إعلان

"زواج بلا زفاف".. الأوضاع الاقتصادية تطمس تقاليد المجتمع

08:13 م الإثنين 05 سبتمبر 2016

زواج بلا زفاف

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتب - عبدالله قدري:

أثرت الأوضاع الاقتصادية الصعبة وارتفاع الأسعار جراء تراجع الجنيه أمام الدولار في اختيارات المصريين من المعروض والمتاح، لاسيما الشباب المقبل على الزواج، الذي يسعى لتتوييج يوم عرسه بحفل الزفاف.

إلا أن هذا المسعى اصطدم بارتفاع الأسعار الذي انعكس بدوره على قاعات الأفراح التي أصبحت حلمًا بعيد المنال عن المقبلين على الزواج، فقرروا الابتعاد عن الاحتفال يوم زواجهم، وهي العادة التي أصبحت "عبادة" - إن صح القول – عند الراغبين في الزواج وأهليهم.

عدد من التقى بهم "مصراوي"، أقروا بأن ارتفاع أسعار قاعات الأفراح، كان سببًا رئيسيًا في عزوفهم عن عمل زفاف، مع وجود أسباب أخرى شخصية يتحفظ مصراوي على نشرها.

شيماء الليثي، شابة عشرينية، كانت كما تقول تحلم منذ صغرها تحلم بذلك اليوم الذي ترتدي فيه الفستان الأبيض في قاعة الفرح، إلا أن نظرتها تلك سرعان ما تغيرت وتبدلت لأسباب مختلفة، كان من ضمنها وأبرزها الارتفاع المفاجيء في أسعار قاعات الأفراح والتي وصلت إلى حد لا يسمح بالمقبل على الزواج أن يتحمله.

قالت شيماء: "قاعات الأفراح ليست بالشيء العظيم الذي ننفق فيه أموالنا". ترى شيماء التي تزوجت منذ شهور أن الزواج لا بد أن يكون فيه تيسير؛ لذا أقامت بالاتفاق مع زوجها المستقبلي – آنذاك – عقد زواج بأحد المساجد، وسط تجمع من الأقارب والأصدقاء، ثم ذهبت مع زوجها إلى سكنهما الجديد، وعزفت عن عمل حفل زفاف في قاعة أفراح رغم اعتراض والدها ووالدتها على ذلك.

كذلك وافقها أحمد الصباغ في عقد قرانه دون زفاف، بسبب الارتفاع الكبير في قاعات الأفراح، ورأى أن تكلفة حفلات الزفاف في مصر أصبحت مرتفعة جدًا بشكل مبالغ فيه، ومن الأفضل أن يتم توجيه تكاليف الزفاف في شيء أفضل كالسفر أو الرحلات، حسبما يرى.

وأضاف: "يمكن للعروسين أن يكونا سعداء دون حفل زفاف". يقول أحمد أنه وجد ترحاب شديد من الأهل والأصدقاء بفكرة عدم إقامة حفل زفاف، والاكتفاء بعقد الزواج فقط، مشيرًا إلى أن حضر حفلات زفاف لاصدقائه وكان مضطرًا لحضورها كنوع من المجاملة".

أمر آخر يشير إليه أحمد، وهو شبكة الزواج التي أصبحت عرف وعادة عند المصريين وقت الزواج، فيرى أن الأصل في الذهب أنه هدية من الزوج إلى الزوجة، لكنها مع الوقت أصبحت أمرًا مسلمًا به في الزواج؛ بل وأصبحت سببًا لفسخ الخطوبة.

ومؤخرًا، انتشرت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي، طالبت بمنع الذهب في الزواج، والاكتفاء بقيمته فقط لإثبات حق الزوجة، وذلك نظرًا لارتفاع جرام الذهب والذي تجاوز خمسمائة جنيه عيار 24، وأكثر من 400 جينهًا عيار 21.

كذلك وجد أحمد طه ضالته في كيفية تدبير ثمن قاعة حفل زفافه، فقرر – هو الآخر – عدم إقامة حفل زفاف والاكتفاء بعقد القران فقط.

وقال طه إنه لا يملك الآن سيولة نقدية لإقامة حفل زفاف في ظل ارتفاع أسعار قاعات الأفراح لما هو أكثر من 15 ألف جنيهًا فصاعدًا، وهو مبلغ من الصعب أن تدبيره للشاب المقبل على الزواج، خاصة أنه ملتزم بتدابير أخرى وأهم من إعداد سكن مناسب وهو أمر شاق جدًا، وفقًا لقوله.

ويزيد من صعوبة إقامة زواج بدون زفاف، ما تردد مؤخرًا بشأن مناقشة فرض ضريبة على دخل قاعات الأفراح، وهو ما يساهم بالتأكيد في رفع السعر على المستهلك، ما يكلفه نفقات طائلة، بما تتضمنه تلك القاعات زفة للعروسين، ووجبات، وصور الزفاف.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج