إعلان

"استرينج آرت" فن جديد وفرصة عمل.. قصة "منار" مع رسم الخيوط بالوادي الجديد -صور

12:15 ص الجمعة 31 يناير 2020

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الوادي الجديد – محمد الباريسي:

"الاسترينج آرت" أو فن الخطوط المستقيمة لتكوين لوحات وأعمال باستخدام الخيوط، أحد أشكال الفنون اليدوية التي ظهرت مؤخرًا في بعض المحافظات، ولكن البعض حوله من مجرد فن نظري إلى مهنة للتربح وخلق فرص عمل جديدة، كما حدث مع منار مهران، في الوادي الجديد.

"مصراوي" رصد التجربة التي بدأت في الانتشار والنمو، للوقوف على ما حققته على أرض الواقع.

تقول "منار": "عمري 24 سنة، حاصلة علي بكالوريوس تربية قسم طفولة عام 2018، من أبناء قرية بولاق بمركز الخارجة، وتخصصت في فن " الاسترينج أرت"، وهو فن أجنبي يعني بالعربية "الخطوط الوترية"، وهي عبارة عن مسامير علي لوحة خشب، ويجري العمل عليها بالخيط، لإنتاج أعمال فنية متنوعة مثل تابلوهات فنية بها رسومات ومنها هدايا للعرائس أو للزينة في المطابخ داخل المنازل أو تجسد شخصيات حقيقية أو خيالية.

وتؤكد أن الفن يعتبر جديدًا، ويعطي لمسة جمالية للمنازل مختلفة عن التابلوهات واللوحات الفنية المعتادة، ومظهرًا إبداعيًا مختلفًا، ويتميز بأن أسعاره مقبولة، كما أن هذا الفن بدأ ظهوره الفترة الأخيرة في عدة محافظات أبرزها القاهرة والإسكندرية، ولأول مرة في الوادي الجديد كمشروع تخرج لطلبة قسم الطفولة بكلية التربية منتصف يونيو 2018 من خلال تدريب دكتورة سحر صالح، أستاذة بكلية التربية النوعية بالقاهرة، ومن هنا بدات تعلم هذا الفن لأنه يمكن من خلاله تنفيذ كتب تفاعلية مجسمة للأطفال ترفع من قدراتهم التعليمية، وبدأت أفكر في استغلال هذا الفن كمشروع تجاري يعود علي بالنفع وكفرصة عمل.

وتوضح أن هذا الفن يعتبر من فنون الهاند الميد، ويتميز بجمال منتجه النهائي وتوافر لمسة جمالية به، موضحة: "مثلا يمكن من خلال هذا الفن إنتاج تابلوهات بها صور تذكارية تحمل ذكريات لأشخاص تربطهم علاقات اجتماعية متنوعة مثل الصداقة أو الزواج، بالإضافة الي إنتاج منتجات تصلح للاستخدام المنزلي في المطبخ لها شكل جمالي مثل الصواني، أو تابلوهات على أشكال فواكه مثل الفراولة أو التفاح أو الكمثرى وتعلق علي جدران المطبخ أو أشكال جمالية مثل الورد تعلق علي الجدران في المنزل بشكل عام".

وأشارت إلى أن: "هذا الفن يتطلب توافر أدوات وخامات معينة أبرزها وأهمها هو قطع الخشب من نوع يسمي "الفايبر"، التي تُنفذ بالشكل الفني من خلال الخيوط، وتبدأ المرحلة اللأولى من إنتاج العمل الفني بسنفرة الخشب ودهانه بلون أبيض سادة، ثم إعادة السنفرة مرة أخرى مع الدهان وهذه المرحلة تستغرق 7 أيام، وبعد ذلك يجري لصق الشكل المطلوب تصميمه علي الخشب، ثم مرحلة لف الخيوط بشكل هندسي فني معين لإنتاج الشكل المطلوب، وتتطلب عملية إنتاج التابلوه الواحد مجهودًا كبيرًا وفترة زمنية تتراوح من 3 أسابيع إلى 6 أسابيع، ومن الممكن أن تطول الفترة في حال زيادة حجم الخشب والمحتوى الفني.

وتتابع: : "استخدم مسامير متنوعة الأحجام والأطوال من نوع الصلب، وبعد ذلك يجب تثبيت المسمار علي الخشب ويشترط أن تكون المسافة الفاصلة بين المسمار والآخر سنتيمتر واحد فقط، وبعد ذك يجري ربط الخيوط بين المسامير التي يجري تثبيتها على الشكل الفني، وتستخدم أنواع مختلفة من الخيوط متنوعة الألوان والخامة، فمثلا يمكن استخدام خيوط الصوف أو البلاستيكية، أو نوع الكوتمبورليه، أو سيرما وهو خيط ذهبي".

وتكمل: "عند تنفيذ تابلوه يحتوي على آيات قرآنية يتطلب ذلك دهان الخشب بلون أسود واستخدام خيوط السيرما، لأنها ذهبية تعطي مظهرًا جماليًا لشكل الآية القرآنية، ويشترط دائما عند بداية لف الخيوط وربطها بالمسامير لإنتاج الشكل الفني النهائي استكمال عملية اللف وعدم التوقف حتي لا يحدث اختلاف في نسج الخيوط وتختلف حواف وشكل الرسم الفني المطلوب، ودهان لوح الخشب بعد صنفرته بلون أبيض، ثم يدهن بعد ذلك بلون آخر سواء لون واحد أو عدة ألوان متنوعة حسب الشكل الفني المطلوب، من خلال استخدام دهانات ملونة جاهزة، وهي الصبغات الصناعية.

ويجري الحصول على الخشب المطلوب لهذا الفن من ورش النجارة، والتي تتولي تقطيعه لأحجام مختلفة حسب الطلب، وتتنوع أسعاره حسب سعر السوق فمرة يباع بـ500 جنيه ومرة أخرى بـ700 جنيه.

ولفتت إلى أنها استفادت جدًا من هذا الفن، كفرصة عمل وإخراج لطاقاتها الإبداعية، إضافة لإخراج منتج فني جديد لأول مرة في الوادي الجديد، قائلةً "أتمني من المسئولين فتح بازار أو معرض لمنتجاتي أنا أو الكثير من الشباب والفتيات العاملين في الهاند ميد ولديهم مواهب، كمنفذ تسويقي لنا، حيث أتولى تسويق منتجاتي عبر موقع التواصل الاجتماعي الفيس بوك من خلال صفحة تحمل اسم منار مهران استرينج أرت، ونجحت في بيع العديد من المنتجات الخاصة بهذا الفن وكلها منتجات فنية أسعارها في متناول الجميع تبدأ من 100 جنيه، ويكون مكسبي حوالي 30% في القطعة الفنية الواحدة، في ظل أنها تستغرق وقتًا وجهدًا كبيرًا.

وتوجهت "منار" بالشكر للسيدة قسمت خيري المسئولة بمديرية التضامن الاجتماعي بالوادي لجديد، قائلة: "منحتني الفرصة لاشتراكي في معرض الأسر المنتجة بالممشى السياحي بمدينة الخارجة، والذي زارته وزيرة التضامن الاجتماعي نفين القباج منتصف يناير الجاري، وأطالب محافظ الإقليم، اللواء محمد الزملوط، أن يساعدني في الاشتراك بمنتدي شباب العالم المقبل، من خلال لوحة من تصميمي بفن الاسترينج آرت".

وتختتم حديثها، بقصة إنسانية للوحة فنية أنتجتها تجسد أب يحتضن زوجته وأولاده الاثنين، وتؤكد أن هذه اللوحة طلبتها منها سيدة منفصلة عن زوجها بالطلاق وترك أسرته وسافر خارج البلاد، ونفذتها بالفعل وباعتها للأم والتي علقتها علي جدران حائط غرفة الأطفال وأكدت لهم أن أبوهم يحبهم ومرتبط بهما رغم غيابه عنهما حتي وصل الأمر إلى أن الأطفال شكروها وأبدوا لها رغبتهما في صناعة لوحة أخري بحجم أكبر".

فيديو قد يعجبك: