إعلان

"على الجبل محبة وحلاوة مولد".. الآلاف يحيون ذكرى "مارجرجس" بالرزيقات (صور)

09:46 م الثلاثاء 12 نوفمبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الأقصر - محمد محروس:

على بعد 30 كيلومترًا من الأقصر المدينة، حشود ضخمة تتحرك صوب مقصدها، وصيحات المحبين تتعالى بالترانيم وهمهمات المحتفلين بذكرى ميلاد صاحب دير جبل الرزيقات، القديس مارجرجس.

هناك في الركن القصي بباحة الدير، الأنبا بيمن أسقف نقادة وقوص -المشرف على الاحتفالات- ينفرد بشعب الكنيسة الباحث عن البركة، بينما الخيام على جنبات الدير مأوى لآلاف المسيحيين وإخوانهم المسلمين الحريصين على مشاركة أشقاء الوطن احتفالاتهم "عادة توارثناها ولن نقطعها".

تبدأ الاحتفالات بمولد القديس مارجرجس وتكريس أول كنيسة باسمه في "اللد" بفلسطين، يوم الحادي عشر من نوفمبر وحتى السابع عشر من نوفمبر من كل عام، الموافق من الأول إلى السابع من شهر هاتور. وفي هذا الوقت من كل عام تختلط جماهير الزوار مسيحيين ومسللتقام أهم الفعاليات داخل الدير الذي يعود إلى الفترة ما بين عامي 1850 إلى 1870 ميلادية، وفي بعض الروايات الأخرى إلى ما قبل عام 1896 في عهد الأنبا مرقص أسقف كرسي إسنا.

"ببركتك يا بطل يا صاحب المعجزات بارك ابني وارزقه زوجة صالحة" تردد عجوز ترتدي وشاحًا صعيديًا، يتدلي منه شعر أسود مُشرب بالبياض، بينما تجذبها من يدها سيدة أخرى بدت أصغر سنًا في اتجاه الكنيسة القديمة، حيث يجلس أحد القساوسة، ليضع يده فوق رؤوس الزوار داعيًا لهم.

عند البوابة الرئيسية يتجمع الصبية يضربون بالدفوف ويتغنون بـ"المجد لله في الأعالى وعلى الأرض السلام وفي الناس المسرة"، فيلتف حولهم الزوار يصفقون.

الساعة الثانية ظهرًا، تبدأ فعاليات "الزفة" و"طواف الشمامسة"؛ طقس يقام يوميًا، يشهد تقديم الترانيم والأناشيد وعظات الآباء المطارنة والأساقفة والآباء الكهنة داخل الدير.

مشهد المحجبات اللاتي تسرن جوار أخواتهن المسيحيات يغلب على تفاصيل الحكاية هنا داخل دير مارجرجس، فيما يوزع شباب مسيحي حلوى المولد النبوي الشريف على الزوار.

مارجرجس -حسب معظم الكنائس والأديرة التي تحمل اسمه- أحد المساعدين المقدسين الأربعة عشر وفق التقاليد الكاثوليكية. ولد في مدينة اللد في فلسطين لأبوين مسيحيين من النبلاء سنة 280م، ودخل في سلك الجنديّة وترقي إلى رتبة قائد ألف في حرس الإمبراطور الروماني دقلديانوس خلال العهد الذي اضطهد فيه الرومان المسيحيين.

وتقول الروايات إنه عندما كشف مار جرجس عن عقيدته المسيحية غضب الإمبراطور وأذاقه جنوده جميع أنواع العذاب في محاولة لرده عن دينه دون جدوى حتى توفي، فتحول العديد ممن شاهدوه يُعذب إلى المسيحية، حتى الإمبراطورة ألكساندرا زوجة دقلديانوس.

"كثيرون يأتون إلى جبل الرزيقات ودير مارجرجس قبل موعد المولد بأيام" يوضح الأنبا بيمن، الذي يشير إلى الدير المقام على مساحة تزيد على 60 فدانًا، ويضيف: "يقيمون هنا داخل خيام أقيمت خصيصًا لهذا الغرض بخلاف المنطقة المحيطة التي تكتظ بآلاف الزوار مع اقتراب الليلة الختامية".

"أنا جيت من يومين أنا وأسرتي وقاعدين في خيمة بنيجي كل سنة علشان نشارك في الاحتفال وناخد البركة" يقول مايكل سامي أحد زوار الدير القادمين من القاهرة.

ويضيف: "احنا هنا مش محتاجين لأي حاجة.. كل حاجة موجودة" مشيرًا إلى شوادر التجار التي تملأ المكان، وتنتشر طوال أيام الاحتفالات، مشكلة حركة تجارية كبيرة تزيد الدير زخمًا فمنتجات الملابس والمنسوجات والتحف ولعب الأطفال وحتى الأثاث والأدوات المنزلية.

فيديو قد يعجبك: