إعلان

ضرب وإهانة واغتصاب.. ماذا يحدث للمعلمين هذا العام! (تقرير)

11:26 م الثلاثاء 13 أكتوبر 2015

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت- ياسمين محمد:

إن المعلم والطبيب كلاهما.. لا ينصحان إذا هما لم يكرما، فأصبر لدائك إن أهنت طبيبه.. وأصبر لجهلك إن جفوت معلمًا، هكذا يقول الإمام الشافعي.

إن كانت تلك الأبيات هي التي يجب أن يتربى عليها الطلاب داخل المدارس وأولياء الأمور خارجها وكذلك الدولة، إلا أن الوضع الحالي لا يبشر بمعرفتهم إياها، فبعد مرور أسبوعين فقط، منذ بداية العام الدراسي الجديد، وقع عدد كبير من حالات الاعتداء على المعلمين، ما بين (ضرب، إهانة، أخيرًا اغتصاب ... ولا يزال القوس مفتوحًا.

حالات تعدي

مع ثاني أيام الدراسة، تعرضت المعلمة منى عبد الجواد، بمدرسة اليسر التابعة لإدارة جنوب الجيزة التعليمية، للضرب المبرح من قبل أسرة إحدى الطالبات بالمدرسة، هذا بالإضافة إلى تمزيق ملابسها وخلع حجابها، بعد أن طالبتهم المعلمة بمغادرة المدرسة أثناء اليوم الدراسي.

وفي نفس الأسبوع، تعرضت مديرة مدرسة رفاعة الطهطاوي بإدارة شمال الجيزة التعليمية، للاعتداء أيضًا من قبل أولياء الأمور، حيث أصرت إحدة أولياء الامور على الدخول إلي الفصل مع ابنتها التى تدرس بالصف الأول الإبتدائي بالمدرسة، وحاولت المديرة أن تقول لها: "ممنوع دخول أولياء الأمور للفصول"، وهو الأمر الذى أغضب ولية الأمر وجعلها تضرب مديرة المدرسة وتسحبها من حجابها.

وفي الإسكندرية، تعرضت المعلمة نعمة سعد، بمدرسة العلم والإيمان بالقطاع الرابع التابع لإدارة شرق الإسكندرية التعليمية، للاعتداء من إحدى أولياء الأمور التي أرادت الدخول إلى فصل نجلها عنوة، وحين رفضت المعلمة مشرفة الدور دخولها لانتظام العملية التعليمية، تعدت عليها بألفاظ نابية وهددتها، ثم قامت بصفعها على وجهها، وركلتها بقدمها أسفل منها مما سبب لها كدمات تحتية.

وفي القاهرة، تعرضت شيرين عبدالله بكر مدير عام إدارة عين شمس التعليمية للإهانة من قبل عيد محمد صالح رئيس مجلس أمناء الإدارة، أثناء اجتماع المجلس، حيث تعمد الأخير توجيه الإهانة إلى مديرة الإدارة أمام جميع أعضاء المجلس وأولياء الأمور وبعض العاملين.

وكانت آخر حالات التعدي، التي حدثت أمس الإثنين، تعرض إحدى المعلمات بإدارة العامرية التعليمية بمحافظة الإسكندرية، للاغتصاب، وذلك أثناء خروجها من مدرستها عقب انتهاء اليوم الدراسي متجهة إلى منزلها، مستقلة إحدى وسائل المواصلات، وكان يتتبعها مجموعة من البلطجية منذ خروجها من المدرسة قاموا باختتطافها والاعتداء عليها.

ماذا فعلت الوزارة

أكد الدكتور الهلالي الشربيني وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أن كرامة المعلم "خط أحمر"، مشيرًا إلى رفضه المساس بهيبة وكرامة المعلم، لافتًا إلى أنه أهم عنصر في العملية التربوية والتعليمة، وأن المساس به يعد مساسًا بالمنظومة بأكملها.

وأمر الوزير بفتح تحقيقات في كافة حالات الاعتداء على المدارس والمعلمين، وتم القبض على بعض المعتدين وتحويلهم إلى النيابة لتباشر التحقيق.

النقابة تطالب بحماية الداخلية

رأت نقابة المهن التعليمية، إن ما يحدث للمعلمين فاق الحدود، ولم تعد الاجراءات العادية تصلح لمواجهة ما يتعرضون إليه، لذا أرسلت النقابة خطابًا إلى كل من: رئيس الوزراء، وزير الداخلية، النائب العام، ووزير التربية والتعليم، باتخاذ الاجراءات التي من شأنها الحفاظ على المعلم وصيانة كرامته أثناء آداءه لمهام عمله.

وناشدت وزير التربية والتعليم باتخاذ إجراءات فعلية وسريعة تحد من مسلسل الاعتداءات المتكررة على لمعلمين، مطالبة إياه بمخاطبة وزارة الداخلية لوضع خطط أمنية لحماية المعلمين داخل مدارسهم.

الانضباط المدرسي

تنص المادة التاسعة عشر من لائحة الانضباط المدرسي، التي اعتمدها الدكتور محب الرافعي وزير التربية والتعليم السابق، وأقر الاستمرار في العمل بها، الوزير الحالي، على أنه في حالة ارتكاب الطالب مخالفة من الدرجة الثالثة تتمثل في ارتكاب سلوك غير مألوف مثل "التمرد أو المشاجرة والدفع أو سلوك العصابات"، تتم معالجة سلوكه بثلاث معالجات.

وتتمثل المعاجلة الأولى في "إنذار بكاتبة تعهد موقع من ولي الأمر وفصل الطالب 3 أيام، والمعالجة الثانية تتمثل في "عرض الاخصائي الاجتماعي، استدعاء ولي الأمر، التوقيف 10 أيام"، أما المعالجة الثالثة تتمثل في "النظر في فصل الطالب عدد من الأيام أو الفصل الدراسي حسب قرار الإدارة، واتخاذ الاجراءات القانونية وفقاً للقانون.

أما في حالة التعدي على المعلم من قبل شخص آخر من خارج المنظومة التعليمية داخل مقر عمل المعلم، فيعاقب وفقًا للمادة 133 من قانون العقوبات التي تنص على "من أهان بالإشارة أو القول أو التهديد، موظفا عموميا أو أحد رجال الضبط، أو أي إنسان مكلف بخدمة عمومية أثناء تأدية وظيفته أو بسبب تأديتها، يعاقب بالحبس مدة لا تزيد عن ستة أشهر أو بغرامة لا تتجاوز مائتي جنيه".

معلمون خائفون

عقب حالات الاعتداء المتكررة على المعلمين، ظهرت مشكلة أخرى، وهى أزمة المعلمين المغتربين، الذين تم تسكينهم خارج محافظاتهم في إطار مسابقة الـ30 ألف وظيفة، ويبلغ عددهم نحو 11 ألف معلم.

ولفتت بعض المعلمات المغتربات، إلى خوفهن من نفس مصير المعلمة التي تم اغتصابها، حيث تم تسكين بعضهن في مدارس نائية، في محافظة بعيدة عن محل سكنهم.

ويبحث المعلمون المغتربون، تنظيم وقفة احتجاجية أمام وزارة التربية والتعليم، الخميس المقبل، للتنديد بتعيينهم خارج محافظاتهم، بالإضافة إلى رفع دعوى قضائية للعودة إلى محافظاتهم.

وعلى جانب آخر، أكدت المعلمة أسماء إبراهيم المدارسة بإحدى المدارس الخاصة بالقليوبية، أنه بعد حدوث العديد من حالات الاعتداء على المعلمين من قبل أولياء الأمور، أصبح المعلمون يكتفون بالشرح داخل الفصل والتنبيه كتابةً داخل "كراسة الطالب" على الأخطاء التي يرتكبها، مشيرة إلى أن بعض أولياء الأمور يرفضون تعنيف أبنائهم حتى في حالات ارتكابهم خطأ أخلاقي أو أكاديمية.

وأضافت المعلمة، أنه مثلا في حالة صدور سلوك غير أخلاقي من أحد الطلاب تقول له "انزل إلى المدير"، الذي يقوم بدوره بالتنبيه عليه بعد تكرار الفعل فقط، وفي حالة عدم كتابة الطالب للواجب المدرسي تقوم بكتابة "أرجوا الالتزام بكتابة الواجب المنزلي" داخل "كراسة المادة"، دون أن توجه للطالب أي لوم.

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج