إعلان

شهادات من "القاعة الكُبرى" في صنعاء: موت وخراب ديار

03:17 م الإثنين 10 أكتوبر 2016

قصف مجلس العزاء

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- شروق غنيم:
أول أمس، السبت، كانت القاعة الكبرى داخل العاصمة اليمنية صنعاء، تستقبل قيادات من حكومة الحوثيين وحزب المؤتمر الذي يتزعمه الرئيس علي عبد الله صالح، ومواطنين بأطفالهم، لتقديم العزاء لأسرة "آل الرويشان" في وفاة والد وزير الداخلية في حكومة الحوثيين جلال الرويشان، غير أن هجوما صاروخيا على القاعة الكبرى تسبب في مقتل ما لا يقل عن 140 قتيلا وأكثر من 600 جريح بحسب منسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، جامي ماكجولدري.

مصراوي تحدث إلى شهود عيان وأقارب ضحايا قضوا في الهجوم، والذين أكدوا أن القاعة قصفت بصاروخ تبعه ثلاثة أخرى.

في الثالثة عصرًا، غارتان استهدفتا "القاعة الكُبرى" القريبة من منطقة عطان بالعاصمة صنعاء، حينذاك كان الصحفي اليمني الشاب عرفات الحاشدي، في مقر عمله بإحدى الإذاعات المحلية شمال العاصمة التي اجتاحها الحوثيون في سبتمبر 2014. توزّعت المهام عليه هو وزملائه من أجل تغطية الحدث، منهم من ذهب إلى منطقة الهجوم، وآخرين إلى مستشفيات كانت قد اكتظت بالمصابين.

في ذلك الوقت كانت سيارات الإسعاف التي تقبع في شارع الخمسين بمنطقة "بيت بوس" جنوب العاصمة اليمنية، تهرع إلى مكان الحادث لإسعاف الجرحى، إلا أن "طائرات التحالف استهدفت القاعة مرة أخرى أثناء عمليات الإسعاف،"-بحسب رواية الحاشدي لمصراوي.

حينما وصل ابن الرابعة والعشرين ربيعًا إلى موقع الحدث كانت النيران لازالت متقدّة، سيارات الإطفاء مُنتشرة في المكان وفرق الإسعاف وعدد من المواطنين ينتظرون إخماد النيران، حتى يتسنى لهم دخول القاعة لانتشال الجثث وإسعاف الجرحى. كان وقع المشهد مؤلمًا في نفس الحاشدي: أشلاء الجثث متناثرة، الدماء تملأ المكان، جثث مُتفحّمة، وأخرى تطايرت رؤوسها وأقدامها. "المنظر بشع ولا يوصف، لدرجة أنني لم استطع النوم من البارح إلى الآن،" هكذا قال.

الإمكانات الضعيفة للمستشفيات في صنعاء، بالإضافة إلى عدم توافر الأدوية، "بسبب الحصار الذي فرضه التحالف العربي منذ عام ونصف"، دفع الحاشدي للتواصل مع وزارة الصحة، والتي وجّهت نداء استغاثة للمواطنين للتبرع بالدم، وطالبت في وقت لاحق برفع الحصار على صنعاء، لتلقي المصابين العلاج بالخارج.

الحادث كان مفاجأة بالنسبة لليمنين إذ أن "القاعة كانت في حي راقي، ويُقام فيها الاحتفالات والمناسبات باستمرار"، ولأن أحدا لم يتوقع ذلك، ذهب كبار المشايخ القلية وقيادات بوزارة الداخلية في حكومة الحوثيين، بالإضافة إلى مواطنين مُصطحبين أطفالهم إلى العزاء. يقول الحاشدي "تأدية الواجب عادة عند اليمنيين لذا ذهبوا.. لكن لم يعودوا".

هايل العامري

ولأن تأدية العزاء واجب لا يتأخر عنه أهل اليمن، فإن "هايل العامري"، الممرض الذي كان يعمل في أحد المستشفيات الخاصة، ويبلغ من العمر ثلاثين عامًا، قد توجّه إلى القاعة في نفس اليوم التي قُصِفت فيه. "هايل إنسان لا شأن له في السياسة،" يحكي محمد الجيلاني، صديق هايل منذ سبع سنوات، لمصراوي، اللحظات الأخيرة في حياة صديقه، "لحظة سقوط أول صاروخ بُترِت ساقيه من حوالي معطف (نصف) الركبة، حاول أحد رجال الأعمال إنقاذه، لكن أتى الصاروخ الثاني وأحرقه وشوّه جسده".

في عُرس ابنة أخيه؛ سمع الدكتور محمد الأنسي، استشاري جراحة الوجه والفكين، أصوات تحليق الطائرات، لكنه اعتاد مثل هذه الأصوات بسبب القصف شبه اليومي، إلى أن تلقى نبا قصف القاعة من أصدقاء له تمكنوا من الفرار عند سقوط أول صاروخ، وتبعه ثلاثة صواريخ أخرى. سارع الأنسي إلى المستشفى وبقي في غرفة العمليات حتى الحادية عشر ليلًا في ذلك اليوم.

وجد الأنسي إصابات مختلفة في أجزاء الجسم، تمكّن من مداواة اللواء عبدالرازق المروني، قائد الأمن المركزي، لكن اللواء عبدالقادر هلال، وزير دولة وأمين العاصمة اليمنية، وافته المنية عقب وصوله المشفى، بالإضافة إلى تواجد مُصابين كُثر من مشايخ القبائل بإصابات بالغة الصعوبة، "الشعب اليمني يُقتَل، والعالم ساكت عن جرائم النظام السعودي،" على ما يقول الطبيب.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج