إعلان

مؤسس "الألسن" وأول المترجمين.. مكتبة الإسكندرية تحتفي بتاريخ الطهطاوي (صور)

05:53 م الثلاثاء 14 ديسمبر 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية - محمد البدري:

نظمت مكتبة الإسكندرية برئاسة الدكتور مصطفي الفقي؛ اليوم الثلاثاء، حوارًا مفتوحًا تحت عنوان "الطهطاوي والقرن الحادي والعشرون"، احتفت خلاله بتاريخ الشيخ رفاعة الطهطاوي ودوره في تغيير ملامح الفكر في العصر الحديث كأحد رواد التجديد وبناء الوعي الحديث في المجتمع المصري.

جاء ذلك بحضور الدكتور أحمد زكريا الشلق؛ أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المتفرغ في كلية الآداب بجامعة عين شمس، والدكتور أنور مغيث؛ أستاذ الفلسفة الحديثة والمعاصرة بجامعة حلوان، والدكتورة مرفت أسعد عطا الله؛ أستاذة التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية بجامعة الإسكندرية، الدكتور ماجد الصعيدي، أستاذ الأدب والنقد بكلية الألسن جامعة عين شمس،وبمشاركة عبر الإنترنت الدكتور عماد أبو غازي؛ وزير الثقافة الأسبق وأستاذ الوثائق العربية بكلية الآداب بجامعة القاهرة، وأدارت الحوار السفيرة فاطمة الزهراء عثمان مستشار مدير المكتبة.

وسلط الحوار الضوء على حركة الترجمة الكبرى التي أطلق الطهطاوي شرارتها الأولى في سنواته الدراسية في باريس حين كان إمامًا وعضوًا في أول بعثة تعليمية أوفدها الوالي محمد علي إلى خارج البلاد في منتصف عشرينيات القرن الـ19، ليقوم إثر عودته إلى أرض الوطن بتأسيس مدرسة الألسن العريقة عام 1835 لتعلم الأمة الأهمية الجوهرية التي يمثلها التمكن من استخدام لغة أجنبية أو أكثر بغية إقامة جسور للتواصل الحضاري والحوار المعرفي بين مصر وأوروبا بما يحقق للأمة وقتذاك انطلاقة متجددة على دروب التطور والتحديث.

قالت الدكتورة مرفت أسعد عطا الله، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية التربية جامعة الإسكندرية، إن المرحلة الأهم والأبرز في حياة رفاعة الطهطاوي بدأت عام 1826 عندما رشحه الشيخ حسن العطار شيخ الأزهر، إلى والي مصر محمد علي، ليشارك في البعثة الطلابية المتجهة إلى فرنسا ليكون إماما للبعثة وتقديم الإرشاد والموعظة، إلا أن الطهطاوي قرر أن ينضم إلى البعثة كدارس وأن لا يقتصر سفره على كونه إماما فقط، وبمجرد وصول البعثة إلى فرنسا بدأ تعلم اللغة الفرنسية حتى أنه أجاد التهجي في 30 يوما فقط، وبعدها أصدر والي مصر قرارا بضم الطهطاوي إلى البعثة كطالب على أن يتخصص في الترجمة، لأنه يمتلك الثقافة والمرجعية الأزهرية إلى جانب إجادته تعلم اللغة الأجنبية، واستمر في التعلم حتى تمكن في خلال سنة و8 أشهر من ترجمة كتابين من الفرنسية للعربية وأرسلها لمصر للطباعة ونشر الثقافة في بلاده.

تحدث الدكتور أحمد زكريا الشلق؛ أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر المتفرغ في كلية الآداب بجامعة عين شمس، عن دور الطهطاوي في البناء السياسي للدولة الحديثة قائلا إن الطهطاوي قرأ الكثير من المؤلفات التي تدور حول القوانين والتشريعات والسياسة، وظهر ذلك واضحا في اهتماماته عندما كتب "تخليص الإبريز في تلخيص باريز"، والذي كان يتحدث عن الثورة الفرنسية آنذاك وتغيير الدستور، كما كان الكتاب يروي تجربة شاب يحكي ما رآه في أوروبا.

وتابع أن الطهطاوي أبدى اهتماما كبيرا في دراسة سير الملوك والحكام، وتحمس لهذا الأمر محمد علي باشا الذي كان مهتما أيضا بدراسة حكام وقادة العالم آنذاك، كما اهتم الطهطاوي أيضا بترجمة الدساتير والقوانين، فترجم الدستور الفرنسي لعام 1818 الذي ثار الفرنسيون فيه على ملكهم، ثم تعديله في عام 1830، وقدم أيضا مقارنات بين الدستورين.

من ناحيته، قال الدكتور ماجد الصعيدي، أستاذ الأدب والنقد بكلية الألسن جامعة عين شمس، إن الطهطاوي مؤسس لكثير من التيارات والمجالات المعرفية، وأسس مدرسة الألسن ووضع أسسا منهجية لتدريس الترجمة في هذه المدرسة، ويعد المترجم الأول في مصر الحديثة.

وقال الدكتور عماد أبو غازي، أستاذ الوثائق العربية، بكلية الآداب جامعة القاهرة، وزير الثقافة الأسبق، إن الطهطاوي كان إصلاحيا من الطراز الأول، وكان يسعى للتغيير بمنهج إصلاحي وليس منهج ثوري، واختار طريق العمل من خلال مؤسسات الدولة، وكان يرى في ذلك إمكانية لتحقيق مشروعه.

وأوضح أبو غازي ، أن الطهطاوي كان يحاول أخد موقفا توفيقيا بين الفكر الحديث والانتقال بمجتمعه للصورة التي يتمناها وبين التراث الديني والعودة إلى الثقافة التي ينتمي إليها، كما ساهم منذ عودته في تأسيس أحد أركان الحداثة الإنسانية، من خلال إنشاء المتحف القومي حيث كانت النواة الأولى للمتاحف في مصر في مدرسة الألسن بفضل الطهطاوي،بعد أن طرح على محمد علي فكرة إنشاء متحف يضم التراث المصري الإنساني، لترسخ أحد أفكار الانتماء الوطني بين الناس.

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان