"لكل شيخ طريقة".. بالسيوف والأعلام أهالي المنيا يحتفلون بالمولد النبوي

المنيا– محمد المواجدي:

يحتفل العالم الإسلامي بذكرى مولد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم.. ويحرص البعض على قراءة القرآن وتدبر معانيه في هذه الليالي العطرة، ويتجه آخرين للذكر والمديح، والبعض يذهب لزفة الأعلام.

وداخل قرية زهرة بمحافظة المنيا، الاحتفالات تأخذ طابعًا مختلفًا، حيث تمتلئ الشوارع بالأهالي شاهرين سيوفهم مهللين مكبرين.

فعلى بُعد 15 كيلو متر شمال مدينة المنيا، توجد قرية زهرة، ذات الأغلبية المُسلمة والتي تقدر بنحو 50 ألف نسمة، وتشتهر بطقوس فريدة خلال الاحتفال بذكرى مولد الرسول.

"مصراوي"، انتقل إلى القرية، ورصد أجواء وطقوس الاحتفال، حيث يصطف شباب ورجال وأطفال القرية في صفوف متساوية داخل كل طريقة صوفية متواجدة في القرية، ويجوبون الشوارع الرئيسية حاملين الأسلحة البيضاء "السيوف"، وسط ترديد "الله أكبر" لوقت يقترب من الـ 4 ساعات المتواصلة.

وقال رؤوف محمد، 35 سنة – مدرس، أحد أبناء القرية، إن الاحتفال يبدأ قبل ليلة "المولد" بـ 10 أيام، إذ تُقيم كل طريقة صوفية سرادق خاص بها، يتجمع فيه الأهالي من رجال وشباب وأطفال ونساء، وتبدأ ليالي الذكر والمديح، ويصطف الأهالي من الرجال ويتمايلون على أنغام موسيقى المدّاح الذي يُقدم أناشيد المديح في الرسول الكريم.

التقط محمد عبد الظاهر 41 سنة – تاجر، طرف الحديث، قائلا: "إنه وعقب مرور 9 ليالي من الذكر والمديح، يتسعد الجميع للاحتفال بليلة مولد الرسول، إذ يجتمع الرجال والشباب والأطفال في صفين متساويين داخل كل طريقة صوفية، حاملين الأسلحة البيضاء من سيوف وسنج، ويجوبون شوارع القرية على أنغام الآلات الموسيقية التي يحملها البعض وسط الصفوف والتكبير، وتنتهي المسيرة في العاشرة مساءً، ثم تجلس كل طريقة داخل السرادق الخاص بها، ويقوم "المدّاح" بسرد قصة الرسول صلى الله عليه وسلم من يوم مولده حتى وفاته.

يقول علي مخلوف، أحد مشايخ الطرق الصوفية بالقرية، إن "زهرة" يوجد فيها نحو 11 طريقة، تقوم كل منها بالاحتفال بالمولد النبوي؛ إذ تبدأ تلك الاحتفالات قبل ليلة مولد الرسول بـ10 أيام، وتكون عبارة عن ليالي ذكر ومديح، تبدأ عقب صلاة العشاء حتى الساعات الأولى من صباح اليوم التالي، وسط حضور كبير للأهالي.

وأوضح "مخلوف"، أن كل طريقة تتبع عائلة كبيرة داخل القرية، وتقوم كل واحدة منها بعمل سرادق كبير داخل المنطقة التي تعيش فيها، وتحضر منشدًا للذكر والمديح.