إعلان

بالفيديو والصور- جدران تحكي وأوراق تبوح بالسر.. هنا انطلقت رحلة مجد "السير يعقوب"

02:31 م السبت 02 فبراير 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الشرقية – فاطمة الديب:

على بُعد أمتار قليلة من ميدان "باتا" بمدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، وبالتحديد في شارع "فؤاد الأول" سابقًا والذي تغير اسمه إلى "بور سعيد" حاليًا، يقع منزل قديم مكون من طابقين، الثاني منه هو المحور الأول للقصة والشاهد على ميلاد السير "مجدي يعقوب"؛ بين جدرانه يوم الأربعاء 20 نوفمبر 1935، "كما هو مُقيد بدفاتر الصحة"، والتي ينفرد "مصراوي" بنشر أول صورة لها، قبل سرد تفاصيل جديدة في حياة الرجل الذي أصبح فيما بعد "طبيب القلوب" الأشهر على مستوى العالم.

شارع شعبي مكتظ بالمارة ليل نهار، لا يخلو من الحياة بكل صورها، لكنه قبل نحو 84 عامًا، كان هادئًا يعرف كل أهله وأهل بلبيس رجلًا اشتهر وقتها بردائه الأبيض الذي يدلل على مهنته؛ "الدكتور حبيب يعقوب" وكان يسكن نفس المنزل القديم في رحلة بدأها بدور المفتش الثالث على مستوى الإدارة الصحية بمدينة بلبيس آنذاك، وما أن تسأل عنه هناك إلا وتنهال التعليقات والإجابات من كل صوب: "الدكتور مجدي اتولد هنا".

اسم الدكتور مجدي بكشف الصحة

"كان ماشي على خُطى والده".. قالها أحمد الحسني، البالغ من العمر 73 سنة لـ"مصراوي" وهو يسترجع تفاصيل سنواتٍ طوال وذكريات يأبى رحيلها من عقله عن الطبيب الشهير: "أهلي قبل ما يموتوا حكولي عنه وعن طيبة أخلاقه، ورغم إننا جيران لكن حظي الوحش إني اتولدت بعد منه بحوالي 10 سنين".

"كان رمز من رموز الإنسانية ومثال للتواضع والأخلاق، وعاش 10 سنوات مع أهالينا في بلبيس الكل بيحلف بيها من وقتها لغاية دلوقت".. يضيف الرجل الذي شغل منصب المدير السابق بوزارة الزراعة: "كان يسعى دائمًا وراء العلم"، منوهًا إلى أن "السير" ترك المنطقة عقب حصوله على الشهادة الابتدائية، وأن الجميع يطالبون بإطلاق اسمه على ميدان "باتا" القريب من منزله.

"كان أكبر مني بشهرين".. قالها المهندس أمين الزاهد، البرلماني السابق عن المدينة لـ"مصراوي" وهو يلتقط أطراف الحديق ليوضح أن 60 يومًا فقط فصلت بين ولادته وولادة "السير": "أنا مواليد يناير 1936، والدكتور مجدي كان أكبر مني بشهرين بس، وعلشان كدة دخلت مدرسة بزان الابتدائية وهو دخل مدرسة تانية، وبصراحة كان نفسي نكون في مدرسة واحدة وتختة واحدة".

صورة المنزل

"شرف وفخر للمصريين كلهم مش للبلابسة بس".. يتابع البرلماني السابق: "عيادة الدكتور حبيب والده كانت في منزل أثري ملك قاسم باشا مراد، وبعدها اشتراها عبدالعزيز عامر الزاهد ابن عمي، واللي سمح للدكتور بفتحها عيادة من غير ما ياخد منه مقابل"، قبل أن يتنهد مبتسمًا: "العيادة اتحولت لمسجد عائلة الشبراوي حاليًا وشادر لبيع الأخشاب".

ويروي الزاهد موقف حدث لشقيقه مع الدكتور مجدي يعقوب، قبل نحو 5 سنوات بعدما سافر إلى العاصمة البريطانية لندن لإجراء عملية قلب: "راح علشان يعمل العملية هناك لكن القدر شاء إن اللي يقابله الدكتور مجدي، وبصراحة الرجل أول ما عرف إنه بلدياته من بلبيس اهتم بيه وأكرمه آخر كرم وأشرف على العملية بنفسه".

انتقل "مصراوي" إلى المنزل، والذي تحول إلى "مخزن"، وهناك كان الحديث لـ"سمير البكري" الرجل الخمسيني صاحب بقالة "البكري" التي تفرق بضعة مترات بين لافتتها و"بلكونة" الشقة التي آوت بين جدرانها أسرة الدكتور يعقوب، حيث كشف الرجل تفاصيل حياة الدكتور حبيب يعقوب في المنطقة: "كان مأجر الدور التاني من البيت اللي هو ملك لوالدي، وهنا اتولد الدكتور مجدي يعقوب زي أبويا ما حكلنا قبل وفاته".

مدير المدرسة

حاول "مصراوي" توثيق الرحلة وتصوير الغرف التي شهدت ميلاد وحياة السير، إلا أن البكري رفض تصويرها من الداخل: "مقفولة ومفتاحها ضايع"، فيما كشف الجيران أن الشقة تحولت إلى مخزن لبضاعة البقالة وصاحبها الذي رفض التصوير".

وبعد المنزل تحولت دفة الاستقصاء عن حياة السير إلى المدرسة التي قضى بها "طبيب القلوب" تعليمه بالمرحلة الابتدائية، حيث زار "مصراوي" 4 مدارس حتى وصل إلى مكان كان يضُم مدرسة "الشاهد" التي التحق بها أيقونة جراحة الطب، كما أكد لنا المهندس إبراهيم مصطفى علي، كبير أخصائيين مكافحة الملاريا سابقًا، قبل أن تُهدم وتتحول إلى برج سكني.

"مصراوي" توجه إلى إدارة الشئون الإدارية بالمدينة، لعله من الممكن الحصول على ما يفيد في سرد تفاصيل جديدة عن حياة السير، إلا أن عصام مسلم عفيفي، مدير الشئون الإدارية ببلبيس، والذي حاول المساعدة في الحصول على أي بيانات مقيدة بالكشوف تثبت التحاقه بالإدارة، كشف عن أن الكشوف القديمة تم تسليمها إلى الإدارة المركزية بالمحافظة، والتي بدورها أرسلتها إلى دار المحفوظات بالقاهرة، مؤكدًا أن الدكتور مجدي درس بالمدرسة المُشار إليها، وأن دراسته بها وحصوله على الشهادة الابتدائية منها شرف لإدارة بلبيس التعليمية.

وداخل أرواقة المركزي الطبي والسجل المدني القديم و"الجديد" تحصل "مصراوي" على صورة لإثبات قيد "السير" بدفاتر الصحة ببلبيس، والتي كشفت عن تاريخ ميلاده في 20 نوفمبر 1935 بشارع فؤاد الأول، لأبويه "حبيب يعقوب ومادلين هانم خليل".

اسم الدكتور بالدفتر

فيديو قد يعجبك: