إعلان

ليلة دخلة شيماء: قصص مهمشين شاركوا في الثورة ثم أصبحوا ضحايا

10:55 ص الإثنين 10 مارس 2014

ليلة دخلة شيماء: قصص مهمشين شاركوا في الثورة ثم أص

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

القاهرة- (رويترز):

رغم غزارة الكتب والأعمال القصصية والروائية عن الاحتجاجات المصرية منذ 25 يناير كانون الثاني 2011 فإنها في رأي كثيرين كتبت على عجل ودون مستوى حدث شعبي أثار إعجاب العالم وأجبر الرئيس الأسبق حسني مبارك على التنحي.

وبعيدا عن ''رموز الثورة'' ومقولاتها الكبرى يحنو الكاتب المصري حمدي عبد الرحيم في مجموعته القصصية (ليلة دخلة شيماء) على مهمشين تتجاهلهم كاميرات الفضائيات ولا يكون لهم نصيب في أي حصاد لأنهم ينتمون إلى ما يطلق عليه علماء الاجتماع ''أطفال الشوارع'' الذين يعيشون على هامش المجتمع ولهم قوانينهم الخاصة.

وأثيرت قضية أطفال الشوارع إعلاميا بعد اشتراك عدد كبير منهم في صفوف المتظاهرين في مواجهاتهم مع الشرطة في أحداث شارع محمد محمود ومجلس الوزراء بالقاهرة في نهاية 2011 إذ وجهت إليهم أصابع الاتهام بالإدانة باعتبارهم مجرمين يمارسون عنفا ضد المجتمع.

ولكن عبد الرحيم -الذي صدر له كتاب (فيصل.. تحرير) 2009 وهي يوميات تنتمي إلى علم الاجتماع ورواية (سأكون كما أريد) 2011- يقدم في مجموعته القصصية الجديدة نماذج إنسانية أبطالها من أطفال الشوارع الذين شاركوا في الاحتجاجات ثم أصبحوا ضحايا برصاصة قاتلة أو باتهام بالخروج على تقاليد المجتمع.

والمجموعة التي تقع في 156 صفحة متوسطة القطع أصدرتها (أوراق للنشر والتوزيع) في القاهرة بغلاف صممه الفنان عبد العزيز السماحي.

ويصف الكاتب المصري البارز علاء الديب مجموعة (ليلة دخلة شيماء) بأنها ''إضافة للقصة المصرية المعاصرة.. فنية وشجاعة ومتنوعة... لا تسعى إلى تحقيق نجاح سهل ولكنها تضرب فى أعماق اللحظة الحالية المرتبكة سياسيا واجتماعيا وإنسانيا.. وتتجول في حرية واقتدار في أرجاء النفس المصرية المأزومة حضاريا وفكريا.''

وشيماء بطلة القصة التي أصبحت عنوانا للمجموعة تبلغ 21 عاما وليس لها عنوان للإقامة وتعيش في حماية أطفال الشوارع الذين أصبحوا أهلها وهي تجسد مجهولين حالمين بالعدل والحرية فإذا بها تقع في قبضة السلطة التي تتهمها بالدعارة وممارسة الجنس في خيمة بميدان التحرير.

والقصة التي تروى بضمير المخاطب على لسان شيماء موجهة إلى محقق لا يوجه أسئلة ولا يعقب على اعتراف فتواصل البنت حكاية قصة حياتها مثل ''الفلاح الفصيح'' في مصر القديمة دون أن تملك الحجة على تبرير خطأ ولكنها تتكلم فقط.

وتروى شيماء تفاصيل حياتها بصراحة جارحة للقارئ الذي لا يحيط علما بعالم أطفال الشوارع إذ كانت تبيع كل شيء من المناديل الورقية إلى جسدها ثم أدركتها الثورة في الميدان فتحررت وسمعت كلاما مختلفا يسمو بروحها ممن تسميهم ''ناس التحرير'' الذين أصبح معهم ميدان التحرير أشبه بالجنة حتى إنها حين تتخيل الجنة لا تراها أجمل من الميدان.

فتقول شيماء ''يا.. التحرير يا باشا وناسه وأيامه ولياليه. سحر يا باشا. وكتاب الله العزيز سحر. تصدق بالله أنا لم أركعها... ركعتها في التحرير يا باشا. مرة بوضوء ومرة بتيمم ومرة بلا وضوء ولا تيمم. ربنا رب قلوب يا باشا. أول ما الشباب يصطفوا صفوف الصلاة كان قلبي ينخلع على الصلاة وكأنني شيخة من مشايخ الأزهر.''

ولكن الاستقامة التي أصبحت عليها شيماء قوبلت بعنف لا تستحقه إذ إنها كفت عن إقامة علاقات مع أطفال الشوارع وخطبها أحدهم وأسمعها للمرة الأولى كلمتي ''أنا أحبك'' واحتفلا معا بخلع مبارك ثم اتفقا على أن تكون ''ليلة الدخلة'' في خيمة بالميدان ليلة إحدى المليونيات التي كان تقام في يوم الجمعة واحتفل أصدقاء العروسين بالزفاف ثم تركوا العروسين فإذا بشاب يتلصص عليهما ويصرخ ''ميدان ثورتنا أصبح بيت دعارة.''

وبكبرياء تعلن شيماء للمحقق أنها ''زوجة... إذا أردت شنقي فتفضل'' وتنتهي القصة ولكن الآثار التي تركها الميدان في شخصية شيماء لا تغادر القارئ.

أما قصة (مناقب سيد صومال) فبطلها الذي ولد عام 1990 أشبه بأبطال القصص الشعبية إذ تتضارب الأقوال حول نشأته في القاهرة أو في الإسكندرية وكذلك حول مستوى ذكائه ولكن المتفق عليه أنه ''أمضى عمره يتأمل الآلات'' والتحق بورشة لإصلاح الدراجات النارية وفي عام 2008 كان في شارع شامبليون القريب من نقابة الصحفيين والذي توجد فيه ورش لإصلاح السيارات ورأى شرطيا يسحل محامية فتمكن من تخليصها منه.

وفي الاشتباكات التي اندلعت يوم 19 نوفمير تشرين الثاني 2011 بشارع محمد محمود وراح ضحيتها نحو 40 قتيلا ومئات الجرحي أسهم ''سيد صومال'' بدراجته النارية في إنقاذ الجرحى وحملهم إلى المستشفى الميداني وأوقفه ضابط وصرخ في وجهه ''ألم أقتلك..'' ولكن الشاب لم يستوعب السؤال وواصل السير فجاءته رصاصة في مؤخرة رأسه.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك: