سفير مصر باليمن يكشف عن سبب ذهابه إلى عدن قبل ساعات من "عاصفة الحزم" (حوار)

مقابلة- إبراهيم عياد:

الاتصالات لم تنقطع.. هذا سفيرنا في عمان، وآخر قنصل مصر في جدة، وثالت سفير مصر بالمملكة العربية السعودية، التليفون غير متاح معالي السفير.. الآن أصبح متاحًا.. معالي السفير يوسف الشرقاوي يريد الحديث معك.. هذا جزء مما يدور داخل غرفة عمليات متابعة الأزمة اليمنية وإجلاء المصريين، بقيادة السفير يوسف الشرقاوي، سفير مصر لدي اليمن.

الأوراق مبعثرة على طاولة بقاعة بطرس غالي بمقر وزارة الخارجية، يجلس عليها أربعة شباب من السلك الدبلوماسي، يرأسهم السفير يوسف الشرقاوي، سفير مصر في اليمن، تحمل تلك الأوراق تحذيرات للمصريين المقيمن في اليمن، كيفية الابتعاد عن المخاطر، أسماء المنافذ الحدودية التي يتجه إليها المصريون للعودة إلى أوطانهم، أرقام البعثات القنصلية في الدول المجاورة لليمن وعلى رأسها السعودية وسلطنة عمان.

تحلى السفير الشرقاوي بالدبلوماسية التي يتميز بها أبناء بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، بجانب رفضه الإجابة على أية أسئلة متعلقة بالعمليات في اليمن والأوضاع هناك -خلال مقابلة مع مصراوي- معللًا ذلك بعدم امتلاكه معلومات عن الوضع العسكري.. وإلى نص الحوار:

مصراوي: ما الاجراءات التي تتخذها الحكومة لعودة المصريين؟

السفير الشرقاوي: تقوم وزارة الخارجية بالتنسيق الكامل مع الوزارات والأجهزة المصرية المعنية بمتابعة تطورات أوضاع المصريين في اليمن على مدار الساعة والعمل على إجلاء المصريين الراغبين في العودة إلى أرض الوطن.. وتم عقد أكثر من اجتماع على أعلى مستوى، منها واحد بمجلس الوزراء، وآخر في وزارة الخارجية بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، وممثيلن عن الجهات المعنية بالأمر في مصر.

ماذا عن طرق العودة إلى مصر.. والمعابر التي يلجأ إليها المصريون في اليمن؟

تم التسيق مع السلطات السعودية لفتح معبر "الطوال" الواقع في مدينة جيزان السعودية.. والمنفذ مفتوح على مدار الـ24 ساعة، وهناك منفذي الخضراء الوديعة الذين يتم فتحهما في الفترة الصباحية فقط.

وأيضًا تم التنسيق مع السلطات العمانية لفتح منفذين حدوديين مع اليمن هما: منفذ "المزيونة" وهو منفذ صحراوي وسط البلاد يطق عليه منفذ "شحن" ويبعد عن صلالة حيث المطار الدولي 250 كم، وكذلك هناك منفذ "صرفيت" الجبلي على الساحل ويبعد عن صلالة حوالة 200 كم.

ماذا عن المخاطر التي تواجه المصريين للعبور من المنافذ؟

على المصريين عدم المخاطرة بالعبور من خلال منفذي "الخضراء"، و"الوديعة" الذين يتم فتحهما في الفترة الصباحية فقط وذلك لطبيعة الأراضي الجبلية التي تحيط بالمنفذين والمخاطر الأمنية.

هل يمكن عودة المصريين بحرًا؟

يمكن للراغبين في العودة من خلال البحر استخدام ميناء عدن البحري للتوجه إلى جيبوتي، وعند دخولهم إلى جيبوتي سيتم استقبال الوافدين من خلال وفد قنصلي لإنهاء إجراءتهم وتسهيل سفرهم.

هل هناك إحصاء لعدد المصريين في اليمن؟

ليس هناك إحصائية دقيقة لأن الجالية هناك لها وضع مختلف فهناك من تزوجوا من يمنيات.. أما بالنسبة لمن وصلوا إلى القاهرة فليس لدي إحصاء دقيق بعددهم ولكننا تلقينا اتصالات شكر من العائدين على مجهودنا.

عدد الضحايا المصريين في اليمن؟

واحد مصري فقط توفاه الله وكان في مسجد بدر وتم دفنه هناك، لكن ليس هناك أي ضحايا.. وأناشد المواطنين الابتعاد عن أماكن الصراعات واتخاذ أعلى درجات الحذر والحيطة.. ومراعاة الطبيعة الجبلية وخطورة الموقف ووعورة تضاريس اليمن.

ماذا عن الوضع في اليمن الآن؟

الوضع بالنسبة للعمليات العسكرية لا أستطيع التعليق عليه لأن العمليات العسكرية تحتاج إلى معلومات.. أما عن الوضع السياسي سيكون نتيجة للوضع العسكري فحقائق الوضع العسكري على الأرض هي التي ستحدد وضع القوى السياسية الجديدة في اليمن.

مما تعليقك على "عاصفة الحزم"؟

لا تعليق طالما أن العمليات العسكرية مستمرة.. ولكن هدفنا الرئيسي هو حل مشكلة عودة المصريين.

ماذا عن لقاءك بالرئيس اليمني؟

قابلت الرئيس اليمني في عدن، وسلمته رسالة الرئيس عبدالفتاح السيسي، وكان سعيدًا بها وبعث بالتحية والتقدير للرئيس السيسي، وثمن دور مصر والسيسي في تحقيق العملية السياسية في مصر والانتقال السياسي بسلاسة والنهضة التي تسير إليها مصر.. ونجاح المؤتمر الاقتصادي.. ونجاح مؤتمر القمة العربية بين سلسلة مؤتمرات القمة العربية التي عقدت في مصر. وكان هناء لقاء ثانيا بعد يومين، وبعدها جاء إلى مصر للمشاركة في القمة العربية في شرم الشيخ

ما الوضع في مضيق باب المندب؟

الوضع البحري والميداني تُسأل فيه القوات البحرية المصرية.. لأنه مع بداية العمليات العسكرية تغير الوضع.. الملاحة البحرية تسير بآمان ولم يتم رصد أي مشكلات.. ولم يكن هناك أي خطورة خلال زياراتي لمضيق باب المندب التي كانت قبل بدء العمليات العسكرية.

ما أهمية مضيق باب المندب؟

أمن اليمن يهم أمن مصر ومرتبط بأمن الخليج والبحر الأحمر.. ومضيق باب المندب خط أحمر، لأنه مرتبط بالتدفق إلى قناة السويس، بجانب أنه يتحكم في 38 في المئة من حجم التجارة العالمية.

كيفيىة خروجك من اليمن ومدى خطورتها؟

ظروف خروجي من اليمن كانت صعبة وخطوط الطيران توقفت.. وكان من المفروض أن يتم نقلي بحرا مع سفراء الإمارات وقطر والسعودية.. من خلال سفينة حربية ولكني غيرت الخطة وقدمت الشكر لهم على جهودهم.. وانتقلت إلى الخيار الثاني "الطيران"، وفضلت أكون مع القنصلية المصرية في عدن.. ووجدنا شركة طيران بالرغم من القصف المستمر.

نجحت في الخروج من صنعاء بكافة أفراد الطاقم الطاقم المصري إلى مصر ثم عدت بعد تكليفي بمهمة إلى عدن وتدهور الوضع.. وتم قصف المطار والقصر الرئاسي أثناء ذهابي لإتمام مهمتي وتوصيل رسالة إلى الرئيس اليمني وتأكيد الموافقة على حضور القمة العربية.. ورغم صعوبة الظروف الأمنية تم تنفيذ المهمة.

متى شعرت بتدهور الموقف؟

قبل 24 مارس عند ذهابي للقاء الرئيس اليمني، استشعرت بخطورة الموقف وتدهوره من تطورات الوضع على الأرض، حيث الحشود العسكرية الموجودة على الأرض من لجان شعبية وإعلان جماعة أنصار الله (الحوثيين) التعبئة العامة، وبعد ذلك تم القصف.. وتحركت حشود من صنعاء إلى تعز ومنها إلى المناطق الجنوبية، حتى وصلت المعارك حاليًا إلى عدن.

وتسود الآن حالة من الكر والفر بين القوات المساندة للرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، والموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وذلك في عدن نظرا لأنها مدينة استراتيجية وعاصمة اقتصادية وتجارية.