إعلان

مباراة الأهلي وصلاة مُودع.. قصة الساعة الأخيرة لـ"عمر" ناشئ الزمالك - فيديو

12:16 ص الأحد 24 يناير 2021

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

السويس- حسام الدين أحمد:

هؤلاء الذين يغيب الموت فجأة أحبائهم، هم أكثر الناس قدرة على إدراك لطف الله الخفي في الأمور، وحكمته إذ يتوفى الأنفس وهي على فعل يتمنى الكثير منا أن يكون عليه حين تقبض روحه كأن يُودع الدينا بعد التسليم في الصلاة، مثلما حدث مع الطفل عمر أباظة لاعب أكاديمية الزمالك في السويس سابقًا، والذي فارق الحياة بعد صلاته للعشاء الخميس الماضي.

فارق عمر أباظة 14 سنة الحياة داخل منزله بعدما صلى العشاء بجوار والده، وخلف شقيقه الذي أمهما في الصلاة على غير العادة، إذ توفي وهو يرتدي قميص نادي الزمالك، الذي أحبه وعشقه منذ صغره، وكان يتمني أن يلتقي يومًا لاعبيه ويصافحهم، ولا يعلم أنهم تسابقوا لنعيه ومواساة أهل السويس في وفاته.

لكن وقع تلك الصدمات يشتد وطأة كلما زادت درجة المحبة، فرغم جهود والده أباظة مرسي ومقاومته كل مسببات الألم والحزن على فراقه، إلا أن حديثه لـ"مصراوي" فاض فيه الدمع عن الكلمات، بينما والدته خرت صعقًا من هول الصدمة ودخلت في غيبوبة وتخضع للعلاج بالعناية المركزة في المستشفى الأميري.

"عمر من عشاق الزماك، قبل وفاته كان يشاهد مع أخيه رشدي مباراة المقاولون والأهلي".. يتحدث والد عمر عن الساعة الأخيرة قبل وفاة ابنه، ويوضح أن طفله الأصغر كان مهتما بالمباراة كونها ستؤثر على ترتيب الزمالك، ومع تقدم المقاولون في الشوط الأول بهدفين، اطمئن الطفل على ترتيب ناديه، إذ كان يأمل أن تستمر النتيجة ليتصدر قائمة الدوري.

وصل أباظة المنزل في منطقة أبراج الصوفة، قبل غروب الشمس استقبله عمر وأخبره بنتيجة الشوط الأول فابتسم الأب وهو ينظر لابنه الأصغر وشقيقة رشدي، وقام الثلاثة إلى صلاة المغرب في توقيت استراحة المباراة.

"بعدما صلينا عمر رجع يتابع الماتش كان يتمنى أن يظل المقاولين متقدم" يوضح الأب أن والدة عمر كانت خارج المنزل مع الابن الثالث الذي يخضع لكشف طبي، وهي تشجع النادي الأهلي فأراد الطفل أن يستكمل مباراة يعلم أن والدته ستواجهه بمزاحًا لا يتقبله عن ناديه، لا سيما مع تغير النتيجة بثلاثة أهداف هزت شباك المقاولون.

وصلت الأم قبل انتهاء المباراة، وتدخل الأب وطلب منهما الوضوء لصلاة العشاء لينهي مزاح وتندر من الأخ الأكبر، في مشهد يتكرر عادة في كل بيت يجمع تحت سقفه مشجعي قطبي الكرة المصرية.

"بعد الماتش قمنا نصلي العشا، كنت معتاد أصلى جماعة بينهم، وأخوه الكبير قالي لأ هصلي أنا بيكم إمام، وصليت جنب عمر" يخبرنا الأب ما حدث في صلاة المُودع التي أقامها وهو بجوار عمر، "رحمة من الله" هكذا يرى الأب تقدم ابنه رشدي ليكون الإمام، على غير عادته ووقوفه بجوار طفله قبل دقائق من وفاته.

بعد التسليم في الصلاة، مال عمر برأسه على كتف والده، أخبره أنه يشعر بصداع، وطلب منه أن يغلق المصباح ويساعده في الوقوف ليتكئ على السرير في غرفة والده.

"طفيت النور ورجعت ليه، كنت جمبه على السرير، بكلمه مش بيرد، فجأة السر الإلهي طلع" لم يدرك الأب حينها أن ابنه توفين أو بالأحرى لم يكن ليصدق ما حدث، فذهب به إلى المستشفى العام وهناك استقبله طبيب أجرى عدة محاولات أنعاش بجهاز الصدمات الكهربية عسى أن يعود النبض لقلبه، لكن الروح فارقت الجسد فأخبره الطبيب أن ابنه توفي.

"عمر مات وكان لابس فانلة الزمالك البيضاء، كان عليها رقم 8 أنا إلى قصيتها بنفسي، وأنا الى غسلته وكفنته بأيدي" بكلمات زادها الدموع حكى الأب المشهد الأخير.

يصمت قليلا يتدارك أنفاسه التي قطعها البكاء، ثم برباطة جأش قال إن عمر فارق الحياة وهو على سريره، عقب صلاة العشاء، ولو أنه كان خارج المنزل وأخبره أبناءه بذلك لما صدق لكن هي أراده الله ولطفه بابنه.

"عمر مات مش عايز غير الدعاء ليه بالرحمة والمغفرة، والدعاء لوالدته أن تصحو من الغيبوبة" يختم والده حديثه لـ"مصراوي" بعدما تمكن منه البكاء ولجمته الدموع.

يروي ناصر مرسي عم الطفل، ما يراه مشاهد وداع، فعمر الذي اعتبره ابنه ذهب لمنزل عمه قبل وفاته بيومين، "الساعة 9 الصبح كان يضرب الجرس، اتفاجئت بيه فقلت له هو أنت بايت في الشارع" لكن الصغير أخبر عمه أنه حضر ليرافق أبناء عمه التوأم محمد وحسين للنادي ويقضي معهما اليوم من بدايته.

ويتابع عم لاعب الزمالك السابق، أن أبناءه وعمر عادوا في 8 مساء، وتناولوا غذائهم ثم استأذنوا في الدخول لغرفتهم والنوم لنيل قسط من الراحة قبل العودة واللعب ليلا.

"دخلت الأوضة فوجد الثلاثة متكئين على السرير، يتوسطهم عمر ويده على كتف كل منهم" يقول عم الطفل كان عمر كأنه يحتضنهم، كانت المرة الأولى التي يرى الثلاثة على تلك الحالة، وكل من طفليه التوأم يرفق أن يحل مكان عمر، فهم كانوا ثلاثة أشقاء ولم يعلم طفليه أنه لقاء الوداع.

فيديو قد يعجبك: