إعلان

رحلة مصراوي مع ''سبوبة التوك توك'' في يومي الاستفتاء

07:34 م الأربعاء 15 يناير 2014

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت – هبه محسن:

على الرغم من ضخامته إلا أن ملامح وجهه تعطي انطباعا بأنه مازال طفل صغير.. يتجول بين اللجان الانتخابية في أكثر من منطقة بـ''توكتكه'' الصغير لنقل الناخبين من وإلى لجانهم الانتخابية.

''طارق'' سائق التوكتوك الذي يبلغ من العمر 19 عاماً وجد في يومي الاستفتاء ''سبوبة كبيرة أوي'' -على حد قوله-، وأكد أنه منذ الأمس يعمل وجميع سائقي التوكتوك المتواجدين معه في نفس المنطقة بشكل مستمر طوال اليوم في نقل الناخبين.

قام ''مصراوي'' بجولة مع ''طارق'' سائق التوك توك للتعرف على طبيعة عمله خلال فترة الاستفتاء، وقد كان إيجاد توك توك غير محملاً بالزبائن مهمة ليست سهلة على الإطلاق.

يضطر من يريد ركوب التوك توك خلال يومي الاستفتاء أن ينتظر لفترة ليست بالقليلة بالقرب من اللجان الانتخابية أو الإشارة لأحدهم بالعودة إليه عندما يصل من معه إلى لجانهم.

وعلى أنغام أغنية ''تسلم الأيادي'' يستقبل سائق التوك توك زبائنه لإيصالهم إلى اللجان الانتخابية وإعادتهم منها مرة أخرى بالتوك توك الذي يرفرف علم مصر أعلاه.

قال ''طارق'' أنه يعمل خلال يومي الاستفتاء من الساعة الثامنة صباحاً لنقل المواطنين، وهناك ضغط شديد على التوك توك خلال اليومين.

يشار إلى أن التوكتوك يسير في شوارع ضيقة جداً وأغلبها غير ممهد وربما هذا سر نجاحه والإقبال الشديد عليه خلال يومي الاستفتاء في نقل المواطنين للإدلاء بأصواتهم.

وعاد ''طارق'' ليؤكد أن أغلب زبائنه خلال هذه الفترة من السيدات وكبار السن نظراً لأنهم لا يستطيعون السير في هذه الشوارع لمسافات بعيدة عن اماكن سكنهم.

وأكمل: ''الجو في الشارع حلو والناس مبسوطة وكلهم برا البيوت وبيحتفلوا في الشوارع بالاستفتاء''.

''طارق'' شاب في مقتبل العمر منعته ظروف الحياة وإهمال الأهل من استكمال دراسته، ليجد نفسه بعد فترة مضطراً لأن يعمل لكي يخرج مصروف يده على الأقل.

أوضح ''طارق'' على استحياء أنه لم يكمل دراسته الثانوية لأنه لم يكن يحب الدراسة أو الذهاب للمدرسة ولم يستطيع أهله –الذين كانت تشغلهم هموم الحياة الكثيرة- مقاومة رغبته في ترك المدرسة، وقال ''مكانش حد مهتم''.

وأضاف أنه بعدما خرج من المدرسة عمل في بعض المهن، حتى استطاع أخيراً أن يجمع ثمن التوك توك لشرائه والعمل عليه لكي ينفق على نفسه، وكان هذا العمل هو الأنسب له في ظل الظروف الراهنة في البلاد.

ويعمل ''طارق'' على التوك توك يومياً من الصباح حتى المساء ويتواجد مع زملاء بشكل أكبر أمام محطات مترو الأنفاق لنقل الركاب إلى الأماكن التي يريدون الذهاب إليها في المنطقة ولكنهم لا يستطيعون السير للوصول إليها أو بسبب رفض سائقي التاكسي إيصالهم إليها إما لأنها قريبة جداً أو لأنها شوارع جانبية ضيقة، بحسبه.

ولكنه يرى أن هناك كثيرين يقودون التوك توك ومعظمهم أطفال من صغار السن وهذا يؤثر عليهم سلباً، ولذلك أيد القرار الصادر بمنع قيادة التوك توك ممن تقل أعمارهم عن 18 عام.

وأكد أن الأطفال الذين يقودون التو كتوك يتسببون في كثير من المشاكل، فهم يسيرون عكسياً على الطرق الرئيسية ويتسببون في إحداث ازمات مرورية وكثير من الحوادث، ويرى ان هذه الأفعال تسببت في كراهية المواطنين لهم في بعض المناطق وجعلهم ينظرون إليهم نظرة سلبية.

وتساءل ''طارق'' لماذا تسعى الحكومة لسحب التوك توك منا على الرغم من أن جميع اوراقه سليمة؟ فهي لم توفر لنا البديل وفي الوقت نفسه تريد سحبه منا فكيف نعيش نحن؟.

وأفصح سائق التوك توك عن طموحه الصغير في ان يمتلك ''تاكسي لادا'' يستطيع العمل عليه بدلاً من التوك توك الذي تحاربه الحكومة –على حد قوله-.

واختتم ''طارق'' جولته معنا، مؤكداً أنه استلم بطاقة الرقم القومي الخاصة به مؤخراً وسيذهب للتصويت بـ''نعم'' على الدستور اليوم، ''من أجل أن تستقر الأوضاع في البلاد''.

وعن مدى تأثير الأوضاع في البلاد عليه، قال بشكل تلقائي ''انا زي غيري في البلد عايزين نعيش في هدوء، بعيداً عن المظاهرات ووجع القلب دا''.

جدير بالذكر أن نشاط التوكتوك خلال يومي الاستفتاء كان ملحوظاً بشدة، حيث شهد الشارع المصري في مختلف المناطق نشاط واضح للتوكتوك في يومي الاستفتاء، فسائقي التوكتوك وجدوا في يومي الاستفتاء باب رزق كبير لهم في نقل الناخبين من وإلى اللجان الانتخابية.

 

 

دلوقتي تقدر تعرف لجنتك الانتخابية من خلال مصراوي ... اضغطهنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج