إعلان

من "سيتي الأول" إلى المتحف القومي.. آثار سوهاج في قلب اليوم العالمي للسياحة

07:19 م الثلاثاء 24 سبتمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

سوهاج – عمار عبد الواحد:

تستعد محافظة سوهاج بكافة أجهزتها التنفيذية للاحتفال باليوم العالمي للسياحة، والذي يوافق 27 من شهر سبتمبر الجاري.

ويعرض "مصراوي" في التقرير التالي، أبرز المعالم السياحية والأثرية وأهم المعلومات عنها، واستعدادات المحافظة للحدث العالمي.

أسامة المصري، مدير عام السياحة في سوهاج أكد أن المحافظة تشهد حالة من الرواج السياحي الذي لم تشهده من قبل، خاصة بعد افتتاح متحف سوهاج القومي، إذ زار المحافظة 24 ألف سائح من مختلف الجنسيات، وفقًا لإدارة السياحة.

أبيدوس.. حاضنة الآثار

تعتبر منطقة أبيدوس الأثرية، الواقعة على بعد 60 كيلو متر من مدينة سوهاج، وعلى بعد 10 كيلو متر من مدينة البلينا، من أهم المعالم السياحية في مصر على وجه العموم وسوهاج على وجه الخصوص، لما تحويه من الأماكن الأثرية المهمة ومنها:

آثار متنوعة بمنطقة أبيدوس الأثرية وأبرزها معبد سيتي الأول (3)

معبد سيتي الأول

معبد شيده الملك "سيتي الأول" وأكمله ابنه "رمسيس الثاني"، ويعتبر من أهم الآثار بالمنطقة وأهم المعابد بمصر لما يتميز به من القرب إلى الكمال والاحتفاظ بأجزاء كبيرة من سقفه حتى الآن.

ويمتاز المعبد بوجود سبعة هياكل لكل من الآلهة الفرعونية "أوزير، إيزيس، حورس، آمون رع، رع حور آختي، بتاح"، وهيكل للملك سيتي الأول نفسه كإله على غير العادة في وجود هيكل واحد أو ثلاثة هياكل.

ويعتبر تصميم معبد "سيتي الأول" مختلفاً عن المعابد المصرية، إذ أنه على شكل حرف "ل"، ويحتوي على صالتين للأعمدة، الأولى بها 24 عمود، والصالة الثانية بها 36 عمود، ويمتاز المعبد بوجود قائمة الملوك والتي تحوي 76 ملكًا، وهي من أهم مصادر التاريخ المصري القديم، وتبدأ باسم الملك "مينا" موحد القطرين، وتنتهي باسم الملك "سيتي" نفسه، وما يزال المعبد محتفظًا بنقوشه وألوانه الزاهية، ونفذت هذه النقوش بالحفر الغائر والبارز.

مبنى الأوزريون

يقع خلف معبد "سيتي الأول" مباشرة، وبمستوى 18 مترًا أسفل أرضية المعبد، ويعتبر بناءً فريدًا في الآثار المصرية، ومن المحتمل أن يكون قبرًا رمزيًا للملك سيتي الأول، ومن المعتقد أيضًا أن بناؤه يرجع للأسرة الرابعة، ويتكون من حجرة عريضة توصل إلى صالة رئيسية ذات أعمدة مربعة وفي النهاية توجد حجرة الدفن تنتهي في الغرب، ما يعرف بالممر الذي يحوي مناظر من كتب العالم الآخر "الامي – دوات" كتاب ما هو موجود بالعالم الآخر، وكتاب البوابات، وهناك بعض الآراء التي ترجح أن يكون هذا المبنى أو جزء منه يرجع لعصر الدولة القديمة.

مبنى الأوزريون (1)

معبد رمسيس الثاني في البلينا

يقع المعبد في الشمال الشرقي من الأوزوريون، وهو أقل حجمًا من معبد سيتي الأول، وبناه الملك في أوائل حكمه، وبنيت جدرانه من الحجر الجيري والأعمدة من الحجر الرملي، وفي نهايته قدس الأقداس، وأهم ما يميز المعبد النقوش التي على جدرانه الخارجية، وهي نقوش معركة "قادش" بين الملك رمسيس الثاني والحيثيين، ومناظر الأسرى وكيفية إحصاء أعداد الأسرى وتقطيع أيادي الأعداء.

آثار متنوعة بمنطقة أبيدوس الأثرية وأبرزها معبد سيتي الأول (14)

كوم السلطان

تقع إلى الشمال من معبد رمسيس الثاني، وتحتوي على أطلال من الطوب اللبن ترجع إلى عصر الدولة الوسطى.

شونة الزبيب

وهي عبارة عن بناء من الطوب اللبن شيده الملك "خع – سخم – وى"، واستخدمت شونة الزبيب أيام الأسرة الثانية والعشرين ليوضع بها مومياء الطائر المقدس "أبو منجل"، ويرجع سبب هذه التسمية إلى المعنى المصري القديم "شنت جحوتي هب" أي مخزن أواني أبو منجل "جحوتي".

أم الجعاب

وتضم هذه المنطقة مقابر بعض ملوك الأسرات الصفرية والأولى والثانية، وتقع غرب سيتي الأول، وتتخذ المقابر شكل مصاطب مشيدة بالطوب اللبن، وعثر فيها على الكثير من الأدوات والفخار والأواني الحجرية والأثاث الجنزي.

أخميم ومعبد رمسيس الثاني

جرى اكتشاف المعبد بمدينة أخميم وهو المعبد الرئيسي المخصص للإله "مين" رب الخصوبة والنماء والصحراء، ويضم المعبد تمثال للأميرة "ميرت آمون" وهو من أجمل التماثيل الفرعونية، مصنوع من الحجر الجيري، ويبلغ ارتفاعه 12 مترًا، كما يضم المعبد تمثالين لرمسيس الثاني، وتمثال روماني مقطوع الرأس يحتمل أن يكون للإله "افروديت" ربة الحب والجمال.

في عام 1991، جرى اكتشاف تمثال ضخم للملك رمسيس الثاني وهو جالس على العرش على بعد أمتار أسفل مقابر المسلمين بمدينة أخميم، وحتى الآن لم تستكمل أعمال الحفر والتنقيب للكشف عن باقي المعبد.

مقابر الحواويش

تقع بالجبل الشرقي لمدينة أخميم وتبعد عن سوهاج 10 كيلو متر وعن أخميم 7 كيلو متر، وهي بمثابة جبانة الإقليم التاسع في عصر الدولة القديمة وتضم 800 مقبرة، 60 مقبرة منها ما زالت تحتفظ ببعض نقوشها وألوانها وخمسة منها بكامل رسومها وألوانها الجميلة الزاهية.

منطقة آثار الشيخ حمد (1)

آثار الشيخ حمد

وتقع غرب مدينة سوهاج بحوالي 7 كيلو مترًا، واسمها المصري القديم "حوت ربيت" نسبة إلى المعبود ربيت، ومنها اتريبس في اليونانية وأتريبة في القبطية، ويوجد بها معبد الملك بطليموس الزمار "أوليتس" وهو أحد المعابد البطلمية، وتعمل به الآن البعثة المصرية الألمانية المشتركة، والتي تعمل على دراسة وترميم المعبد، لأنه يحوي حقبة مهمة من فترات التاريخ المصري القديم.

كما تحتوي محافظة سوهاج على العديد من الآثار القبطية القيمة من أديرة وكنائس تاريخية منتشرة بأنحاء المحافظة وخاصة مركزي سوهاج وأخميم، ولعل أبرزها:

"الأنبا شنودة".. الدير الأبيض

يقع الدير غرب مدينة سوهاج، ويمكن تأريخه بالقرن الخامس أو السادس الميلادي، وازدهرت عمارة هذا الدير في العصر الإسلامي وخاصة في العصر الفاطمي، إذ كان للوزير الأرمني الفاطمي "بهرام" دور كبير في ذلك، وتأثرت عمارة هذا الدير بالعمارة المصرية القديمة سواء في الشكل الخارجي العام أو الكرانيش العلوية التي تتوج حوائطه الخارجية، واستخدم الحجر الجيري في إنشاء هذا الدير ومن ثم عرف ب "الدير الأبيض".

الدير الأحمر "الأنبا بشاي"

ويقع هذا الدير على بعد 3 كيلو متر من الدير الأبيض، واستخدم في بناؤه الطوب الأحمر، لذلك سمى بهذا الاسم، وصمم على الطراز البازيلكي، ويوجد بالدير كنيسة للسيدة العذراء.

واجهة معبد سيتي الأول

متحف سوهاج القومي

يعتبر متحف سوهاج القومي من أكبر المتاحف على مستوى الجمهورية، إذ تبلغ مساحته حوالي 5 آلاف و600 متراً، ويقع المتحف على الجانب الشرقي من كورنيش النيل في مواجهة المجلس الشعبي المحلي لمحافظة سوهاج.

ويتكون المتحف من بدروم يشمل قاعات لعرض القطع الأثرية ومكاتب إدارية ومكتبة ودور أرضى يشمل 6 قاعات عرض وقاعة لكبار الزوار ومرسى على النيل، إذ تعرض القاعة الأولى مختلف المعلومات عن الملوك والشخصيات الهامة، وتضم مجموعة من هذه البطاقات المصنوعة من العاج، وتؤرخ بأسماء الملوك، وكذلك الأختام الطينية التي كانت توضع عليها اسم المنتج وتاريخ صناعته.

أما القاعة الثانية تسلط الضوء على الأسرة المصرية والصعيدية بالأخص، فتوضح دور المرأة المصرية في الأسرة وأهميتها وكيف أنها كانت تهتم بأسرتها وأطفالها ونفسها، جمالاً وتزيناً، أما قاعة العرض الثالثة فتبرز مدى اهتمام المصري القديم بالصحة، فهي تعرض أدوات المطبخ المصري القديم، وكيف كان يمكنه تخزين أو تجفيف الطعام ليظل عامراً بمختلف أنواعه.

ويعرض المتحف حوالي 3 آلاف تمثال وقطعة أثرية من أجمل القطع المنتقاة من مخازن المحافظة والتي تحكي تاريخ المحافظة على مر العصور، ومن أبرز تلك القطع تمثال الإله "سخمت" إله الحرب عند الفراعنة بطول مترين، وتمثال " نخت مين " حاكم مدينة أخميم في الدولة القديمة وارتفاعه متر واحد ومصنوع من حجر الجرانيت.

وأشار أسامة المصري، مدير عام السياحة بسوهاج في تصريحات خاصة لـ"مصراوي" إلى أن عدد السياح الذين زاروا المحافظة الموسم الماضي بلغ 24 ألف سائح من مختلف جنسيات العالم، مشيرًا إلى أن السياح الألمان هم أكثر السياح من بين هذا العدد، لافتاً أن الأفواج السياحية بعد تفقدها الأماكن السياحية والأثرية بالمحافظة يقومون بعمل جولة حرة بمدينة سوهاج، وأنه يتم استقبالهم بالورود وأعلام مصر.

وتابع مدير عام السياحة بسوهاج أن الدكتور أحمد الأنصاري، محافظ الإقليم عقد اجتماعاً تنسيقياً، منذ بضع أيام، مع الأجهزة والجهات المعنية بالسياحة، وعدد من الجمعيات المهتمة بالمجال، إلى جانب الوحدات المحلية ومديريات الخدمات، وذلك استعداداً لاحتفالات المحافظة باليوم العالمي للسياحة، والذي يوافق 27 سبتمبر من كل عام.

وعن فعاليات احتفال محافظة سوهاج باليوم العالمي للسياحة قال "المصري" إن الاحتفال يتضمن ماراثون رياضي يبدأ من المنطقة الأثرية بأخميم، وينتهي بالحديقة المتحفية، طابور عرض يبدأ من جامعة سوهاج حتى الحديقة المتحفية، كما يقام معرض لأنشطة الاحتفال، بمشاركة فرقة سوهاج للفنون الشعبية، وفرقة الموسيقى العربية، وإحدى فرق المدارس، بالإضافة إلى إقامة أنشطة سياحية وفنية متنوعة داخل متحف سوهاج القومي لتنشيط السياحة، مضيفاً أن محافظ سوهاج وجه خلال الاحتفال بفعاليات اليوم بإقامة معرض بالحديقة المتحفية لعرض منتجات الأنوال والمنسوجات اليدوية التي تشتهر بها المحافظة .

فيديو قد يعجبك: