إعلان

حوار- حرارة يحكي عن أحداث محمد محمود ويُطالب بمحاكمة المجلس العسكري بأكمله

04:02 م الأحد 17 نوفمبر 2013

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

كتبت - مروة صابر:

قال الناشط السياسي أحمد حرارة، إن ثورة يناير نجحت، في جعل الشعب يٌفكر، وليس معنى ان ''الناس ساكته على الانتهاكات ان ذاكرتهم ذاكرة سمكة''، فالشعب المصري فلاحين، والفلاح يؤمن بثقافة ''خليك ورا الكداب لحد باب الدار''.

وطالب حرارة، في حوار مع مصراوي-رفض خلاله التصوير – بمحاكمة كل أعضاء المجلس العسكري الذي تولى السلطة في أعقاب تخلي الرئيس الأسبق حسني مبارك عن الحكم في 11 فبراير 2011 حتى تولي الرئيس السابق محمد مرسي الحكم في يوليو 2012، على الانتهاكات التي جرت في عهده، ومنها أحداث محمد محمود 19 نوفمبر 2011.

إلى نص الحوار

مصراوي: قبل أيام من الذكرى الثانية لأحداث محمد محمود، ماذا تذكر عنها؟

حرارة: يوم 18 نوفمبر 2011، كنتُ برفقة مجموعة مكونة من 30 شخص قررنا ترك الميدان، وتبقى آخرون، وعند الواحدة ظهر يوم 19 نوفمبر، علمت أن الشرطة بدأت في ضرب المصابين، وصلت الميدان عند الساعة الثانية ظهراً، ودخلت ومَن معي في معركة مع الشرطة في شارع محمد محمود. ''انا ما بعرفش أحدف طوب، بس كان لازم أقف في الصف الأول''.. واستمرت المعركة، حتى الساعة الثالثة فجراً عندها ''راحت عيني التانية''.

وللتاريخ، مَن حملني بعد إصابتي، وبقي برفقتي حتى السابعة صباح يوم 20 نوفمبر، كان شاب من الإخوان اسمه محمود الجارحي. ''كان نازل لوحده، مش تبع تنظيم الإخوان اللي هاجمنا ووقف ضدنا وقتها''. نزلنا للاحتجاج ضد أداء المجلس العسكري؛ لأنه كان واخد البلد في اتجاه غلط.

مصراوي: برأيك ماذا تغير الآن عن ذي قبل؟

حرارة: الوضع تغير الآن تماماً عما كان أيام أحداث محمد محمود، فللتغيُر شقين، الأول: هو ان ثورة يناير نجحت في ان تجعل الناس تُفكر وتطالب بحقوقها، ''ومش معنى ان الناس ساكته على الانتهاكات، أن الشعب ذاكرته ذاكرة سمكة، الشعب المصري فلاحين، والفلاح عنده ثقافة، خليك ورا الكداب لحد باب الدار''. والشق الثاني خاص بإحياء ذكرى محمد محمود، فالإخوان يريدون استغلال الذكرى بإعلان نيتهم الخروج في تظاهرات لإحيائها؛ ليكون هناك دم كثير، ''ويكسبوا مننا ناس معاهم''، وتظهر الصورة أمام الإعلام الدولي أن النظام يقتل الناس.

من جانب آخر هناك ثأر بين الشرطة وثوار محمد محمود، ''فاللي هاينزل مننا هايتقتل''.. الشرطة كما هي لا تزال تُعذب الناس في السجون. والنظام العسكري أيضاً ''مش عاوز حد ضده وضده الإخوان''، بل يريد شخص ضده وبالتالي مع الإخوان، يٌفرم مع الإخوان، تحت مظلة الحرب على الإرهاب. لذلك توصلنا إلى قرار بإحياء ذكرى محمد محمود يوم 18 نوفمبر القادم، في ميدان عابدين، تجنباً للنزول مع الإخوان الذين أعلنوا عن نيتهم التظاهر يوم 19 نوفمبر.

اما فيما يخص الشعب فلا أستطيع أن أعتب عليه في شيء فلثلاث سنوات ''مفيش سايح واحد، مفيش شغل، مفيش مصنع اتفتح''.

مصراوي: مَرّ عامين على الأحداث، ماذا بشأن القصاص لضحايا محمد محمود؟

حرارة مبتسما: السيسي الذي كان عضواً في المجلس العسكري برئاسة طنطاوي، جاء بطنطاوي في احتفالات أكتوبر. ولم أتفاجأ من ذلك فمنذ البداية، وأنا ضد المجلس العسكري والإخوان وأرى أن المؤسسة العسكرية مؤسسة رأسمالية. وكما حُوكم مبارك، ويحاكم مرسي بتهمة قتل المتظاهرين، يجب أن يُحاكم أعضاء المجلس العسكري السابق بالكامل، على الانتهاكات التي ارتكبوها ضد المتظاهرين، ليس في أحداث محمد محمود وحسب بل وأحداث ماسبيرو، والعباسية، وأحداث مجلس الوزراء.

أعلم ان كلامي هذا، سيجعل كثيرين يصفوني بأني  إخواني أو طابور خامس، لكن فكرة القصاص تقوم في لُبها، على أن يكون المواطن مٌصان لا يستطيع أحد الاعتداء عليه.

مصراوي: وكيف تنظر إلى ما جرى في مصر في 30 يونيو؟

حرارة: حقيقة ما حدث في 30 يونيو، أن الشعب هو من دخل في معركة مع الإخوان، والمؤسسة العسكرية استغلت الموضوع لصالحها، بخطاب عاطفي ساذج جاء فيه ''اننا ناس نخاف ربنا وملناش دخل بالسياسة''. والحقيقة أن المجلس العسكري الحالي هو من وضع خارطة الطريق، وهو الذي يضع الدستور الآن في الخفاء. والمشكلة ليست في شخص بعينه، بل في نظام كامل، وكل ما أريده هو نظام شفاف يخضع للرقابة والمحاسبة، نظام يوضح مواردنا ويضع خطة لبناء الدولة.

مصراوي: لكنك أحد قيادات حزب الدستور الذي كان في صدارة المشهد آنذاك، وكان محمد البرادعي رئيس الحزب ضمن الذين أعلنوا عن خارطة الطريق؟

حرارة: هل رآني أحد، في مرة من المرات، في جبهة الإنقاذ!، انا لا أشغل أي منصب في حزب الدستور، وكل علاقتي بالحزب أني أعمل ومجموعة من الأصدقاء في الشارع على تنمية المجتمع.

ونحن في الحزب 15 ألف عضو، نختلف ونتفق في أمور عِدة، وكلامي يعبر عن رأيي الشخصي، فأنا الآن أتحدث باسم أحمد حرارة، وليس باسم حزب الدستور. وكوني عضو في الحزب لا يعني إني ''لازم أكون متفق دائماً وأبداً مع البرادعي''، وهناك حقيقة مهمة وهي أن البرادعي قدم استقالته من الحزب عندما قَبِل منصب نائب رئيس الجمهورية.

مصراوي: هناك من يرى أن الإطاحة بمرسي إطاحة بالديمقراطية؟

حرارة: مرسي ليس التجربة الديمقراطية، ولم يقدم الإخوان تجربة ديمقراطية، بل اتحدوا مع المجلس العسكري، وضحكوا على الناس باستفتاء الدائرة الخضراء، قالوا الانتخابات أولا وقَبل الدستور، وشكلوا مجلس شعب هزلي مرر القوانين التي تصٌب في مصلحتهم، ومارسوا البلطجة والإرهاب في الشارع.

اذكر حين نظم 35 حزب وحركة مظاهرات كشف حساب بعد مرور 100 يوم على حكم مرسي، ووُجِهنا بالضرب. وقبل المئة يوم، هُجِر مسيحيون من منازلهم ولم يأت حقهم. كان كل مَن ينزل ليقول ''لا''، لا يُضرب وحسب بل يٌقتل.

مصراوي: لو لم يتعامل مرسي بعنف مع التظاهرات، هل كان من المحتمل نجاحه؟

حرارة: مستحيل، لأن تنظيم الإخوان لا يهمه البلد، بل ما يهمه هو نفسه، ''عاوز يمسك خزنة البلد زي اللي قبله''. كم موظف ومستشار من الإخوان عينوا؟، وأين هو طائر النهضة؟!

مصراوي: ذكرت أيضاً انك تعترض على المادة 219 في الدستور، لماذا؟

حرارة: عندما أعلم أن المادة 219 الخاصة بالشريعة تعود من جديد فهذه كارثة، لأنه حين يوضع في يد 25 شخص، سُلطة أن يقول هذا حلال وهذا حرام، فهذه كارثة؛ الدولة دولة قانون، وحين يعطي الدستور مسؤولية التشريع والقانون لفقهاء الدين، فكل شيء يتم تحت ستارة الدين.

مصراوي: بمناسبة الحديث عن الدستور، ما رأيك في مادة ذوي الإعاقة؟

حرارة: تمت صياغة المادة بشكل جيد لكن لا يرقى للممتاز، أنا أُريد مادة ممتازة ولماذا أقبل بالقليل خشيت الأقل، بحجة ان امكانيات الدولة لا تسمح. ما حدث عند صياغة المادة كان تطبيق لسياسة العصا والجزرة، حيث قدمنا اقتراحات عديدة بشأن المادة، وتم صياغة المادة بأسلوب ''يا ترضى بده يا بالزبالة''.

مصراوي: يأخذني هذا السؤال إلى المجلس القومي لأسر شهداء ومصابي الثورة، إلى أي مدى انت راضٍ عن أدائه؟

حرارة: للأمانة انا حصلت على 100 ألف جنيه، وآخذ معاش 2400 جنيه، ووُعدت بشقة، غير ذلك هناك مشاكل تخص بعض المصابين الذين لم يحصلوا على العلاج، والموضوع ''ماشي بالخناق''. وسبق وترددت إشاعة عن عِلاج المصابين بالمجان في مركز العجوزة للتأهيل، والحقيقة ان المركز حصل على أموال من المجلس في مقابل ذلك.

مصراوي: ذَكرت لي قبل بدأ الحوار، أنه يجب محاكمة مبارك بتهمة بيع البلد، هل من تفاصيل؟

حرارة: نعم، مبارك استعان في التسعينات بخبراء إسرائيليين لزراعة الصوب، ووقتها ظهرت الفاكهة التي لا طعم لها، ومنها ''الخوخ اللي طعمه قالب على مشمش''، ''والتفاحة الكبيرة جداً اللي بتنزل مية''. كانت مصر من أولى الدول المُصدرة للأعشاب الطبية اين ذهب ذلك، يجب ان يحاسب مبارك أيضاً على السماح بفتح المصارف على النيل، ما تسبب في تفشي الأمراض في المجتمع.

مصراوي: هناك من يقول ان مصر ترجع للخلف، وأن الثورة فشلت في تحقيق أهدافها.. ما تعليقك؟

حرارة: كما قلت سابقاً الثورة نجحت في جعل الناس يٌفكرون ويٌعبرون عن رأيهم، والشعب يخطو خطوات سريعة نحو حقوقه، والتغيير سيتحقق، والشعب لديه القدرة على التغيير، ولن يمنعه قانون او دستور،  فالقانون والدستور كما النظام ''بيتشال ويتحط''، فقط ما نحتاجه هو وقت للتطوير، والأمل قائم خاصة في الشباب اللي جاي.

مصراوي: وكيف يكون التطوير الذي تتحدث عنه؟

حرارة: بمعركة من شقين، الأول ثورة وعي لتغيير ثقافتنا الخاطئة القائمة على التواكل، وانتظار المٌخلِص، أو الملك العادل. والتحول من ثقافة ''الخِرتي'' او ''السبوبة'' التي رسخها مبارك، إلى ثقافة الإنتاج.

و''الخِرتي'' هو الشاب الذي ينتظر قدوم السائح، ليأخذه في ''فسحة''، إلى البازارات مقابل الحصول على نسبة، وكلنا بلا استثناء ''خِراتيين مستنين المصلحة''.

الشق الثاني سياسي، خاص بمعركة ضد النظام الذي يطالب فيه ضابط الجيش بألا يحاكم، والقضاء فيه غير متطور ولا يستطيع فتح فمه، وفي المقابل يريد أن يأتي التطهير من داخله، نظام يملك يد قمعية ممثلة في الداخلية، ويد مروجة للأكاذيب وهي الإعلام، نظام الموظفين فيه ''ماشيين بنظام عشان تِوصل اسكت وصهين''.

 

لمتابعة أهم وأحدث الأخبار اشترك الآن في خدمة مصراوي للرسائل القصيرة..للاشتراك... اضغط هنا

فيديو قد يعجبك:

لا توجد نتائج