إعلان

دكتور أوسم وصفي المعالج "الوحيد": غياب دور أحد الوالدين سبب رئيسي للمثلية

01:34 م الأحد 04 أكتوبر 2015

دكتور أوسم وصفي

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - علياء ابوشهبة:

دكتور أوسم وصفي، طبيب نفسي، ومحاضر ببرامج المشورة والإرشاد النفسي في مصر وسوريا ولبنان والأردن والمتخصص في علاج المثلية الجنسية على مستوى العالم، وعندما أعلن عام 1998عن استقباله حالات المثليين جنسيا وعلاجها، وهو ما أثار ضده عاصفة من الانتقادات والاتهامات الشخصية له بالمثلية الجنسية، بل وأيضا اتهم بالترويج لها، وهو الأشهر في هذا المجال، وقال في حديثه ل "مصراوي" :" بالطبع. واجهت الانتقاد من المواقف المتطرفة، أما غالبية المجتمع فيشجع ويساند. واجهت انتقاد من المتدينين الأصوليين الذين خلطوا بين دعوتي لاحترام المثليين وحقوقهم وعدم جواز ملاحقتهم أمنياً وقضائياً وبين "نشر الشذوذ" وواجهت انتقاد من دعاة المثلية الذين يعتبرون أن المثلية متغير طبيعي وليس اضطراباً ،حيث خلطوا هم أيضاً بين العلاج وبين اضطهاد وكراهية المثليين".

جاء توجهه لعلاج المثليين من خلال حضوره حلقات دراسية ومؤتمرات في أوربا وأمريكا وكندا مع معالجين من المدرسة التي لاتزال تعتبر المثلية اضطراباً تطورياً مثل جوزيف نيكولوسي وريتشارد كوهن.

فيما يتعلق بأعداد المثليين جنسيا في مصر قال دكتور أوسم وصفي إنه لا توجد إحصائيات معبرة في مصر، وخاصة في مثل هذه الأمور لكن نسبة المثليين تتراوح في كل الثقافات والشعوب من 4- 6 % من تعداد السكان.

المُسمى

"الجنس الثالث" أو "الجنس الناعم " أو "الشذوذ الجنسي"، هذه المسميات الثلاثة التي أوضح دكتور أوسم وصفي أنها كلها مُسمَّيات لظاهرة نفسية واحدة هي عدم اكتمال الهُوية الجنسية النفسية، والفروق بينها هي فقط فروق في الدَرجة، أي درجة العجز في الهوية الجنسية.

مضيفا أن الشذوذ الجنسي أو "المثلية الجنسية" مثلا أي انجذاب الذكور للذكور والإناث للإناث هو عَرَض لحدوث ما نسميه ب "عجز في الهوية الجنسية الذكرية".

متى تظهر الميول الجنسية المثلية؟، يقول دكتور أوسم وصفي أن المثلية تظهر في سن المراهقة والشباب؛ وبالفعل الشباب أكثر جرأة للتعبير، خاصة في ظل ثقافة التواصل والمعلوماتية.

المشكلة بين الإناث

وعن نسبة الفتيات الاتي تعانين من المثلية الجنسية من واقع الحالات التي قابلت دكتور أوسم وصفي وفقا لتقديره، قال وصفي إنها الأمر أقل ظهورا بكثير في الإناث عن الرجال، مضيفا أن النسبة عادة ما تكون 6: 1 ليس فقط أسرهن لكن المجتمع يضغط على الجميع للزواج، وبخاصة الفتيات بالطبع. إلا أن تأثير ذلك متفاوت بحسب الحالة. لكن عموماً الزواج غير مفيد للمثليين وعادة ما لا ينجح الزواج إلا بعد نجاحه في التعافي من الميول المثلية.

الأسباب

لكن ما هي الأسباب المؤدية إلى حدوث هذا الشرخ النفسي؟ هذه الأسباب يوضحا دكتور أوسم وصفي ل"مصراوي" قائلا إن عجز الهوية الجنسية الذكرية لا يلاحظه الطفل أو أهله إلاإذا كانوا على درجة عالية من حدة الملاحظة، وهذا الشرخ يظهر في صورة ميل الطفل الذكر للعب مع البنات ونفوره من الأولاد، لأنه لا يشعر بالراحة والأمان إلا معهم؛ وهذا ناتج عن عدم التحامه بالوالد سواء كان الأب في حالة الذكر أوالأم في حالة الأنثى؛ وهذا الالتحام هو العنصر الأساسي الفاعل في تكوين الهوية النفسية الذكورية للولد والأنثوية للبنت.

أسباب عدم الالتحام أو الاندماج للطفل مع نفس الجنس تنشأ بوصفها رد فعل لثلاثة عوامل، الأول، ينشأ في الطفل نفسه، وذلك عندما يكون الطفل رقيقا حساسا والأب لا يراعي هذه الحساسية المفرطة ويعامله مثلما يعامل غيره من الأولاد، في حين أن الولد يحتاج إلى معاملة خاصة.

العامل الثاني، كما أوضح دكتور أوسم وصفي، أن تكون حساسية الطفل في المُعدل المعتاد، لكن الأب هو شديد العُنف والقسوة مع الطفل ومع أمه؛ وهو ما يؤدي إلى حدوث رفض للتواصل بين الطفل وأبيه تمنع الالتحام أو الاندماج الذي بدوره يؤسس الهوية الذكرية للولد.

العامل الثالث أن تكون الأم شديدة القوة والحماية والنفور من الأب ومن الذكور والذكورة فتمنع التحام واندماج الولد بأبيه والتواصل معه ويساعد على ذلك أيضا غياب الأب أو ضعفه أو قسوته.

وأضاف قائلا: "عادة ما تكون العوامل الثلاثة فاعلة بدرجات متفاوتة، فلا يكفي عامل واحد لإحداث الاضطراب".

التحرش سبب ثانوي

تضاف إلى هذه العوامل السابق ذكرها عوامل أخرى ثانوية مثل حدوث تحرش جنسي أو لعب جنسي مثلي مع أطفال من نفس النوع، أو أن يكون هناك عوامل جسدية تشعر الطفل بأنه مختلف عن باقي الذكور، وذلك عندما يكون بدينا أكثر من اللازم أو نحيفا أكثر من اللازم، أو طويلا أو قصيرا أو به تشوه جسدي كل هذا يؤدي إلى درجة من درجات الإحساس بالاختلاف عن الذكور منهم وعدم الارتياح للوجود معهم أو عدم الثقة بهم، واعتبار نفسه واحدا منهم؛ فيكون النتيجة أن يتواجد الطفل مع أمه أو غيرها من الإناث ويلعب مع البنات أو ينعزل تماما عن المجتمع، وذلك أيضا بسبب الحساسية المفرطة.

عادة ما تظهر الأعمال الفنية الشخص صاحب الميول المثلية على أنه شخص متحرش، لكن دكتور أوسم وصفي أوضح ل"مصراوي" إنها من أكثر الأفكار الخاطئة والمغلوطة التي تغذي خوف وكراهية المجتمع للمثليين. مضيفا أن المثلي مثل الغيري، يمكن أن يكون متحرشاً ويمكن ألا يكون، على العكس نسبة المتحرشين في الغيريين أكثر بكثير من المثليين، لأن المثلي بطبيعته (على عكس ما يتصور الغالبية) شخص حساس وأخلاقي.

خطورة انفصال الوالدين

أوضح دكتور أوسم وصفي، الخبير النفسي، أن الانفصال عن الأب وعن الذكور بالتحديد في هذه المرحلة التي تمتد من الفطام إلى البلوغ، يمنع تكون واكتمال الهوية الجنسية النفسية التي تحدث على مدار هذه السنوات، من خلال التوحد والتقمص والوجود مع الذكور والنفور من البنات في حالة الولد كمثال لذلك؛ فعندما تأتي مرحلة البلوغ وتطور الجنس لدى الفتى، يجد نفسه لا ينجذب للإناث لأنه توحد بهم، وينجذب للذكور الذين لم يتوحد بهم وذلك لأن الجنس هو الانجذاب للمختلف ليس بيولوجيا بل نفسيا؛ في هذه الحالة يشعر أنه ذكر لكن ينجذب للذكور ولذلك نسميها "المثلية الجنسية" وهي ناتجة عن حدوث عجز في الهوية الجنسية الذكورية.

هل ظهرت المثلية فجأة؟

فيما يتعلق بزيادة المعرفة بوجود المثلية الجنسية وانتشارها أوضح دكتور أوسم وصفي، أن الأسباب تختلف في الغرب عن الدول العربية، لأن المجتمعات الغربية تحظى بالقبول المجتمعي للمثلية الجنسية ما يؤدي إلى تذبذب الهوية الجنسية لدى المراهقين.

يكمل قائلا:" أما في الدول العربية بوجه عام هناك زيادة في مساحة الحرية بعد ثورة المعلومات ما دفع العديد من الفئات أن تجد مساحة للتعبير عما بداخلها، كما أن هذه الحالات يزيد ظهورها في المجتمعات التي تمارس فصلا شديدا بين الجنسين".

كما أن غياب الأب، سواء مكانياً أو نفسياً، وذلك بسبب السفر للعمل في الخارج لتحسين مستوى المعيشة أو الانشغال الشديد في العمل داخل نفس البلد، إضافة إلى وجود مفاهيم مجتمعية خاطئة مثل أن التربية هي مسؤولية الأم، وحدها أما الأب فهو مسؤول مادياً فقط، كلها أمور تساعد على تهميش دور الأب من الناحية التربوية في الأسرة.

العلاج

لأن الحالة المَرضية أو الاضطراب التطوري أمرا واحدا، فالعلاج أيضاً واحد؛ وهو كما قال دكتور أوسم وصفي ل"مصراوي" يتكون من العمل على ثلاثة مجالات متداخلة ومترابطة ومستمرة، وهذا ما يسميه وصفي، "نظرية التروس الثلاثة" وفكرة التروس هي أن كل ترس يتحرك يساعد على حركة الترسين الآخرين، وكل ترس يتوقف يُبطئ وربما يوقف حركة الترسين الآخرين، وهذه الترو س الثلاثة هي أولاً: "ترس التوقف التام عن الممارسات والعلاقات مع نفس الجنس"، وأوضح أنها عادة ما تكون جنسية -رومانسية/اعتمادية في حالة المثلية، ورومانسية/ اعتمادية -جنسية في حالة اضطراب الهوية الجنسية، وذلك كلما زادت الذكورة زاد التورط الجنسي.

يكمل دكتور أوسم وصفي قائلا: "كلما قلت العلاقات بكل أشكالها كلما قل التورط العاطفي الرومانسي؛ ونقصد بالتوقف هنا التوقف عن هذه العلاقات بالفعل أو بالخيال "العادة السرية" وأحلام اليقظة.

وأوضح دكتور أوسم وصفي أن تحقيق هذه الخطوة ليس سهلا؛ لأن الكثيرون يحاولون الخلاص من هذه العلاقات، لكنهم لا يحققون نجاحاً كبيراً، وذلك لاحتياجنا للتواصل، وهو ما يوصلنا إلى الترس الثاني في العلاج وهو "تر س النضوج الوجداني" أي علاقة أفضل مع النفس، وذلك لأن اضطراب الهوية الجنسية يؤثر على الهوية الشخصية والعلاقة بالنفس بشكل عام هذا النضوج الوجداني يحتاجه جميع البشر، ويحتاجه من لديهم اضطراب في الهوية الجنسية بشكل خاص هذا النضوج الوجداني يشتمل على مزيد من القدرة على التعبير عن المشاعر وقيادته، وفحص الأفكار وتصحيحها أولا بأول.

يضاف إلى ما سبق ذكره تحسين العلاقة بالجسد وصورة الذات، واستكشاف الإساءات النفسية القديمة، والتعامل معها بطرق صحية، وإدراك مفهوم الاحتياجات الوجدانية وتعلم طرق التعبير عنها، وتسديدها بطريقة غير جنسية؛ وذلك لأن الالتحام الجنسي في هذه الحالة يكون بديلا عن الالتحام النفسي الذي لم يتم بالأب وبالذكور.

الترس الثالث للعلاج كما أوضح دكتور أوسم وصفي، هو "ترس العلاقات الحميمة" غيرالجنسية وغير الرومانسية، وغير الاعتمادية مع الذكور،هذا الترس هو ببساطة أن يقوم من يعاني من هذا الاضطراب بمشاركة أصدقائه الغيريين من نفس الجنس، وهذا ما يشكل صعوبة كبيرة في مجتمعاتنا القائمة على الخزي؛ لذلك يفشل كثيرون في عمله والاستمرار فيه، لكن من يقومون به ينجحون نجاحاً باهراً في تطويرهويتهم الجنسية؛ لأن الانفتاح والمشاركة والقبول من الغير وتعاملهم معه كواحد منهم بالرغم مما قد عرفوه عن معاناته.

وهذا الترس الثالث للعلاج كما أوضح دكتور أوسم وصفي يكون بمثابة العودة بآلة الزمن للوراء وتحقيق الالتحام النفسي والتوحد الوجداني المفقود بالأب، مما يجعل الذكر يبد أ في رأب صدع الهوية الجنسية الذكورية، والإحساس بأنه مثل غيره من الذكور.

التعافي من المثلية الجنسية

هل يوجد حالات تعافت؟ هذا هو السؤال الذي أجاب عليه دكتور أوسم وصفي بالإيجاب موضحا أن هناك نماذج عديدة للعلاج والتعافي، ولكن دائماً من يكملون المسيرة وهم أقل ممن يأتون طالبي العلاج. لأن العلاج هو مسيرة من النمو والتطوّر ويتطلب عَملاً نفسيا و سلوكيا شاقاً، وبالتالي درجة عالية من الدافعية والاستمرار.

مضيفا:" من يرغبون في التعافي من المثلية واضطراب الهوية، في مجتمعاتنا العربية تحديدا كثيرون، لكن من يكملون المسيرة ليحصلوا على التغيير هم دائماً أقلية. لكنها أقلية حقيقية وموجودة".

1656054_281435451981310_972606007_n

يوم الهيموفوبيا

في مطلع عام 2013 ظهرت دعوة على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك لتدشين يوم 11 مايو لمكافحة رهاب المثلية الجنسية، وذلك من خلال صفحة تم مسحها تماما من الموقع.

كلمة هوموفوبيا تعني التمييز السلبي والكراهية العنصرية ضد مجتمع المثليين جنسيا بشكل غير مبرر، ما يؤدي أحيانا إلى ممارسة أعمال عنف والتعبير عن العداء، أو الخوف الغير مبرر من المثليين والمثليات، وتعرف أيضا الهوموفوبيا بـ "رهاب المثلية"، "زواج المثليين في مصر".

إلا أن هذه الفعالية لم تتم وتم اطلاقها عبر أسماء وهمية، ومن ضمن العبارات التي جاءت في الدعوة للاحتفال بهذا اليوم.

"لا نطالب أحدا ولا حتى أنفسنا بالخروج في مسيرات فخر ولا نطلب من أحد أن يخرج من غرفته ليخبر كل الكوكب أنه مثلي منتظر أن يستقبله العالم بالأحضان على طريقة الأفلام الهوليوودية و كل ما نتمناه أن نعمل سوياً على تحويل أطنان الخوف بداخلنا إلى قوة دفع للأمام لنواصل المعركة"

حذف صفحة يوم مناهضة الهيموفوبيا من مواقع التواصل الاجتماعي لم يمنع من وجود الكثير من الصفحات التي تضم المثليين، وتناقش قضاياهم، وتعرض الأخبار الخاصة بحقوقهم، وأبرزها "شبكة المثليين بالعربي" و"عالم المثليين العرب"، و"إتحاد المثليين والمثليات العرب".

وأغلب المناقشات فيها تتمثل في رفض المعالجة الإعلامية سواء الصحفية أو التلفزيونية للموضوعات المتعلقة بالمثلية الجنسية، وتعكس أيضا الإحساس بالانفصال عن المجتمع نتيجة عدم تقبلهم لهم.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج