الإذاعة في ذكراها الـ80.. توتة توتة ''مفرغتش'' الحدوتة

06:29 م السبت 31 مايو 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

أعد الملف: أحمد الشمسي وأحمد الليثي ودعاء الفولي وإشراق أحمد ويسرا سلامة ورنا الجميعي وأماني بهجت ونيرة الشريف ومحمد مهدي:

الصوت الصادر منه ليس مجرد عملية إلكترونية، بل كلمات نورانية، تخرج من فم طاهر، بترتيل يُصيب بألحانه فؤاد الضلوع، تخرج من بين شفتي قيثارة السماء الشيخ محمد رفعت ورفاقه، ''لمة'' الأسرة تنصت لحكمة من قلب ممثل كوميدي في ''كلمتين وبس'' لفؤاد المهندس، ذكريات الطفولة ومتعة الحكي مع مفردات أبلة فضيلة و''حبايبها الحلوين..''.

عظمة تتجلى وفخر بوطن وقت سماع عبارة ''هنا القاهرة''، حنين لأغانٍ تصطحبك في طريق سفر أو في قعدة عصاري تؤازرك فيها ''نجاح سلام'': ''بالسلامة يا حبيبي بالسلامة.. بالسلامة تروح وترجع بالسلامة...''، آهات عشاق الست في ''خدني في حنانك خدني''، ومريدو عبد الحليم في ''سواح''.. تسجيل نادر لليلى مراد، مسرحية لمحفوظ، انغماس في ''بحر النغم'' مع عمار الشريعي، ولقاء للعقاد، ومُزحة مع جاهين، وخرفشة صوت عبد المطلب، تراب الجبهة يناديك في ''صوت المعركة'' مع الكنيسي، وصوت الأطفال يهمسون في قلب بابا شارو، البسطاء يشاركون آمال فهمي على الناصية، والضحكات تُنتزع مع قفشات ''ساعة لقلبك''.

80 عام مروا على إنشاء المبنى العتيق، تقلبت خلالها الأمواج وظهر من يحاول الإطاحة بالراديو، فيما يحاول ''مصراوي'' أن يعيد للأذهان تفاصيل تبدو غائبة، عن أناس الإذاعة تنظم لهم لحظاتهم باللفتة، وصغار تسمع صوتهم من خلف صندوق، نحاول التعرف عليهم في ''براعم الإيمان''، وقصة للأطفال عن الراديو الأنتيكة. عن بائع لا يزال متمسكا بصنعته الأزلية، وسجين ومجند على النقيض غير أن الراديو يجمعهما، وهوامش لا تُنسى، وأول امرأة في إذاعة القرآن الكريم، ومستمعون يكتبون ذكرياتهم، وشباب الانترنت الذين امتهنوا الإذاعة حبا في ذلك الصندوق.

..العصر ومجرياته قد يمحيان الألة –الراديو- قد تندثر مكوناتها بعد حين، قد يقول قائل ''فرغت الحدوتة''، غير أن الذكريات والأجيال التي تحتفظ بالحنين لذلك الجهاز الذي يشبه صندوق الدنيا يؤكد أن الحدوتة ''مفرغتش''.

الإعلامي الكبير حمدي الكنيسي.. الأديب الذي سرقه الإعلام.. (حوار)