إعلان

في حب "حبيشة".. طفل ينقذ حصانه من الموت بعد قصة صداقة استثنائية بالإسكندرية (صور)

08:33 ص الخميس 04 أبريل 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الإسكندرية - محمد البدري:

دائمًا ما ننجذب لقصص الصداقة الوطيدة التي تجمع بين بعض الأشخاص وحيواناتهم الأليفة، لاسيما إن كانت حكايات غير مألوفة تعكس معاني الوفاء والإخلاص، التي غالبًا ما تتجلى في المواقف الحرجة، ومن بينها قصة صداقة مميزة نشأت بين الطفل يوسف وحصانه "حبيشة"، بعد أن قرر تخصيص جزءًا من حياته اليومية في رعاية الحصان الذي تعرض لإصابة كادت تودي بحياته.

الصدفة وحدها قادت مصراوي للتعرف على تلك القصة، وبدأت بموقف طريف ظهر فيه حصان واقفًا على أحد خطوط ترام غرب الإسكندرية بعد أن قرر قطع الطريق لتناول جزء من الحشائش المنتشرة بفعل الطبيعة بين مسار القضبان، وهو ما جعل الترام تتوقف قليلاً قبل وصولها للمحطة التالية لحين تحرك الحصان من مسارها.

بعد مرور لحظات من تعطل الترام ظهر طفل صغير، وبدا من هيئته أنه المسؤول عن الحصان ليساعده في الابتعاد عن مسار الترام والسماح لها باستكمال رحلتها إلى المحطة التالية، فيما بدا وكأنه أمر اعتيادي بالنسبة للصغير، والذي وجه بدوره كلمة لسائق الترام للاعتذار عن تعطيل الطرق قائلاً: "معلش أصله كان جعان ومحبتش ازعله فقولت ياكل شوية من زرع الأرض" وكلمات الصغير كانت كفيلة برسم البسمة على من وصلت إلى مسامعهم وبدأت تكشف عن قصة الصداقة المميزة بين يوسف وحصانه "حبيشة".

قبل قرابة عام كان الطفل يوسف، 14 عامًا، صحبة حصانه بحثًا عن الرزق أملاً في وجود بعض الشباب الراغبين بخوض جولة صغير على ظهر "حبيشة" مقابل بضعة جنيهات، إلا أن حركة خاطئة تسببت في انزلاق قدم الحصان أثناء سيره على الطريق الإسفلتي ما تسبب في إصابته بصورة بالغة في قدمه الأمامية اليسرى ومنعته من الحركة.

لم يستطع يوسف إيجاد طبيب متخصص لمساعدة حصانه المصاب، إلى جانب قلة المتخصصين في هذا المجال كان الأمر يعد مكلفًا بالنسبة للقدرات المادية للطفل وأسرته، حتى لم يعد أمامهم حلاً قريبًا سوى إنهاء حياة الحصان باعتبار أنه الأسلوب المتبع الأفضل في مثل تلك الأحوال.

"مرضيتش أنه يموت"؛ قالها الصغير لشدة تعلقه بالحصان وإحساسه بالذنب أنه كان سببًا في انزلاق قدمه وإصابته بتلك الطريقة، فهو تعلم من والده أن طبيعة تكوين الخيول تجعل من إصاباتها أمرًا صعبًا يحتاج إلى رعاية من نوع خاص وأن أغلب الإصابات قد تؤدي للاستغناء تمامًا عنها من باب الرحمة حتى لا يدوم تألمها طويلاً في حالة تفاقم الإصابة.

رفض الطفل يوسف إنهاء حياة صديقه الأليف، وقرر أن يسخر جزءًا من وقته ومصروفه اليومي في العناية بالحصان ولم يجد وسيلة طبية غير مكلفة سوى بعض المساعدة المتاحة من بيطريين في مراكز صحة بيطرية عامة، إلى جانب اللجوء إلى معلومات الرعاية التي اكتسبها والد الطفل من خبرته في هذا المجال، فاستطاع عمل "جبيرة" من الجبس شبيه بالمستخدمة في علاج إصابات الكسور في البشر، ولفها حول ساق الحصان المصابة لمساعدته على الوقوف أكبر فترة ممكنة دون الشعور بألم.

ومع مرور الوقت بدأ الحصان يتعافى تدريجيًا، فبات يتحرك بصورة أفضل نسبيًا عما مضى، وخلال بضعة أشهر بدأ يجول ماشيًا إلا أنه لا يمكن المجازفة بجعله يركض بعد، ولا تزال الجبيرة في موضعها حول قدمه، فالطفل يعلم أن منع الحصان من التعرض لإصابة جديدة أمر صعب في مرحلة التعافي و العلاج، فربما يتحمس قليلاً ويرغب بالقيام بجولة في الجوار أو قد يشعر بالملل من قلة الحركة.

يأمل يوسف في الحفاظ على مهنة أسرته في رعاية الخيول والتي يمتهنها إخوته منذ سنوات إلى جانب تطوير مهنته الحرفية تعلمها منذ الصغر في سمكرة السيارات، فهو كما يؤكد لم ينل قسطًا من التعليم ولكن اعتاد تقسيم يومه بين عمله الحرفي ومساعدة أشقائه بمهنة الأسرة في رعاية الخيول.

ويؤكد الصغير أنه رغم حرفته البعيدة عن الخيول، لم ينس ما تعلمه من والده في الأعمال الدورية التى يقوم بها العاملون بالاسطبلات البلدية من "إزالة الفضلات يوميا، ومنحه حماما دوريا بالصابون والفرشاة، وفحص تركيب الحدوة وعرضها على الطبيب البيطرى كلما استدعى الأمر وذلك في نطاق إمكاناتهم.​

فيديو قد يعجبك:

إعلان

إعلان