إعلان

بدأت بـ"عضة" وانتهت في مصحة للأمراض العقلية.. تفاصيل مقتل طفل على يد أمه بالشرقية

10:38 م الثلاثاء 15 يناير 2019

أرشيفية

الشرقية – فاطمة الديب :

"إضرب ابنك وأحسن أدبه ما يموت إلا إن فرغ أجله".. حكمة زائفة يتبعها أغلب أهالي القرى بشتى محافظات الجمهورية، إذ تنصح أغلب الأمهات بناتهن بالاستعانة بالضرب لضمان حُسن تأديب الأطفال، وهي القاعدة التي رسختها "وردة" في عقلها سعيًا لتأديب ابنها كلما أخطأ.

داخل شوارع وأزقة قرية "بندف" التابعة لدائرة مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، عاشت "وردة.س." ربة المنزل البالغة من العمر 33 عامًا، حياة يشوبها الانفعال على أتفه الأسباب، فسنوات زواجها، والتي تقترب من الـ 10 سنوات، أنتجت "أحمد" طفل بالكاد يخطو خطوات طفولته الأولى في سنة دراسته الثانية بالتعليم الابتدائي بإحدى مدارس القرية، وطفلة تصغره بنحو العامين، لكن عيبًا واحدًا لم يكُن للصغير حيلة في مواجهته، فـ"شقاوة الأطفال" لم تفارقه وكان هو وشقيقته الصغرى بمثابة "ناقر ونقير" على حد وصف الأم، والتي رفضت الأمر شكلًا وموضوعًا لتُصدر حكمًا بفعلتها تندم عليه ما تبقى من عمرها.

مع الساعات الأولى من صباح الإثنين الماضي، كان أهالي قرية "بندف" على موعد مع صدمة حملت معها الكثير من الحزن والأسى لكل من سمع بها: "إلحقوني هاتوا دكتور.. أحمد بيموت" عبارة خرجت ممزوجة بالدموع على لسان "وردة" أو "أم أحمد" كما تُلقبها نساء القرية، ليهرول الجميع إلى المنزل في محاولة للنجدة، قبل أن يتجمد المشهد برُمته على صورة ستظل عالقة في أذهان أهل البلدة، إذ وجدوا الأم جاثية على ركبتيها تحاول استعطاف القدر: "كنت عاوزة أربيه بس مش بيرد عليا.. أحمد بيموت".

نحيب الأم لقى صداه في قلب أحد الأهالي، والذي حمل الطفل وتوجه به برفقة عدد من أهل البلدة إلى نقطة إسعاف "التلين" القريبة من قريتهم، لكن إمكانات النقطة حالت دون إسعاف الصغير، ليتم نقله إلى مستشفى منيا القمح المركزي، وهناك اتضح أن الصغير لفظ أنفاسه قبل ساعات، ما أثار وجود شبهة جنائية في الواقعة واتجهت أصابع الاتهام إلى وفاة الطفل عقب تعرضه للضرب على يد والدته.

جرى التحفظ على الجثة بمشرحة المستشفى، وتحرر عن ذلك المحضر رقم 1195 جُنح منيا القمح لسنة 2019، فيما تبين وجود آثار تُثبت تعرض الصغير لـ "3 عضات" في أماكن متفرقة بالجسم، فضلًا عن إصابته بجرح غائر بالرأس، لتُصدر النيابة قرارها رسميًا بالتحفظ على الأم على ذمة التحقيقات، والتي حاولت خلالها تفنيد الاتهامات بالقتل.

"مكنتش أقصد أقتله كنت بأدبه علشان بيضرب أخته".. قالتها الأم خلال التحقيقات، محاولةً التمسك بالأمل الأخير في نجاتها بعدما لقي الصغير ربه، لكن استفسار جهات التحقيق جاء ليسأل بحزم عن العضات الثلاثة في جسد الصغير، لتُجيب الأم بثبات: "كنت بحاول أفوقه"، ما تسبب في النهاية بصدور قرار رسمي من نيابة منيا القمح، برئاسة المستشار محمد المراكبي، رئيس النيابة، بإيداعها بمستشفى للأمراض العقلية لمدة 45 يومًا تحت الملاحظة.

 

فيديو قد يعجبك: