إعلان

العائدون من حلب: "حياة" أرسلها الجيش السوري الحر للعلاج بتركيا فعادت بلا أعضاء

05:48 م الثلاثاء 27 ديسمبر 2016

العائدون من حلب

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - نانيس البيلي:

حكايات عديدة تداولتها الصحف العربية والأجنبية عن مافيا لتجارة الأعضاء البشرية بمساعدة الجيش السوري الحر، عن طريق إرسال المدنيين المصابين إلى تركيا. " الكل هنا في حلب يتحدث لكننا لم نصدق حتي رأينا جثة "حياة " عائدة من تركيا محشوة بالقطن بعد انتزاع جميع أعضائها - تتذكر فاطمة صاحبة الـ14 عامًا أحد افراد عائلة "كمال" المصرية التي أعادتها الخارجية، الأحد الماضي من حلب.

تابعت فاطمة: " أصيبت والدتي بصدمة أفقدتها النطق بعدما رأت جثة شقيقتها "حياة" محشوة بالقطن بعد انتزاع جميع أعضائها "أمي ضلت ثلاث شهور ما تحكي ولا تقرب على حدا، ضلت قاعدة بالزاوية وعم تبكي".

تقول فاطمة : أصيبت خالتي "حياة" أواخر عام 2012 فنقلوها إلى تركيا "الله لا يوفقهم فضلوها أعضائها ورجعوها".

ظلت أمي حزينة على ما حدث بأختها "حياة" التي كانت بأواخر الثلاثينات، ترثيها وتتباكى عليها، تروي لنا قصتها، تتذكرها "فاطمة" جيداً، وتقول إن خالتها كانت بمفردها بمنزلهم في ذلك اليوم المشؤوم، بعدما اصطحب زوجها، أطفالهم لزيارة جدهم، وقفت قليلاً أمام المنزل، قبل أن تسقط فوقها قذيفة وتصيبها بساقها، وينقلها الجيش السوري الحر إلى تركيا، ويعيدوها جثة بلا أعضاء، وتشير الطفلة إلى أن خالتها ليست الوحيدة بل فعل "المسلحين" نفس الأمر بكثير غيرها.

عاشت "حياة" ظروف قاسية كما نهايتها، فالعمل طوال اليوم في أكثر من مهنة كان سبيلها للإنفاق على أسرتها المكونة من 7 أطفال وزوج لا يعمل بسبب إعاقته "كان قاعد بالأرض ما يحسن يشتغل" تقول "فاطمة".


أمي ضلت ثلاث شهور ما تحكي ولا تقرب على حدا، ضلت قاعدة بالزاوية وعم تبكي


كانت "حياة" تعمل صباحًا "عاملة نظافة" بإحدى مدارس حلب، وبعدها تذهب لتنظيف البيوت بالمساء، بحسب "مصطفى" أحد افراد الأسرة ، ويحكي أنها كانت تزورهم في بيتهم المجاور لمنزلها، وتحدثهم عن رغبتها في سد احتياجات أسرتها بالكامل حتى لا يشعر زوجها بالعجز "مش عاوزة زوجي يحس بحاجة"، ويردف "مصطفى" أن إجهاد نفسها بالعمل أصابها بمرض "السكر" في السنوات الأخيرة من حياتها ليثقل كاهلها بمزيد من المعاناة.

الانتقال من مسكن إيجار إلى آخر بعد ثلاثة أشهر على الأكثر، أحد ملامح الحياة القاسية التي عاشتها "حياة"، فعجزها عن توفير إيجار المنزل كان يقابله مالكه بطردها وعائلتها "كان فيه ناس ترحم وناس ما ترحمش، بس مكنوش بيصبروا عليها كتير"، تردف "فاطمة".

تزوجت "حياة" في سن صغيرة مثل كثير من فتيات حلب، كانت شقيقة من بين 9 أشقاء، وبعد زواجها أنجبت 7 أبناء ذكور وإناث، أدخلتهم المدارس الحكومية رغم ظروفها الصعبة، يقول "مصطفى"، متذكراً كيف كانت شديدة الطيبة والبساطة ومتحملة للمسؤولية كما الرجال "كانت غلبانة وشايلة عيلتها".

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج