إعلان

زلزال أغرقها و"آمون" حافظ عليها.. أحدث كشف أثري في المدينة الغارقة بالإسكندرية - صور

01:17 م الإثنين 19 يوليه 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية - محمد البدري:

كشف أثري جديد في الإسكندرية يرجع تاريخه إلى أكثر من 2000 عام، وصل إليه فريق مشترك اليوم الإثنين، ضمن أعمال البعثة الأثرية المصرية الفرنسية التابعة للمعهد الأوروبي للآثار الغارقة (IEASM) ، والعاملة بمدينة هيراكليون الغارقة بخليج أبي قير.

الكشف الأثري الجديد في الإسكندرية، تمثل في العثور على حطام سفينة حربية غارقة من العصر البطلمي، في القرن الثاني قبل الميلاد، بالإضافة إلى بقايا منطقة جنائزية إغريقية تعود لبداية القرن الرابع قبل الميلاد، ويعرض التقرير التالي تفاصيل ومعلومات عن الاكتشاف وفقا لمسؤولي البعثة والإدارة المركزية للآثار الغارقة في الإسكندرية.

وُجدت أسفل 5 أمتار من الطين في قاع المدينة الغارقة

وفقا للدكتور أيمن عشماوي رئيس قطاع الآثار المصرية، اكتشف حطام السفينة الحربية تحت ما يقرب من 5 أمتار من الطين الصلب الذي يمثل قاع البحر والممزوج بآثار المعبد، وذلك باستخدام أجهزة الحفائر التحت مائية مثل أجهزة Sub-bottom profiler.

غرقت مع انهيار معبد آمون نتيجة زلزال مدمر

"السفينة كان من المقرر لها أن ترسو في القناة التي كانت تتدفق على طول الوجة القبلي لمعبد آمون، ولكنها غرقت نتيجة انهيار المعبد وسقوط كتل ضخمة عليها خلال القرن الثاني قبل الميلاد، نتيجة وقوع زلزال مدمر"، هذا ما أكده الدكتور مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، مبينا أن سقوط تلك الكتل الحجرية ساهم في الحفاظ على السفينة أسفل القناة العميقة المليئة الآن بحطام المعبد.

نوع مجهول وحقبة زمنية نادرة

أكد رئيس بعثة المعهد الأوروبي للآثار الغارقة (IEASM)، فرانك جوديو، أن اكتشاف السفن السريعة التي تعود لتلك الحقبة الزمنية لا يزال نادرا للغاية، وأن السفن الإغريقية من هذا النوع كانت مجهولة تماما حتى إكتشاف السفينة بونيقية مارسالا ( 235 قبل الميلاد ) وهي المثال الوحيد لدينا.

وتتمتع السفينة بقاع مسطح وله عارضة مسطحة، وهو طراز مفيد للغاية للملاحة في نهر النيل وداخل الدلتا، وكانت ذات مجاديف مزودة بشراع كبير كما يتضح من شكل الصاري ذو الأبعاد الكبيرة.

بنيت في مصر على طراز مختلط

أشارت الدراسات الأولية للحطام المكتشف، أن السفينة كانت طويلة حيث يبلغ طولها أكثر من 25 متر، وقد تم بناء البدن وفقا للطراز الكلاسيكي الذي يعتمد على تقنية الدسرة والنقرة، ومع ذلك فإنها تحتوي على مميزات الطراز المصري القديم، وبالتالي فهي نوع مختلط من البناء.

كما تشير بعض السمات النموذجية لبناء السفن في مصر القديمة، بالاضافة إلى أدلة إعادة استخدام الأخشاب، إلى أن تلك السفينة قد بنيت في مصر.

المنطقة الجنائزية دليل وجود التجار اليونانيين

أظهر الكشف الأثري الجديد، بقايا منطقة جنائزية إغريقية تعود لبداية القرن الرابع قبل الميلاد، عند مدخل القناة الشمالي الشرقي للمدينة، ووفقا لدراسات البعثة يوضح الكشف وجود التجار اليونانيين الذين عاشوا في تلك المدينة، وتحكموا في مدخل مصر عند مصب الفرع الكانوبي لنهر النيل.

ووفقا لرئيس الإدارة المركزية للآثار الغارقة، أن البعثة إيهاب فهمي، كان جرى السماح للتجار اليونانيين لاستيطان تلك المنطقة خلال العصر الفرعوني المتأخر، وأقاموا معابدهم الجنائزية بالقرب من المعبد الرئيسي للإله آمون، ولكن نظراً للكوارث الطبيعية تم تدمير المنطقة، واكتشاف بقاياها الأثرية مختلطة بمعبد آمون مستقرة، وفي حالة ممتازة في القناة العميقة أثناء الهبوط الأرضي الناجم عن ظاهرة هشاشة الأرض.

وتُعد تلك الآثار شاهدا على ثراء معابد تلك المدينة الواقعة الآن تحت سطح البحر المتوسط على بعد 7 كيلو مترات من شاطئ أبي قير.

هيراكليون وكانوب الغارقة

مدينة هيراكليون الغارقة كانت على مدى قرون أكبر ميناء في مصر على البحر المتوسط، وذلك قبل تأسيس مدينة الإسكندرية بواسطة الإسكندر الأكبر في عام 331 قبل الميلاد. وقد وقعت عدة زلازل تلتها موجات المد، تسببت في هشاشة الأرض وأنهيار جزء مساحته حوالي 110 كيلو متر مربع من دلتا النيل، مع انهيار مدينتي هيراكليون وكانوب تحت سطح البحر.

وأعيد اكتشاف المدينتين بواسطة بعثة المعهد الأوربي للأثار الغارقة (IEASM) بالتعاون مع الإدارة المركزية للآثار الغارقة بوزارة السياحة والأثار، في الفترة من 1999 و 2001 ميلادية.

فيديو قد يعجبك: