رحيل خفيف الدم.. "مدحت فقوسة" بدأ مشواره من المصري وتوجه ببطولة كأس العالم العسكرية

بورسعيد- طارق الرفاعي:

عرفته جماهير كرة القدم المصرية محمولًا على الأعناق عقب تحقيقه لمصر أول بطولة لكأس العالم لكرة القدم العسكرية عام 1993، عندما كان يتولى القيادة الفنية للفريق، وأطلقوا عليه "خفيف الدم"، نظرًا لمواقفه الكوميدية طوال مشواره لاعبًا ومدربًا، والتي كان حريصًا على روايتها خلال لقاءاته التلفزيونية طوال السنوات الماضية، ما جعله محط حب وإعجاب من قبل الجماهير.

ولد كابتن مدحت فقوسة في الأول من أبريل عام 1946 بمحافظة بورسعيد، ونشأ بين أسرة كروية عاشقة للنادي المصري، فكان جده عوض بيك فقوسة، ثالث رئيس للنادي في الفترة من عام 1930 حتى عام 1935، ويعود الفضل في حبه لكرة القدم إلى والده الذي كان يلعب بالنادي المصري وحصل معه على الكأس السلطاني موسم 1933-1934، واكتشف والده موهبته مبكرًا، وقدمه للكابتن الراحل عادل الجزار، الذي ضمه لصفوف الناشئين بالنادي حتى عام 1964 عندما تولى تدريب النادي المدير الفني "كوكيزا"، وأعجب بمهاراته العالية وقوة تسديداته وإجادته اللعب بالرأس فأشركه في صفوف الفريق الأول، وبدأ يبرز اسمه في عالم كرة القدم.

والتحق مدحت فقوسة في موسم 1965-1966 بكلية الطيران وانتقل للعب لنادي الطيران بالدور الممتاز وقتها، واستمر به لمدة عامين وتركه لصعوبة الدراسة في الكلية، وانتقل إلى صفوف النادي الأهلي موسم "67/68" وظل يلعب له حتى نهاية موسم "70/71".

وحصل على بكالوريوس التربية الرياضية، ثم دبلوم الدراسات العليا في كرة القدم من جامعة الزقازيق، والتحق بمجال التدريب فور اعتزاله، وتولى تدريب ناشئي المصري من موسم 76/77، واستمر معهم 4 سنوات واختير مدربًا للمصري، ثم جاء المدير الفني العالمي بوشكاش عام "79 / 80" واختاره للعمل مساعدًا له، وحقق معه الترتيب الثالث في الدوري، وفي عام 1981 تعاقد للعمل مديرًا فنيًا لفريق الرائد السعودي بالقصيم، وتولى مهمة تدريب فريق المصري مساعدًا للمدير الفني الأرجنتيني "أوسكار فيلوني" وفي موسم 86/87 سافر مرة أخرى إلى السعودية لتدريب فريق نادي الرائد، وعاد موسم 91/92 ليتولى تدريب فريق نادي المريخ البورسعيدي الذي صعد للدوري الممتاز واستمر به لمدة عامين.

واختير الراحل مدحت فقوسة عام 1993 ليكون مديرًا فنيًا للمنتخب العسكري لكرة القدم، ونجح في إعداد الفريق إلى التأهل لنهائيات بطولة كأس العالم العسكرية بالمغرب، وحقق انجازًا بفوز المنتخب المصري بالبطولة لأول مرة عام 1993.