إعلان

تدير مشروعًا بلسانها وتكتب بفمها.. "نصرة" قهرت ضمور العضلات وتحلم بمقابلة الرئيس (فيديو وصور)

09:30 م الثلاثاء 05 يوليو 2022

الإسكندرية - محمد البدري:

تحدت المرض ولم تهزمها الإعاقة فحققت حلم الالتحاق بالجامعة وبدأت مشروعها الخاص، لبثّ رسالة عن التحدي والإرادة بعد رحلة كفاح مع مرض ضمور العضلات.

نصرة المغربي، فتاة في سن الخامسة والعشرين، روت لمصراوي قصة تعايشها مع مرض ضمور العضلات الذي لازمها منذ لحظة ولادتها، قائلة: "حياتي كانت مختلفة منذ لحظة الولادة، لأن الأطباء اعتبروا حالتي غريبة حينها، فقبل 25 عاما لم تكن هناك التقنيات الحديثة الموجودة اليوم لتشخيص دقيق أو إيجاد علاج فعال، وأجريت العديد من الجراحات دون حل.

أضافت نصرة، الطالبة بكلية التجارة جامعة الإسكندرية: "مع مرور الوقت بدأت أكبر وأستوعب صعوبة حالتي وأنا أبحث عن حل إلا أنني تقبلت حياتي ورضيت بما أنا فيه منذ عمر تسع سنوات عندما تقطعت بنا السبل واستنفذت كل محاولات البحث عن علاج فعال آنذاك، خاصة أن التدخلات الجراحية آنذاك لم تكن ستغير شيئا كبيرا مما أنا عليه".

شكّل مرض "نصرة" عائقا أمام التحاقها بمرحلة التعليم الأساسي في سنوات طفولتها، فهي لم تتمكن من دخول مدرسة ابتدائية حتى بلوغها سن التاسعة، بسبب رفض المدارس والإدارات التعليمية بالإسكندرية قبولها بدعوى أن المدارس غير مهيئة لاستقبال ذوي الإعاقة الحركية، في حين أن المدارس الوحيدة لذوي الهمم آنذاك كانت مهيئة لذوي الإعاقة الذهنية والتي لم تكن مناسبة لاستقبال الفتاة لأنها لم تكن لديها مشكلة ذهنية.

ومع إصرار نصرة على التعلم، ومساندة والدتها في تحقيق حلمها، استطاعت الحصول على موافقة من إحدى الإدارات التعليمية بالالتحاق بنظام محو الأمية مع التعلم من المنزل، وطورت مهاراتها كي تتأقلم على المرحلة، إذ تعتمد على فمها في إنجاز عدد من المهام الصعبة، فهي تمسك القلم بفمها لتكتب وتذاكر دروسها، حتى أتقنت الكتابة به، لتجتاز المراحل الابتدائية والإعدادية.

بعدها سعت للحصول على موافقة أخرى تسمح لها بالالتحاق بنظام الثانوية التجارية بعد التوقيع على إقرارات بمسؤولياتها عن حالتها، لتنجح مرة أخرى في اجتياز تلك المرحلة، ويكبر معها الحلم والطموح في دخول الجامعة لتجتاز امتحانات المعادلة بنجاح وتلتحق بالفرقة الأولى بكلية التجارة جامعة الإسكندرية.

نجاحات نصرة لم تتوقف عند التعليم، فهي أيضا يمكن توصفيها برائدة أعمال صغيرة، إذ بدأت البحث عن عمل يتناسب مع حالتها منذ سن المراهقة، حتى أطلقت مشروعها في تسويق أدوات ومستحضرات التجميل عبر الإنترنت.

وكما استبدلت فمها بيديها للكتابة بالقلم، حل لسانها محل أناملها في التعامل مع الهاتف المحمول الذي تدير من خلاله مشروعها بكتابة منشورات تسويقية عبر صفحة تواصل اجتماعي تحمل شعار متجر نصرة.

"هذه السلة هي رأس مالي" هكذا وصفت الفتاة سلة بسيطة بجوارها حوت داخلها بعض أدوات ومستحضرات التجميل من علامات عالمية، قائلة "أقوم بجمع طلبات العملاء وتجهيزها في هذه السلة، وأستعين بإحدى شركات التوصيل لإرسال البضائع للعملاء، وأحصل على مقابل البيع بنفس الطريقة".

تحمل الفتاة كما هائلا من مشاعر الامتنان لأسرتها وخاصة والدتها التي آمنت بها ودعمتها منذ سنوات عمرها الأولى، فكانت رفيق دربها في البحث عن علاج، بينما تولت خالتها مسؤولية المذاكرة لها وتوفير الكتب.

نصرة لديها عدد من المطالب والأمنيات، فهي تحلم بداعمين لمشروعها وتحلم بامتلاك سيارة خاصة بالمعاقين، لتعينها على التحرك، كما تأمل في التخرج بتقدير عال في كلية التجارة.

وناشدت الفتاة أيضا الجهات المختصة وخاصة وزارة التضامن الاجتماعي لإنهاء إجراءات إصدار البطاقة الخاصة بذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تتمكن من خلالها في الحصول على بعض الامتيازات مثل إنهاء إجراءات دفع المصروفات بالجامعة والحصول على معاش مناسب كحق تكفله الدولة لها.

بينما تحلم نصرة بمقابلة الرئيس عبد الفتاح السيسي والمشاركة في منتدى شباب العالم، موجهة رسالتها إلى كل من يهمه الأمر لتحقيق أمنيتها.

وترى "نصرة" أن الله حضرها مسبقا - قبل أن تولد- نفسيا واجتماعيا للإصابة بمرض ضمور العضلات، فرغم أنها لم تعش سنوات طفولتها مثل من في عمرها، إلا أنها كانت تتمتع برضا داخلي بحالتها، وعندما تأكدت من عدم جدوى العلاج، واجهت مرضها وقهرته وطوعته بالإيمان والصبر والتحدي، إلى جانب حب أسرتها ودعمهم لها فباتت نموذجا يوزع الأمل أينما حلت.

فيديو قد يعجبك: