إعلان

مصراوي يحاور "الفرقة السيمفونية السورية": "الموسيقي مستمرة رغم الحرب"

02:14 م الخميس 10 أبريل 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

 

حوار – يسرا سلامة:

على مدار أكثر من ثلاث أعوام، ارتبط اسم سوريا بالحروب والدم والغازات السامة، لكن وسط المعاناة استمر الأمل في نفوس أبنائها، حتي هؤلاء الذين يبرعون في العزف على آلات الموسيقي، من أبناء الفرقة السيمفونية الوطنية السورية، من وطأة الألم لا تزال معزوفاتهم تخرج للنور.

مقطوعات عديدة كانت نهج الفرقة حتى بدأت المأساة، لتحاكي الفرقة مأساة الوطن، في معزوفات تحكي أزمة عروس الشام حينًا، وآخرى تبث الأمل في نفوس أبنائها، في السطور القادمة "مصراوي" يحاور الموسيقار السوري "ميساك باغبودريان قائد الفرقة الوطنية السورية.

- متي بدأت أنشطة الفرقة بالتحديد وما هي أنشطتها في الفترة الحالية؟
كان أول ظهور للفرقة السيمفونية الوطنية السورية في عام 1993 وجاءت بعد تأسيس المعهد العالي للموسيقى بدمشق عام 1990؛ حيث تم إعانة الفرقة بعازفين على كافة الآلات السيمفونية. في البداية تم الاستعانة بطلبة المعهد العالي للموسيقى وبالخبراء الأجانب الذين تم استقدامهم للتدريس في المعهد العالي ومع السنوات تم الاستغناء عن الطلبة لتعتمد الفرقة حاليا في تشكيلتها على الخريجين.

وحملت الفرقة على عاتقها نشر الثقافة الموسيقية العالمية في سوريا، وذلك من خلال حفلاتها في مدينة دمشق، أو من خلال جولاتها في المدن السورية إضافة إلى مشاركتها في جولات خارجية ودولية ومشاركتها في مهرجانات عالمية.

في الفترة الحالية كان من الطبيعي أن تتأثر الفرقة بالأزمة التي تمر بها سورية. فالفرقة جزء من هذا المجتمع ونشاطها الفني موجه للمجتمع وبالتالي تابعنا نشاطنا الموسيقي إلا أن برامج الفرقة تغيرت كثيرا حيث بدأنا التركيز على المقطوعات الموسيقية التي تحاكي المآسي التي يعيشها بلدنا وتعبر عن الام المجتمع، وتعطي جرعة من الأمل للمستقبل إضافة إلى قيام الفرقة بأمسيات موسيقية تحت عنوان "من أجل شتاء دافئ.. نعزف" حيث طلب من الجمهور إحضار ملابس شتوية أو أغطية ليتم توزيعها من قبل أعضاء الفرقة على مراكز الايواء التي احتضنت العائلات التي اضطرت إلى ترك بيوتها هربا من المعارك.

- كم عدد أعضاء الفرقة السيمفونية الوطنية السورية؟
تضم الفرقة عازفين على كافة الآلات الأوركسترالية وتقدم برامجها بمعدل يتراوح بين 60 – 65 عازف. وسبق أن قدمت برامج موسيقية بتشكيلات حجرة وبرامج أخرى وصلت إلى 100 عازف.

- كيف أثرت الأزمة في سوريا علي ما تقدموه من مقطوعات؟
تقدم الفرقة الأعمال العديد من أعمال الموسيقيين السوريين وخاصة الشباب منهم إلا أنه لم يتم عرض على الفرقة أي عمل يعبر عن الأزمة، وبالطبع كان تأثير الأزمة كبيرا على أعضاء الفرقة، فهم بالنهاية جزء من هذا المجتمع الذي يعاني وبالتالي تأثرت طبيعة برامج الفرقة بالأزمة وجاءت لتعبر عن ما يختلج في صدور الناس من حزن وألم، وقد حاولنا في معظم برامجنا ربط الألم بالأمل لنعطي الجمهور جرعة من الأمل بالمستقبل ولنساهم بالمحافظة على الجانب الإنساني الذي بدأ المجتمع يفقده نتيجة الظروف المحيطة.

- متي كان آخر نشاط للفرقة في سوريا؟
آخر أمسية قدمتها الفرقة كان يوم 1 أبريل 2014 بمشاركة كورال الحجرة التابع للمعهد العالي للموسيقى، وتضمن البرنامج أعمال لفيفالدي، برامز وروسيني إضافة إلى عمل "تنويعات على لحن لمحمد عبد الكريم" والمشهور بأمير البزق من توزيع إياد عثمان. ونحن بصدد تحضير أمسيات جديدة في اخر شهر أبريل وشهر مايو.

- ما هي ذكرياتكم عن الحرب هناك؟ وكيف عبرتم عن الأزمة بلغة الموسيقي؟
نحن ما زلنا نعيش الحرب بكل تفاصيله، فالقذائف التي نتعرض إليها يوميا وأصوات الاشتباكات التي تسمع بين الحين والاخر هي واقع يومي للموسيقيين. وحدث أن تعرضت المنطقة المحيطة بدار الأوبرا إلى قذائف صاروخية أثناء تدريباتنا وجوابنا كان الاستمرار بالعمل. نحن نؤمن بالموسيقى كحاجة ضرورية للمجتمع وانطلاقا من أيماننا هذا، نحن نستمر بعملنا الموسيقي الثقافي ونقدم للجمهور مقطوعات تحمل معان عدة، مثل مقطوعات تساعد على إعادة الجانب الإنساني للمجتمع وتجعل من الأمسيات الموسيقية فرصة مشاركة أحاسيس إنسانية لجمهور يمكن أن يكون مختلف بتوجهاته الفكرية.

- ما هي البلدان التي ترحب بكم لتقديم فنونكم؟
زارت الفرقة خلال سنوات عملها العديد من الدول العربية والأجنبية مثل: لبنان، الأردن، العراق، الكويت، الإمارات العربية المتحدة، سلطنة عمان، الجزائر، تركيا، إيطاليا، ألمانيا، إسبانيا والولايات المتحدة الأمريكية، ونحن نلبي كافة الدعوات التي تصل إلينا وكانت آخر مشاركة أوروبية لنا بشهر أبريل 2011؛ إذ شاركنا بمهرجان مجينة أورقيتو بدعوة من أوبرا روما (إيطاليا) ونحن نعتبر من الضيوف الدائمين لمهرجان الموسيقى السيمفونية التي تقام بالجزائر إذ شاركنا في أربع سنوات من أصل خمس سنوات في عمر المهرجان.

- هل تعرض أحد من أعضاء الفرقة للموت أو الإصابة؟ أو أحد الأهالي للنزوح؟
خسرنا خلال الأزمة عدد من أعضاء الفرقة ولأسباب عديدة؛ فجزء منهم كان يؤدي الخدمة الالزامية (التجنيد) وتعرض للإصابة، وجزء من الأعضاء نزح من بيته ليستقر في مناطق آمنة وما زال يعمل في الفرقة وجزء منهم اضطر للعودة إلى مدنهم ليكونوا أقرب إلى عائلاتهم، وجزء آخر سافر إلى خارج سوريا وبالتالي تقلص عدد الموسيقيين في الفرقة، ونحن نعمل على إيجاد البدلاء من طلبة المعهد أو خريجيه الجدد.

- هل هناك أطفال في الفرقة؟
لا يوجد أطفال في الفرقة، إذ أن الفرقة مؤلفة من خريجي المعهد إلا ان قسم كبير من أعضاء الفرقة لديهم أطفال ونحن نعيش معهم أزمتهم.

هل هناك أي دعم من الفرقة للأطفال؟
عملت الفرقة على مبادرة تحمل اسم "اكتشف الموسيقى" بالشراكة مع "الأمانة السورية للتنمية" وهي الجهة المسؤولة عن مراكز الايواء، وتعتمد هذه المبادرة على استضافة أطفال من هذه المراكز ليحضروا تدريبات الفرقة ومن ثم تعريفهم على الآلات الموسيقية ويمكنهم تجريب بعض الآلات. وقد كان تأثير الأزمة واضحا في كل مرة كنا نعرفهم على الطبل الكبير إذ نجد الأطفال يصمون آذانهم ويقولون: قذيفة، قصف، انفجار.

- هل قدمتم حفلات لكم في مصر خلال الثلاث سنوات الفائتة؟
للأسف لم نقدم أي حفل في مصر منذ أكثر من عشر سنوات، لقد جرت العادة في الماضي ان يتم تبادل قادة أوركسترا حيث استضفنا عدة مرات قائد الأوركسترا المصري المايسترو أحمد الصعيدي ونحن نأمل أن نستطيع بناء جسور تعاون وتبادل مع مصر وخاصة أن سوريا ومصر هم أول دولتين عربيتين تمتلكان دار أوبرا.

- كيف تنظرون لدور الفرقة في الفترة الحالية بعد ثلاث سنوات على الأزمة في سوريا؟
الفرقة السيمفونية الوطنية السورية تحمل حاليا أعباء كثيرة، أعباء فنية وأعباء اجتماعية وإنسانية، فنشاط الفرقة الثقافي والاجتماعي هي ضرورة في زمن يبدأ صوت الحقد والتفرقة والتطرف بالعلو، وبالتالي لا بد من مجابهة هذه التيارات بنشاطات تحافظ على انسانية المجتمع وتواجه التطرف بمشاعر انسانية جماعية. فالفرقة السيمفونية هي صورة مصغرة للمجتمع، وهي تحوي آلات موسيقية مختلفة في صناعها وطبيعة صوتها إلا أنها تقدم موسيقى منسجمة للجمهور مثل أية لوحة موزاييك مؤلفة من أحجار ذات ألوان مختلفة ولكنها وبنظام معين، تعطينا اللوحة الجميلة وبالتالي آمل ان تكون الفرقة مثالا يحتذى به.

- هناك صورة منتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي قبل أنها لعضو بالفرقة يعزف على بيانو بجانب مبنى مدمر؟ هل هي حقيقية؟
لقد رأيت هذه الصورة على مواقع التواصل الاجتماعي وهي ليست لأحد أعضاء الفرقة وأظن أنها لشاب موسيقي من مخيم اليرموك يعزف البيانو. نحن نقدم أمسياتنا في دار الأوبرا أو في أحد مسارح مدينة دمشق.

- ماذا تنتظرون في المستقبل أن يحدث لسوريا؟
سوريا بحاجة إلى سلام وبتوقف الحرب وحلول السلام لا بد من العمل على بناء الإنسان، إنسان بعيد عن الحقد والتطرف. ويجب أن تعود الثقافة والموسيقى لتأخذ دورها الأساسي في بناء الإنسان وخاصة الأطفال. مع الموسيقى نتعلم العمل الجماعي والاستماع إلى الآخر فكما ذكرت سابقا كل الة في الأوركسترا تعزف دورًا مختلفًا ولكن نتيجة للتوازن بين أصوات الآلات والمجال المتاح لكل الة نحصل على موسيقى جميلة متناغمة.

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة.. للاشتراك ...اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج