إعلان

"الدميرة" موسم زواج الأبناء وتعليمهم.. مزارعو الوادي الجديد يحصدون التمر (صور)

02:58 م الأحد 19 سبتمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

تحتل مصر صدارة العالم في إنتاج التمور، برصيد 1.7 مليون طن من 15 مليون نخلة تنتشر في محافظات الجمهورية، وفق أطلس نخيل البلح والتمور الصادر بالتعاون مع "منظمة الأغذية والزراعة" بالأمم المتحدة (الفاو) في 2019، بينما تأتي محافظة الوادي الجديد الأولى بين محافظات الجمهورية في الإنتاج، بـ13 نوعًا، تُجمع من قرابة 3 ملايين نخلة مثمرة.

تعتبر زراعة النخيل من الزراعات الشاقة التي تتطلب وقتا ومجهودًا بدنيًا كبيرًا، ومتابعة مستمرة منذ مرحلة الغرس حتى بدء عملية الطرح، والعوامل التي تمر بها النخلة سنويا بعد عملية الطرح، حيث يتم في البداية اقتلاع فسائل النخيل الصغيرة التي تنمو بشكل طبيعي أسفل جذوع النخيل الأم، ويتم غرسها في الأرض في خطوط مستوية وترك مسافة من 8 إلى 10 أمتار ما بين الفسيلة والأخرى، ويتم ريها يوميا بالمياه لمدة 40 يوميًا وكل عدة أيام حسب درجة الحرارة ونوعية التربة، في ظل أن زراعة النخيل تصلح في كافة أنواع التربة، وتتطلب الطقس الجاف لضمان نموها حتى لا تجف وتنتهي.

يقول حسن محمد إبراهيم، موجه بالمعاش من أبناء مدينة الخارجة، إن موسم حصاد التمر أو البلح والذي يبدأ في سبتمبر من كل عام، هذا الموسم المهم لنا كأبناء الواحات والمعروف بلهجتنا المحلية بـ"الدميرة"، وهو موسم يجري انتظاره من العام للعام، لأنه المحصول الرئيسي للواحة عموما، فيما أن صنف البلح " الصعيدي" هو البلح المشهور على مستوى المحافظة، فالدميرة هي الشريان الرئيسي أو البنك الأول لسكان الواحات، لأن الموسم يقتات من الأهل من الثمار نفسها وفي بيعه انفراجة لمزارعي الوادي.

وأضاف حسن، أن من عائد بيع المحصول يجري تزويج الأولاد ويجري الاحتفاظ بجزء من هذا العائد للإنفاق على الأبناء في مراحل التعليم على مدار السنة، بالإضافة لشراء الاحتياجات الخاصة من مستلزمات الزراعة للمحصول نفسه، مثل السماد الزراعي الذي يستخدم في تسميد أشجار النخيل.

تقول ليلى خليفة محمد حسن، من سيدات واحة الخارجة، لمصراوي، إننا نتجمع في الحقل خلال موسم "الدميرة" حيث يتولى الرجال جمع المحصول من النخيل فيما نتولى نحن النساء أعمال الفرز للمحصول للتخلص من الثمار الغير مرغوب فيها ونحتفظ بالثمار التي سيجري بيعها لمجمع التمور وننفق العائد من البيع للمحصول على الزواج للأبناء أو الدراسة فيما نحتفظ بجزء آخر في فريز الثلاجة وهو البلح الأصفر الجاف حيث يتحول لثمار طيبة خلال المدة الزمنية التي نحفظه فيها داخل الفريز ونخرجه في شهر رمضان ليكون ثمار شبه طازجة رطبة نفطر عليها عقب الصيام.

وأضافت ليلى، أننا نحتفظ بجزء آخر من الثمار وهي الثمار الرطبة بشكل كامل حيث نتولى حفظها داخل صفائح من الألومنيوم وكنا قديما نحفظها في أواني فخارية وذلك لعمل ما يسمى بـ "العجوة" وتسمى هذه العملية " كبس البلح" ولك لتكون طوال السنة خاصة خلال فترة البرد داخل المنزل لتناولها كما هي او يجري تجهيزها مع السمن البلدي والسمسم أو الزبدة لتكون مصدرًا هامًا للطاقة للرجال تساعدهم على تحمل الأعمال الشاقة بالمزرعة.

من جانبه أكد المهندس محمد رجب، مدير مجمع صناعات التمور بالوادي الجديد، أن مصنع المجمع الخاص بالتعبئة بدأ بالفعل في استلام المحصول من المزارع وبدأ أعمال التصنيع والتعبئة للمحصول وسعر مناسب للمزارع يبدأ من 14.5 جنيها للكيلوجرام، حيث إن المصنع هو حصن الأمان للمزارع بالمحافظة وهو المؤشر الرئيسي لبورصة التمور وسوق البلح وذلك لأن السعر الذي يحدد لاستلام المحصول لا يستطيع أي من رجال الأعمال والمستثمرين أصحاب المصانع بالقطاع الخاص النزول عنه.

وأضاف رجب، أن المجمع نجح في توفير أجولة "الزماط" وهي الخاصة بتجميع المحصول على الشجر ووفرها بسعر مخفض للمزارع عن السوق الخارجي بل وصل الأمر تنفيذا لتوجيهات اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، لإقامة وحدة تصنيع لهذه الأجولة داخل المجمع لطرحها للفلاح بسعر مخفض ومناسب وهو 4 جنيهات حيث إن سعرها في السوق الخارجي 5-6 جنيهات، بل وصل الأمر لأكثر من ذلك وهو تسليمها للمزارع بالمجان وتحصيل قيمتها عقب بيعه لمحصوله للتسهيل عليه.

وأشار رجب، إلى أن المجمع بصدد تدشين خط إنتاج جديد يهدف لتصنيع الأعلاف من مخلفات البلح وخط لإنتاج الوجبة المدرسية مع إعادة تشغيل خط إنتاج عسل البلح " الدبس" والمعرض الخاص بالمجمع جنوب مدينة الخارجة.

من جانبه قال الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة الوادي الجديد، لمصراوي، إن المحافظة بها 2 مليون و600 ألف نخلة، فيما يبلغ عدد أشجار النخيل صنف الصعيدي الأشهر والأوسع انتشارا بالمحافظة مليون و800 ألف نخلة، المثمر منهم مليون و 400 ألف نخلة، ويبلغ متوسط الإنتاج السنوي من البلح الصعيدي 110-120 ألف طن سنويا على مدار الموسم وبلغت الزيادة في أعداد شجر النخيل هذا العام عن الموسم الماضي 600 ألف نخلة.

وأضاف مجد، أن القطاع الزراعي بتوجيهات اللواء محمد الزملوط، محافظ الإقليم، قطع شوطًا كبيرًا في تنفيذ مبادرة الرئيس السيسي بزراعة 2.5 مليون نخلة بالمحافظة، حيث جرى تقديم تسهيلات كبيرة للمستثمرين، وتوزيع 80 ألف فدان عليهم لزراعتها بأشجار النخيل صنف الصعيدي الأكثر شهرة بالمحافظة، وأصناف البرحي والمجدول وهي أصناف ذات عائد اقتصادي كبير، فيما تستعد المحافظة لتنظيم الملتقى التسويقي الأول للتمور بالوادي الجديد في شهر أكتوبر المقبل تزامنًا مع احتفالات المحافظة في الثالث من أكتوبر من كل عام.

فيما أكد اللواء محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، الإعداد لتنفيذ خطة تطوير مجمع التمور بالشراكة مع هيئة تنمية الصعيد لإدخال خطوط إنتاج جديدة لمصنعات التمور ومشتقاتها (التغذية المدرسية -الدبس -الكحول -الأعلاف).

جدير بالذكر، أن مجمع التمور بمدينة الخارجة جرى وضع حجر الأساس له في عام 1962 يوم 23 يوليو بمناسبة الاحتفال بالذكرى العاشرة لثورة 23 يوليو حيث وضع أنور البارودي، محافظ الوادي الجديد في ذلك الوقت حجر الأساس نيابة عن الزعيم جمال عبد الناصر.

وأنشئ مجمع التمور تحت اسم مصنع البلح والمنتجات الزراعية، بهدف تنمية المحصول الرئيسي للمحافظة، وجرى تغيير الاسـم إلى مجمع تمور الوادي الجديد بعد إدخـــال صناعات جديـــدة، ومقره مدينة الخارجة نهاية امتداد شارع جمال عبد الناصر على مساحـة حوالي (14 فدان) بما يعادل 60 ألف متر مربع.

فيديو قد يعجبك: