إعلان

آخر ما تبقي من "موسوليني".. "البيت الإيطالي" في بورسعيد تاريخ تحت غبار الإهمال (صور)

11:47 ص الجمعة 08 مارس 2019

بورسعيد - طارق الرفاعي:

على بعد أمتار قليلة من ضفاف المجرى الملاحي لقناة السويس وتحديدًا بشارع ممفيس في محافظة بورسعيد، تنجذب أنظار ركاب السفن العابرة للقناة والمارة بالشوارع المحيطة، بمبنى مهجور نتيجة لتصميمه المميز المختلف عن الأبراج السكنية المحيطة به، "البيت الإيطالي" خلف حديقة التاريخ بالمدينة الساحلية.

تاريخه

يقول مصطفى الفلاح، مؤرخ، إن البيت الإيطالي بني عام 1936 ميلادية، أي قبل الحرب العالمية الثانية، بهدف معلن وهو أن يكون مقرًا للجالية الإيطالية الكبيرة في بورسعيد وقتها والتي كان يصل عددها إلى حوالي 30 ألف مواطن، أما الهدف الخفي أن يكون مقرًا للحاكم الإيطالي في مصر ظنًا منهم أن النصر سيكون حليف إيطاليا وألمانيا في الحرب العالمية الثانية، لافتًا إلى أن البيت من تصميم المهندس الإيطالى "Clemente Busiri Vici"، والاسم الفعلي للمبنى هو "Casa Italia"، وفي أثناء الحرب استولت عليه بريطانيا وحولته لأغراض عسكرية ومستشفيات خاصة بجنود الحلفاء، وأصبح في تلك الفترة ناديًا بريطانيًا.

محتوياته

وأوضح المؤرخ أن "البيت الايطالي" يضم الدور الأرضي به: سينما، وبار، أما الدور الأول فيضم: مكاتب إدارية، مطعم، محل لبيع الجواكت الجلدية، هدايا محلية، عطور، مجلات، حلوى تركى، وترابيزة تنس طاولة، وفي الدور الثانى يتواجد: حجرات مبيت، صالة للشاى، غرفة خاصة للسيدات، كوافير، صالة للرقص، ومطعم.

سينما ومكتبة

وأكد الفلاح أنه عقب هزيمة إيطاليا في الحرب العالمية الثانية، تحول الجانب الأيمن من المبنى إلى المكتبة الأمريكية في فترة الستينات، والجانب الأيسر إلى سينما رويال، ومازالت آثار تثبيت المقاعد الخاصة بالسينما موجودة حتى الآن.

موسوليني

ويقع على واجهة "البيت الإيطالي" آخر حجر مكتوب في عهد "موسوليني"، حاكم إيطاليا ما بين عامي 1922 و1943، وهو من مؤسسي الحركة الفاشية الإيطالية، ويعتبر من الشخصيات الرئيسية المهمة في خلق الفاشية، حيث أمر بصناعة لوحتين من الحجارة له في فترة الحرب، الأولى تم وضعها فى بلده، والثانية في بورسعيد، وأثناء الحرب تهدمت اللوحة الحجرية الموجودة في إيطاليا، ولم يتبق سوى الموجودة في بورسعيد، لتكون آخر أثر له وللحزب الفاشي في العالم.

مبنى مهجور

ومع مرور السنوات تحول هذا المبني التاريخي الشاهد على العديد من الأحداث التي شهدتها المنطقة ومصر والمدينة الباسلة طوال قرابة القرن، إلى مكان مهجور بعدما طالته يد الإهمال، وأهمله الجانب الإيطالي لسنوات طويلة.

إعادة افتتاح

وشهدت الأشهر الماضية اتفاقًا بين اللواء عادل الغضبان، محافظ بورسعيد الحالي، وجان باولو مانتينى، سفير إيطاليا بالقاهرة، على تحويل مباني القنصلية الإيطالية ببورسعيد إلى مستشفى إيطالى، بالإضافة إلى إعادة تشغيل البيت الإيطالي المغلق وتفعيل نشاطه الثقافي والفني والسياحي، ولكن حتى وقتنا هذا لم يجري البدء في أي خطوات ملموسة لتحقيق هذا الاتفاق.

فيديو قد يعجبك: