إعلان

كفيف برع في إصلاح الأجهزة الكهربائية.. "عم بلال" يرعى 3 فتيات وأمنيته "حياة كريمة" - فيديو

07:40 م السبت 19 مارس 2022

عم بلال يرعى 3 فتيات وأمنيته حياة كريمة

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

المنوفية - أحمد الباهي:

في منزل من الطين والطوب اللبن يجلس "عم بلال" ذلك الرجل الكفيف، أمام منضدة خشبية صغيرة وضع عليها بعض الأدوات مرصوصة حول جهاز "كاسيت"، ويده تتحرك بخِفة لافتة بين الأسلاك المختلفة الألوان، في إطار عمله بالصيانة، بعدما توقف صوته بشكل مُفاجئ، وظل على ذلك لدقائق معدودة ثم تحرك نحو مدخل للكهرباء بالحائط أوصل به أسلاك الكاسيت، وهنا سمع الجميع صوت القرآن عبر أثير إذاعة القرآن الكريم.

"لازم أسعى واشتغل والرزق بقى على ربنا".. بابتسامة رسمها الرضا عبّر "عم بلال" عن قناعته بحاله وشرحت كلماته قصة حياته منذ أن كان صبيًا يرى النور وحتى فقد بصره وكبر مع مرور السنون، ورغم أنه كفيفًا لكن ظروف الحياة أجبرته يسعى ويعمل بكد، بحثًا على لقمة عيش يوفرها لأطفاله الثلاثة.

"بلال أحمد علي السطوحي" 43 عامًا، تحدث لـ"مصراوي" قائلاً: "ولدت طبيعيًا بأعين صحيحة، أذهب لمدرستي وأعود، وفي الصف الخامس الابتدائي رأيت السبورة تتمايل أمامي، لتبدأ حينها رحلة علاج وكشوفات وفحوصات، لم تصل بي للشفاء بل تدهور الوضع رويدًا رويدًا، حتى أجزم الأطباء بضرورة إجراء عملية في الأعين، لكن ضيق ذات اليد لم يسمح لأبي بتوفير ثمن العملية، ليتوقف كل شيء عِند تلك اللحظة".

أضاف "عم بلال" أنه تلقى دراسته بالمعاهد الأزهرية وساعده في المذاكرة شقيقه الأصغر "عُمر"، وتدرج في التعليم حتى التحق بكلية الشريعة والقانون لكن لم يُكمل دراسته لعدم وجود طالب يساعده على الكتابة أثناء الامتحانات، بعدها بدأ الحياة العملية وبحث عن زوجة له.

وتابع: "تزوجت بإعاقتي وزوجتي وافقت بحالي، وأنجبت 3 بنات جميعهم في مراحل تعليمية مختلفة"، وأشار إلى تعيينه قبل سنوات في إحدى الشركات الخاصة ضمن نسبة 5% لمتحدي الإعاقة ويحصل من خلالها على مبلغ 750 جنيها فقط، لذا تعلم صيانة الأجهزة الكهربائية، وفي منطقته أصبح يُصلح "الخلاط، الغسالة، المكواة، الكاسيت، الراديو وغيرهم".

واستطرد: "مش بطلب حاجة من جيراني وبقول الحاجة بثمن تصليحها دون مغالاة، ورغم أني تعرضت للوم من بعض زملاء تلك المهنة لكن أخبرتهم أن الناس تُساعدني في إعطائي الأجهزة كي أعمل، فكيف لا أساعدهم كذلك بعدم المغالاة"، ولفت إلى أن تلك الصنعة عائدها المادي ضعيف، لذلك يعيش مع أسرته في منزل من الطوب اللبن ولم يستطع طوال السنوات الماضية تغيير بنائه.

وعن مهارته في الصيانة، أكد "بلال" أن الله أعطاه بصيرة تمكنه من تمييز الأسلاك المختلفة (كهرباء - أرضي وغيرها)، فضلاً عن تمييز الأدوات التي تُساعده في عمله، كما يملك موهبة التعرف على الناس من مجرد لقائهم مرة واحدة، ربما من خلال السلام باليد ونبرة الصوت والرائحة.

وكشف "بلال" عن أمنيته التي تتلخص في "حياة كريمة" ومعِيشة تجعل بناته في حال أفضل، فمنزله يحتاج للبناء من جديد، والأسرة تحتاج لمرتب يُلبي احتياجات الأسرة، مُشيرًا إلى كُشك صغير أمام منزله أعده للمساهمة بالقليل من المال لتحسين الدخل لكن كل ذلك لا يقوى على مبارزة قطار الأسعار المتوحش.

فيديو قد يعجبك: