التبرعات في مستشفى "أبو الريش".. خير أم بيزنس؟

09:22 م الخميس 01 ديسمبر 2016

الدكتور جابر نصار مع مدير المستشفى


كتبت – يسرا سلامة:
جدل أثارته دينا علاء الدين، الطالبة بكلية الألسن جامعة عين شمس، وذلك بعد أن كتبت عبر فيسبوك أن هناك "بيزنس للتبرعات" يدور داخل مستشفى أبو الريش للأطفال بالمنيرة، وذلك بعد واقعة تبرعات بعدد من الأجهزة للمستشفى من أسرة "خطوة خير" التي تتطوع فيها دينا، ليرفض المستشفى قبول الأجهزة لعدم مطابقتها للمواصفات.

الأزمة وصلت لذروتها يوم الخميس الماضي، بعد أن كانت دينا متواجدة بالمستشفى لاستيفاء تبرعات الأجهزة، في الوقت الذي رفض فيه المستشفى ذلك، وتواجد رئيس جامعة القاهرة جابر نصار في زيارة وقتها لمستشفى أبو الريش الجامعي.

وأعلن المستشفى عن احتياجاته من الأجهزة على لوحة مكتوب بها اسم الجهاز وسعره، وعقب رؤية الفريق الخيري للورقة ذهبوا للإدارة الهندسية لمعرفة مواصفات الأجهزة، وذلك لأن الورقة المُعلقة لا تحمل التفاصيل، وتحكي دينا "قابلتنا موظفة اسمها حمدية، وتعاملت معنا بشكل سيئ".

إعلان

وتقول مدير المستشفى "رشا عمار" لـ"مصراوي" إن أبو الريش يضع شروط معينة لقبول الأجهزة، مضيفة أنه لا يتم الموافقة على أجهزة صينية أو بلا عقود صيانة، وذلك يعني الانضباط وليس بيروقراطية.

"الأجهزة التي تبرعنا بها مطابقة للمواصفات، ولا يوجد أي جهاز صيني".. دفاع ذكرته الفتاة بأسرة خطوة لـ"مصراوي"، مضيفة أن الجمعية تبرعت بجهاز ماندراي "للحقن الوريدي للأطفال"، وهو مصنف رقم واحد عالميا، كما أن هناك جهاز "دي براون" للحقن الوريدي أيضا تقول دينا عنه "الجهاز ألماني وليس صيني".

وتحمل الطالبة خطاب شكر من إدارة المستشفى على جهود الفريق "خطوة خير"، في أنشطة سابقة، رغم الجدل الواقع بينهما.

وعبر منشور له على موقع فيسبوك، دخل جابر نصار على خط الأزمة، قائلا "مستشفيات القصر العيني لا يقبل الا الأجهزة الأصلية من الوكيل المعتمد ولا يقبلون الأجهزة المقلدة أو التي تتضمن غش تجاري أو مجهولة المنشأ وذلك لخطورتها على المرضي، وقد تبين بفحص الأجهزة إنها غير مطابقة للمواصفات".

وواجهت دينا رئيس جامعة القاهرة ، إذ تقول "وقت زيارة الدكتور جابر للمستشفى، جريت عليه وشرحت له إن حتى ورقت التبرعات الموجودة لا تحمل مواصفات معينة للأجهزة، وإن عند التبرع طلبنا مواصفات، رفضوا يدونا، ولما جبنا الأجهزة قالوا لأ عايزين الأجهزة من مكان معين، رغم إننا قدمنا الأجهزة من Hi Tech وهو توكيل عالمي موثوق فيه يوزع على كل الشركات".

وتقول مدير المستشفى إن جامعة القاهرة تضع شروطا صارمة في لجنتها العليا تجاه التبرعات، سواء من الأفراد أو الجمعيات، أهمها عدم قبول أي أجهزة لا تخضع للمواصفات القياسية الموضوع من قبل الإدارة الهندسية، وبالنسبة للأدوية، لا يتم قبول أي علاجات دون فواتير.

واقعة الأجهزة ليست الوحيدة
واقعة الأجهزة لم تكن التعامل الوحيد بين الطلاب وإدارة المستشفى، حيث طلبت "خطوة خير" من قبل التبرع بغرفة وتجهيزها للطلبة، سائلين الإدارة عن سعر الغرفة، فوجدوا أنه بلغ 120 ألف جنيه، لكن بسبب عدم مقدرتهم المادية أخبروا الإدارة أنهم سيتبرعون بنصف المبلغ فقط، وفي اليوم التالي غيرت إدارة المستشفى السعر ليصبح 150 ألف جنيه، مؤكدة أن الغرفة "على الطوب الأحمر"، أي على الفريق تشطيبها، لذلك تقول "دينا" "هل نثق في إدارة تغير من كلامها؟".



وتؤكد رشا عمار، مدير المستشفى، أنها لن تقوم بأي إجراء قانوني تجاه اتهامات الأسرة الخيرية فهم "لديهم عنفوان الشباب.. ولن أعطي أهمية للأمر" حسب قولها.

اتهامات لجمعية أصدقاء أبو الريش
لم تتوقف اتهامات الأسرة الخيرية للمستشفى فحسب، ولكن طالت جمعية أصدقاء أبو الريش، وهى الجهة التي تنظم التبرعات للمستشفى منذ ثلاثة عشر عاما، وتنتقد عضو "خطوة خير" عدم قبول التبرعات إلا أموال وفقط، مطالبة بتحويلها للتحقيق.

ورد المدير التنفيذي لجمعية أصدقاء أبور الريش أحمد عمر، قائلا لمصراوي إن الجمعية لا تضع ماركات بعينها للأجهزة، مضيفا أن الجمعية تقبل التبرعات بكافة أنواعها بشرط التوثيق بفواتير وأن تراعي حاجة المستشفى، قائلا إن "أصدقاء أبو الريش" تعمل مع عدة جهات مثل مؤسسة البنك التجاري الدولي، بيت العيلة، بنك مصر، والبنك الأفريقي، وبيت العائلة المصرية، ولا يوجد أي "بيزنس" في الأمر، بحسب رده. مضيفا أن الأجهزة من "خطوة خير" "صينية" لم تطابق المواصفات.

"محدش شاف فساد عشان يتكلم عنه".. تذكرها مديرة المستشفى دفاعا عن موقفها، فيما تضيف الطالبة بالسنة الرابعة بكلية الألسن أن التبرعات تتم بالإشراف من أساتذة في كليتها، لكنهم أيضا عزفوا عن المشاركة في الحفل المزمع يوم الخميس المقبل بسبب التعامل السيئ من "أبو الريش"، فيما اتخذت الفتاة قرارها قائلة: "لو الخير وقف على أبو الريش مش هعمله".

إعلان