إعلان

لعبا معًا وغرقا سويًا.. الموت ينهي حلم لاعبي كرة قدم في الإسكندرية – فيديو وصور

06:01 م الثلاثاء 18 يونيو 2019

الإسكندرية – محمد عامر:

جمعتهما الصداقة ولعب كرة القدم، وكذلك فعل الموت بعدما غرقا في توقيت واحد، لينتهي حلمهما في أن يصبحا مثل "محمد صلاح"، ويستقرا جثث بلا روح تتقاذفها أمواج البحر في شاطئ أبو قير شرقي الإسكندرية.

"عوض" و"طلعت" طفلين بالكاد عبرا حاجز الـ15 ربيعا، جمعهما المستطيل الأخضر في "أكاديمية الحياة لكرة القدم" بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، طوال 5 سنوات.

حلم مشترك جمع بينهما، فكل منهما يعشق لعب كرة القدم، ويضع "محمد صلاح" قدوة له، إلا أن القدر أبى أن يكملا حلمهما المشروع وانتهى مشوارهما في عالم الساحرة المستديرة والحياة أيضًا في عمر الزهور.

نحو 250 كيلو متر، قطعها أتوبيس لاعبي أكاديمية "الحياة لكرة القدم" يرافقهم الكابتن محمد العربي، يوم السبت الماضي، عبر الطريق الساحلي الدولي من السنبلاوين حتى نادي المجد بمنطقة المكس غربي الإسكندرية.

وفي نادي المجد السكندري، جاب "عوض" و"طلعت" وزملائهما أرجاء الملعب احتفالا بفوز فريقهم بالمباراة، ليشيد بهما المدرب: "أحسن شباب.. أيوه كده علشان المشوار".

"عايزين نحتفل بالفوز وننزل البحر في إسكندرية قبل ما نروح".. طلب اجتمع عليه لاعبو الفريق، ولم يرفضه مدرب الفريق، مكافأة لهم على تحقيقهم الفوز رغم عناء ومشقة السفر.

بدل سائق الأتوبيس وجهته إلى شاطئ أبو قير شرقي في الإسكندرية، لتعم الفرحة اللاعبين، واستمرت ضحكاتهم أثناء وجودهم على الشاطئ في مجموعتين، الأولى رفقة المدرب والثانية بصحبة المشرف بينهم "عوض" و"طلعت".

"غريق.. الحقونا".. صرخات متتابعة أعقبها حالة من الهرج والمرج على شاطئ وصل صداه إلى "العربي" بينما يقوم بالاستحمام وتغيير ملابسه بعد خروجه من البحر ومعه معظم الفريق، استعدادا للعودة إلى السنبلاوين.

"جريت قبل ما أكمل لبسي.. كنت مرعوب لأني تركت المشرف و3 لاعبين هم عوض وطلعت وسيف في البحر".. يقول "العربي" لـ"مصراوي"، مشيرا إلى أن أمواج البحر ارتفعت فجأة وتحولت المنطقة الموجودين بها إلى دوامات وسحب.

محاولات المدرب وآخرون من رواد الشاطئ نجحت في إنقاذ المشرف و"سيف" بينما جرفت الأمواج "عوض" و"طلعت" إلى غير رجعة وأسكنتهم قاع البحر في رحلة بلا عودة.

"عوض.م.ف.ال" 15 عاما، و"طلعت.م.أ.أ" 15 عاما، يقيمان بمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، هكذا دونت أسماء الطفلين كغريقين لم يعثر على جثتيهما في محضر بقسم شرطة ثان المنتزه بدلا من عقود الاحتراف في عالم كرة القدم التي حلما بها منذ الصغر.

حضرت قوات الإنقاذ النهري إلى شاطئ أبو قير لتبدأ رحلة البحث عن جثتي الطفلين، فيما جرى إسعاف المشرف بموقع الحادث، ونقل اللاعب "سيف.ت" 17 عاما إلى مستشفى أبو قير العام في حالة خطرة.

"وجعتوا قلوبنا والسنبلاوين كلها حزينة النهاردة عشانكم وربنا ينجى اللي في المستشفي".. وصل الخبر سريعا لأهالي الطفلين الغريقين لتتشح مدينتهم بالسواد حزنا عليهم، ويعج الشاطئ بأسرهم وذويهم بحثا عن جثتيهما.

في الخامسة مساء أمس، استجاب الله لدعوات لم تنقطع وعثرت فرق الإنقاذ على جثة "عوض" لينقل الجثمان إلى بلدته ويشيع، صباح اليوم الثلاثاء، في جنازة مهيبة من مسجد "الدعوة" إلى مثواه الأخير.

وتزامنا مع خروج جنازة صديقه، ظهرت أخيرا جثة "طلعت" وكأنه يريد أن يشاركه في لحظة الدفن أيضًا، لينقل الجثمان إلى مشرحة مستشفى أبو قير العام تمهيدا لإنهاء إجراءات وتصريح الدفن.

تحرر عن الواقعة المحضر اللازم في قسم شرطة ثان المنتزه، وصرح المستشار أشرف المغربي، المحامي العام لنيابات المنتزه بدفن جثة الشاب بعد انتهاء التشريح، وطلب تحريات المباحث حول الواقعة.

فيديو جنازة "عوض"

فيديو قد يعجبك: