إعلان

بالفيديو.. أسرار حياة "سعد الشاذلي" في 55 دقيقة

01:06 م الإثنين 06 أكتوبر 2014

r-(2)

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – يسرا سلامة:

"سعد الدين الشاذلي" مهندس للعبور، وواضع خطة حرب أكتوبر، مناضل مصري حقيقي تشرب الوطنية المصرية، ولم يألُ جهدًا من أجل التضحية لتراب الوطن، بدأت حكاية "الشاذلي" مع التضحية منذ حرب الإستنزاف، مرورًا بنصر أكتوبر، ولم يتوقف النضال حتى بعد اضطهاد من "السادات" وسجن من "مبارك"، ليستمر حتى بعد أن غربته الخلافات السياسية خارج الوطن.

وكما لكل قائد أتباع، كان لـ"الشاذلي" أبناء من كتائب الحرب، ومنهم من هم خارج المعارك، سمعوا عنه، وتعلقوا بالبطل الذي سار ضد التيار من أجل مبدأه، منهم "أسامة الرشيدي" الطالب – منذ سنوات- في كلية الإعلام، رأى "الشاذلي" حيًا في حوارات له على قناة الجزيرة الفضائية، حتى تعلق به، وعزم مع أصدقاء آخرين لصُنع فيلم وثائقي عنه، وكان بالفعل فيلم "الجنرال"، الذي تتبع دروب البطل، منذ النشأة وحتى الحرب الذي انتصر فيها، والحرب عليه من النظام، بمشاهد تمثيلية، وحوارات مع كل من له صلة بـ"الشاذلي" بعد رحيله، كان لـ"مصراوي" حوار مع صانع الفيلم.

في البداية، ما الذي دفعكم لصناعة فيلم عن الفريق "سعد الدين الشاذلي"؟

الفكرة بدأت منذ أن كنت طالبًا في الكلية وكان "الشاذلي" لا يزال حيَا، شاهدت الحلقات المسجلة معه في برنامج "شاهد علي العصر" في الجزيرة، واتأثرت جدا بها وبه، ووجدت إن شخصية بهذا الثراء من الظلم ألا يُصنع عنها فيلم، وفعلا وقتها كلمت المخرج "أحمد شلبي" -وكان زميلي في الكلية- لكن كان مشغولا بفيلم تاني ووعدني إننا نبدأ شغل في فيلم "الشاذلي" عند التفرغ.

بعدها كل واحد انشغل في أمور خاصة، إلى أن قامت ثورة "يناير" والشاذلي مات، كلمت "أحمد شلبي" مرة أخرى في الموضوع، وفعلا بدأنا خطوات جادة، وراسلنا قناة الجزيرة الوثائقية بفكرة الفيلم ورحبوا وقالوا لنا نبدأ شغل. وبدأت في التواصل مع عدة مصادر وشخصيات للحديث عن "الجنرال".

كم من الوقت استغرقتم في البحث عن تفاصيل الفيلم؟

حوالي 7 شهور في مرحلة البحث، ويعتبر وقت طويل جدا في الأفلام الوثائقية، لإننا صورنا مع حوالي 22 شخصية، كل واحدة منهم تتحدث عن "الشاذلي" في مرحلة محددة، وقبل التصوير كان لفريق الإعداد جلسات طويلة مع الشخصيات لتحضير للتصوير.

فريق الإعداد قرأ كل ما كُتب عن "الشاذلي" وحرب أكتوبر، خصوصًا تفاصيل الخلافات بينه وبين "السادات" أثناء الحرب، بالإضافة لوجود فترات زمنية مجهولة في حياة "الشاذلي" والمعلومات عنها قليلة، مثل الـ14 سنة الذي قضاها في الجزائر، وفترة السجن في مصر وغيرها، وكان يجب أن نبحث عن معلومات عنها ونقابل شخصيات عاصرته، وهذا ما ظهر في الفيلم.

ظهر في الفيلم أيضًا مصادر عديدة للتحدُث عن الشاذلي.. هل كانت هناك أي شخصيات صعب الوصول لها؟

الحقيقة لم يوجد مصادر صعبة في الفيلم، الجميع رحبوا جدا بالتصوير والكلام عن "الشاذلي"؛ "لإنه شخص محبوب جدا من كل اللي اتعامل معاه، سواء من اللي اشتغلوا معاه في الجيش أو الجزائر أو الكونغو أو اليمن أو حتي في السجن، واحنا نفسنا اكتشفنا كدة واحنا بنصور الفيلم".

من خلال بحثكم.. ما أكثر المعلومات عن الشاذلي كانت مفاجأة لكم؟

معلومات كثيرة جديدة، زي مثلا إن اسمه "سعد محمد الحسيني الشاذلي" وليس "سعد الدين الشاذلي"، وإنه حصل علي درجة الماجستير في العلوم السياسية من كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، واكتشفنا مقالات كثيرة جدا كان يكتبها الجنرال لمجلة "الجبهة" التي كانت تصدر من الجزائر، مقالات أرى إننا يجب أن نجمعها ونصدرها في كتاب لإنها مهمة وقوية جدا، لكن أكثر ما فاجئنا من كلام الناس عنه هو اهتمامه المذهل بالتفاصيل في كل حاجة تقريبا، وهذا ما ظهر بشدة في استعدادت الجيش للحرب.

أحد المواقف يحكيها حفيده لنا، إنه قبل نزوله لأي مشوار يقوم بتحديد خط سيره بالظبط، وواضع سيناريوهات بديلة لأي طواريء ممكن تحصل، وما الطرق البديلة التي ممكن أن يسير فيها لو الطريق الأساسي كان متعطل لأي سبب، حكي لنا حفيده إنه يسير كل يوم وفق جدول محدد لا يمكن يتجاوزه بأي حال، وإن معاد نومه الساعة 10 مساء، ومثلا لو بيتفرج علي فيلم والساعة وصلت 10 هيقفل التلفزيون ويدخل ينام حتي لو الفيلم فاضل له 5 دقائق ويخلص.

هل توجد تفاصيل أخرى عرفتها من شخصيات مقربة له؟

من مدير السجن الحربي وقت سجنه، حكى لنا إنه لما كان مسجون كان بيحسب الأكل اللي هياكله بالجرام عشان وزنه ميزيدش، وغيرها حكايات كتير، حاجة كمان اكتشفناها عنه هي تعامله الممتاز مع الجنود وحرصه علي رفع روحهم المعنوية لإنهم أساس الجيش، ومن الحكايات عنه إن أحد الظابط ضرب مجند وقتها كان "الشاذلي" قائد القوات الخاصة، فـجمع  "الشاذلي" كل الظباط والعساكر تاني يوم واستدعي الظابط وقاله "ياخد حاجته ويمشي من المعسكر، وأمر كل العربيات إنها متوصلوش عشان يفضل ماشي علي رجله حوالي 15 كيلو، لحد ما يوصل للطريق برة"، وهذه الحكاية كان لها أثر كبير جدا في رفع معنويات الجنود.

استعنتم في الفيلم ببعض المشاهد التمثيلية لـ"الشاذلي".. هل واجهتم صعوبة في البحث عن ممثل شبيه له؟

الاستعانة بالمشاهد التمثيلية ضروري في أي فيلم بيتناول تاريخ أي شخصية، ولم نستغرق وقت طويل في الوصول للشخصية المناسبة لتجسيد الشخصية.

ذُكر في الفيلم إن هناك كراسة "التقاليد العسكرية للظباط" هل الفريق الشاذلي هو من قام بتأليفها أم فقط يستعين بها؟

عندما تولي "الشاذلي" رئاسة الأركان، بدأ في إصدار كراسات تتوزع علي الظباط والجنود تحتوي علي أهم النقاط والتوجيهات الذي تريد القيادة إيصالها إلى الجنود، منها ما كان يكتبه "الشاذلي" بنفسه أو جهد مشترك، لكن أهمها هو كتاب"التوجيه 41" الذي يشرح  فيه كيفية عبور قناة السويس، وفيه كل التفاصيل الممكنة ودور كل ظابط وعسكري في الجيش من أصغر جندي لأكبر قائد، من أول عدد الجنود في كل قارب وتسليح كل جندي وحجم الذخيرة وتوقيت دخول معدات العبور لمنطقة القناة وأسلوب حمايتها وهكذا.

ومن الحكايات عن "الشاذلي" إنه عندما زار الجبهة يوم 8 أكتوبر كان الجنود بيهتفوا للتوجيه 41؛ لإنه ساعدهم كثيرًا في عملية العبور.

هل ترى كواحد من صناع الفيلم إن "الشاذلي" تم التعتيم على ما كتبه ونشره من مؤلفات أو أفكار مختلفة؟

"الشاذلي" ظُلم كثيرًا في كل العصور، "السادات" استبعده من جلسة مجلس الشعب الذي كرم فيها قادة الحرب، وأحاله للمحكمة العسكرية بعد رفضه معاهدة السلام مع إسرائيل، ومبارك سجنه ومنع نشر أي أخبار عنه، حتي بانوراما أكتوبر لا يوجد بها أي صورة لـ"لشاذلي" رغم إنه كان رئيس الأركان وقتها، حتي كتبه طُبعت بالخارج، وعدد قليل الذي قرأها باستثناء مذكراته عن حرب أكتوبر التي وزعت داخل مصر بعد ثورة يناير، لكن "الشاذلي" له مؤلفات أخرى مثل "الخيار العسكري العربي" و"الحرب الصليبية الثامنة" و"4 سنوات في السلك الدبلوماسي" بالإضافة لمقالات مجلة الجبهة.. كل هذا التراث تم التعتيم عليه ونحتاج نشره في الفترة القادمة.

تعرض "الشاذلي" للظلم في وقت "السادات" و"مبارك" كما رصد الفيلم، في رأيك كيف تعامل "الشاذلي" مع ذلك الأمر؟

من واقع عملي في الفيلم، استطيع القول إن "الشاذلي" لا يهتم بالظلم الذي يقع علي نفسه، لكنه كان شديد التأثر بالظلم والتزوير الذي لحق بتاريخ مصر، خصوصا تاريخ حرب أكتوبر، وكان الدافع الأكبر له في كتابة مذكراته ومعارضته لاتفاقية "كامب ديفيد" هو توضيح حقيقة الأحداث أثناء الحرب وبعدها، لإنه حق الأجيال الجديدة حتى يتجنبوا حدوث السلبيات مرة أخرى.

كيف ترى رد الحق للفريق "الشاذلي" بعد 41 عام على نصر أكتوبر؟

"حتي الآن حق الشاذلي مرجعش".. وكما ذكرت "الشاذلي" كان يبحث عن رد اعتبار للتاريخ، وليس الحل أن نذكر كلام جيد عن "السادت" و "الشاذلي" رغم الخلاف بينهم وكأننا في جلسة عرب كأننا بنصالح طرفين على حساب تاريخ مصر، لكن في انتظار توضيح حقيقة ما حدث، وهو ما طالب به "الشاذلي" في أكثر من مرة بتشكيل لجنة محايدة لمعرفة حقيقة ما حدث، لكنه لم يحدث حتى الآن.

هل وصلتكم ردود أفعال لكم عقب إذاعة الفيلم؟

ردود الأفعال علي الفيلم جيدة من جميع الأطراف، لكن أنا أرى إن الفيلم ليس كافيًا لرد حق الجنرال، الفيلم في النهاية محكوم بوقت محدد ومستحيل نذكر كل شئ عن حياته، الهدف الرئيسي من الفيلم هو أن تعرف الناس الخط العام لحياة "الشاذلي"، والمهتم يجب عليه البحث عما كُتب عنه، وأتمنى أن أساهم بنشر تراث الجنرال بأي جهد إن أمكن.

لمشاهدة الفيديو..أضغط هنا

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان