الثلاثاء 08 مارس 2016

رانيا رفعت

كتبت ـ هاجر حسني:

أدمنت الكتابة ولم تتخيل يوما أن ما تكتبه سيصلُح ليكون نص مسرحي، عشقت مسرح العرائس منذ صغرها تُعرَف نفسها فتقول "أنا مدمنة عرايس"، وعلى الرغم من التناقض بين ما درسته وموهبتها إلا أنها تفوقت في كلاهما، فهي محامية كما يريدها أهلها وفنانة كما تريد هي لنفسها، أحلام رانيا رفعت شاهين بدأت منذ صغرها وفي طريق افترش بالصعوبات والتحديات سارت هي لبوابة تحقيق الأمنيات.

تحكي رانيا عن طفولتها المرفهة كما وصفتها والتي كانت سببا في حبها للماريونيت "الموضوع قديم، طفولتي كان كلها لعب، كانت كل عروسة ليها بيتها وسريرها، ده كمان أهلي جابولي ماكنة خياطة صغيرة علشان اعملهم لبسهم"، لم يتوقف الولع بالعرائس إلى هنا فقط فبدأت رانيا الطفلة في كتابة المسرحيات واستعانت بشقيقاتها وجيرانها لتأدية العمل "كنت بكتب المسرحيات وأمثلها أنا واخواتي وكنت كمان بخلي الجيران يمثلوا معانا وكنت بخرِجها كمان"، زاد الشغف وتحول اللعب لحلم وبدأت التفكير لأبعد من ذلك "الهوس عندي بالعرايس زاد لما كبرت، لحد ما اتحول الحلم إن يكون شئ يجمع بين كل ده، الكتابة والعرايس".

العمل المجتمعي لم يكن جديدا عليها، فاهتمت به منذ المرحلة الابتدائية وكانت تنظم فعاليات بالاشتراك مع أبناء الحي "في مرة جبت مقشة وطلبت من الجيران يجيبوا مقشاتهم علشان نكنس الشارع، كمان كنا بنعمل معرض رسومات ونرسم على الحيطان والأهل هما اللي يشتروا اللي رسمناه"، تمر السنوات وتدرس رانيا القانون بكلية الحقوق لتتخرج وتعمل بالمحاماة والتي لم تُثنيها عن تحقيق ما دار دائما بخلدها "أنا بحب المحاماة وخاصة الجنائية وأنا محتفظة بشغلي كمحامية بجانب إني اعمل اللي بحبه".

"برجولا" كان تجسيد لحلم رانيا على الأرض، أسسته في 2014 ليكون ملتقى ثقافيا ولكن بشكل مختلف "كنا بنحاول في الملتقى نعمل حاجات جديدة غير اللي الناس اتعود عليها في المراكز الثقافية، فكنا بنتبنى مواهب جديدة مثلا رسام مش معروف نعمله معرض، وكمان كنا بنعمل ايفينتات آخر كل شهر كان من ضمنها ايفينت احترام الأحزان، وده كنا بنتجمع فيه ونشغل مزيكا هادية وإضاءة مناسبة ونسيب كل واحد مع أحزانه وكان في تفاعل كبير وأحيانا كان في ناس بتعيط"، وفي نفس العام حصلت رانيا على جائزة "ستات أوورد" (جائزة تُمنح للشخصيات الأكثر تأثيرا فيوضع المرأة المصرية) لكسرها حاجز النمطية كونها إمرأة وتعمل في تصميم عرائس الماريونت وكانت الدافع القوي لها لاستكمال ما بدأته وأيضا كان بداية معرفتها بأنها ضمن من يُطلق عليهم "رائدة مجتمعية"، "مكنتش اعرف اني من ضمن الرائدات المجتمعيات، ولما روحت معرض كان معمول مخصوص للرائدات المجتمعيات في الجونة كان في جنسيات كتير، هناك عرفت إني منهم، وعرفت كمان إن نسبتهم بتكون واحد من كل ألف سيدة".

حددت رانيا هدفها منذ البداية، فالهدف من مسرح البرجولا هو تقديم مسرح توعوي سياسي اجتماعي وقانوني أيضا "بقدم مسرحيات عن أطفال الشوارع، وعلشان اعمل ده صح قعدت معاهم 4 شهور في مؤسسة كانت بتستضيفهم عدد ساعات معينة كل يوم، ومن تجربتي معاهم كتبت مسرحية (الشارع مملكة يا أخينا)، وكان في مسرحية (فتح عينك تاكل ملبن) ودي كتبتها عن الثورة أثناء مشاركتي في ميدان التحرير".

الكتابة كانت جزء غير متوقع في سلسلة أحلام رانيا، فما كانت تكتبه هو مجرد خواطر مثلما وصفتها ولكنها اكتشفت بعد ذلك أنها نصوص صالحة لتترجم إلى عمل مسرحي ومؤلفات "عرفت إن اللي بكتبه مش مجرد خواطر لما اشتركت في مسابقات للكتابة وابتديت اخد جوايز، ده ساعدني كتير على الثقة بنفسي وبدأت أكتب أكتر"، الكتابة تحولت بعد ذلك لوسيلة تساعد على إظهار البرجولا كمشروع متكامل "بدأت أكتب واحدة واحدة وبقيت اكتب المسرحيات اللي بتتعرض في البرجولا وعجب الناس جدا".

صناعة العرائس جزء بارز في حياة سليلة عائلة شاهين، فكان صُنعها مجرد هواية قبل أن تُثقله بالتعليم "شاركت في ورش لتعليم نحت العرايس، وبقيت اعرف اجيب منين الخامات وازاي اصنعها"، 15 شاب وشابة هو قوام فريق البرجولا الذي يسعى للوصول إلى الناس في أي مكان "بنعرض مسرحياتنا في مواقف الأوتوبيسات وفي الشوارع وكان لينا عرض في موقف أوتوبيس روض الفرج وكان بيتفرج علينا آلاف".

ولكن الحياة الناجحة هو ما يراه الناس فقط، فمن أجل الوصول إليها مرت رانيا بتجارب عديدة ربما زادت من مثابرتها ورغبتها في الاستمرار "حياتي الاجتماعية غريبة شوية، مريت بتجارب على المستوى النفسي والأسري بس الضغوط دي كانت بتخرج الفنان اللي جوايا"، فحلم رانيا لم يقتصر على المعيار الذي يُقيم به الناس الحياة ولكنه كان أبعد من ذلك فواجهت رانيا تحديات مجتمعية بل وأسرية أيضا حتى تمكنت لتصل إلى ما هي عليه الآن "أنا واجهت تحديات شرسة لأن المجتمع مش بيساعد الست والفنانة تحديدا، أوقات ناس بتقولي خليكي في نفسك الناس مش محتاجة واصي عليهم ومش بعرف اجاوب، الحياة مختلفة عن معيارهم واحنا عندنا الفن لا يُحترم، كمان أهلي كانوا رافضين شغلي في الفن، هما شايفين إن الست تخلص جامعتها وتتفرغ لشغلها (الوظيفة) وبيتها، وده خلاني أعاني كتير من الوحدة وعدم المساعدة وافتقاد الدعم المادي والمعنوي".

أحلام رانيا لا تعرف حدود فبالرغم من مواهبها في تصميم العرائس والكتابة، إلا أنها تفكر حاليا في خوض تجربة التمثيل لتحقق هدفها في كتابة الأفلام القانونية (التي تتحدث عن حقوق بعض الفئات وتقدم لهم الدعم القانوني) وتأديتها، "بفكر إني أمثل بحث أقدر أقدم أعمال أنا مقتنعة بيها ويكون لها هدف".

إعلان

إعلان