إعلان

"افطروا عشان هنحارب".. ملحق المدفعية يروي لـ"مصراوي" كواليس العبور والنصر (صور)

06:08 م الأحد 06 أكتوبر 2019

تطبيق مصراوي

لرؤيــــه أصدق للأحــــداث

الشرقية– فاطمة الديب:

قبل 46 عامًا، كان هناك برفقة الآلاف من خيرة أبناء مصر وأبطالها، الذين عبروا خط بارليف الحصين واستعادوا قطعة غالية من أرض الوطن، ودفعوا في سبيل ذلك دمائهم وأرواحهم، لكن قليل منهم عاش ليروي كواليس المعركة، وما شاهدوه هناك على ضفة قناة السويس في حرب العزة والكرامة.

"قالوا لنا قبلها بأسبوعين إن في مشروع استراتيجي تربوي، لكنها كانت أجمل خدعة في الدنيا عشان الحرب والعبور".. يقول "صلاح أحمد موسى سلامة" ابن قرية الصنافين التابعة لمركز ومدينة منيا القمح بمحافظة الشرقية لـ"مصراوي"، إن عمره حاليًا 75 عامًا قضى 31 منهم في الخدمة العسكرية؛ بعدما تطوع بالشهادة الإعدادية ليُصبح ملحقًا للمدفعية بسلاح المركبات.

ويتذكر: "بعد أسبوعين من كلام القائد عن المشروع الاستراتيجي اتفاجئنا بيه جاي يقول لنا إفطروا علشان هنحارب.. الجملة نزلت علينا زي الصاعقة، كنا الساعة واحدة ونص بالضبط في نهار رمضان وصايمين، لكن مفاجأة قائد المدفعية لينا خلتنا نفضل نهلل الله أكبر وفرحنا بالخبر".

كلمات القائد تبعها سؤال كان مباغتًا للجميع: "حد خايف؟"، إلا أن العساكر أجابت بالرد القاطع قولنا له لا مش خايفين، لكن واحد مننا طلع وقال يا فندم إزاي هنحارب الطيران الإسرائيلي هيدكنا، بس القائد قال متقلقش ولو الطيران الإسرائيلي جه عليك هتلاقيه بيسقط تحت رجليك".

انتهى "صلاح" من سرد الكواليس التي سبقت ساعة الصفر، قبل أن يسرد ما جرى في لحظات العبور: "بعدها بساعة الطيران المصري ضرب ضربته الأولى، وفتحوا المعابر قدامنا واتزاحمنا كلنا عاوزين نعبر، وأول شهيد مصري وقع دفنته أنا واتنين عساكر في مشهد عمري ما هنساه، وبعدها بأسبوع عرفت إن العربيات هتعدي عليه روحت نقلته بعيد عن طريق العربيات، ويشهد ربنا على كلامي إن الشهيد كان زي ما حطيته ولا ريحة ولا أي حاجة، ووشه زي اللبن الحليب".

مشهد آخر لم يفارق مخيلة الرجل رغم مرور نحو نصف قرنٍ من الزمان: "الضرب كان شغال وفي دانة وقعت جنب مني، وأول ما أخدت بالي انبطحت على الأرض والتراب اللي طلعته من انفجارها ردمني، لكن بعدها على طول سمعت ضابط جنبي بيصرخ من الألم، وخرجت جريت عليه لاقيته واخد شظية في جنبه، شيلته عشان أعالجه، لكن بعدها بشوية لقيت في حاجة في رجلي ببص لقيتني واخد شظية في عضمة رجلي الخلفية".

أجبرت الإصابة الرجل على ترك ميدان المعركة بالتزامن مع بسط السيطرة على أرض سيناء، حيث تم نقله إلى المستشفى العسكري، لكنه كان على موعد آخر من المشاهد "التاريخية" في أروقة المستشفى: "كان فيه واحد جاي يزور ناس في المستشفى، واديته عنوان أخويا وقولت له اسأل عليه في العنوان دا في حدايق القبة وعرفه إن أنا هنا، ولما أخويا زارني عرفت إن مراتي ولدت بنت، قولت له يعرفهم في البيت إنهم يسموها وفاء عشان وفاء المصريين مع بعض وقت الحرب والعبور".

ترك الرجل ذكريات الحرب، قبل أن يستعيد ذكريات أخرى إبان حرب 1967: "شاركت في حرب 5 يونيو 1967، وطلعت على الجبل علشان أهرب من الأسر، وفضلت 13 يوم تايه لغاية ربنا ما كرمني ووصلت الإسماعيلية"، قبل أن يختتم حديثه بتأكيد القيمة التي أضافتها حرب أكتوبر للمصريين: "الحرب رجعت لنا الضحكة والأمل والأرض، اللي عاش وقت النكسة والانكسار هيعرف قيمتها كويس، وياريت اللي اتولد بعدها يقدر يعني إيه تنهزم من غير ما تحارب وتتاخد منك أرضك والعالم كله يعايرك، وفي الآخر ربنا يكرمك علشان ما فقدتش الأمل وترجع أرضك في انتصار كبير".

فيديو قد يعجبك: